Friday, October 26, 2007

قتلة الأحلام

قتل أحلام الناس يعني قتل لمستقبلهم وإزهاق لمعاني الحياة في داخلهم... وأثر ذلك فقد الإرادة وتبدد العزيمة وخوار الهمة، نتيجة افتقاد الدافع وغياب الحافز... فتنشأ الألفة بين بعض الناس وما يفسدهم من رديئ الأخلاق والهابط من القيم، التي تتشربها النفوس حتى تسلم بها العقول وتركن إليها الضمائر والقلوب.. لتصبح حياتهم من بعدها بلا قيمة.. لأنهم باتوا بلا أحلام يطمحون لتحقيقها ويخططون لنيلها ويسعون للوصول إليها
.
ومن هنا كان قتل الأحلام يعد بحق من أبشع الجرائم، والقاتل فيها من أخطر المجرمين، لأنه يحول الإنسان إلى روح ميتة تسكن جسدا حي... ولذلك فإن أخطر ما قد يصيب أي أمه من الأمم هو أن يسلط عليها من يزهق روح المستقبل فيها بقتل أحلام أبنائها.. إما بجهله.. أو بفساده.. أو باستبداده
.
ألتفت حولي فأجد جميع الناس غير مرتاحين ولا راضين.. ولا حيلة لهم إلا التذمر... الجميع بات منقبضا عن العمل والإنجاز لأن اليقين استقر في النفوس بأن الطموح في هذا الزمن لا يتحقق بالكفاءة والقدرات الذاتية ولكن بالتزلف والنفاق... فربما استجاب البعض لمتطلبات المرحلة ليأخذ مكانه في طابور الفساد والفاسدين.. وربما أحجم البعض الآخر عن ذلك لينضم لطابور الإحباط والمحبطين الذين يعملون بلا نشاط ولا إتقان، لأنهم فقدوا لذة انتظار النجاح والأمل في تحقيق الأحلام
.
هناك ألم نشاهده في العيون ونستشعره في النفوس... قد لا ندرك سببه للوهلة الأولى أو من أين جاء... ولكن قليل من التدقيق يجعلني أجزم بأن سر ذلك هو موت الحلم الجميل في النفوس.. الحلم بوطن أفضل.. ومستقبل أفضل... لتحل محله الكوابيس المفزعة
.
هذه ليست دعوة لليأس والقنوط.. إنما هي عرض لواقع نريد له أن يتغير.. ولن يتغير ما لم نبعث الروح والحياة في أحلامنا من جديد... ولن يتسنى ذلك إلا بانتفاضة تبدأ من داخل أنفسنا لتجدد الأمل فيها.. يتبعها تضافر للجهود ورص للصفوف لمواجهة من قتلوا أحلامنا إما بجهلهم.. أو بفسادهم.. أو باستبدادهم... لنقول في وجوههم جميعا: توقفوا.. فإما اعتدلتم أو اعتزلتم
.
فالأمم الراقية كما يصفها عبد الرحمن الكواكبي:" تجبر المستبد على الترقي معها والإنقلاب، على رغم طبعه، إلى وكيل أمين يهاب الحساب، ورئيس عادل يخشى الإنتقام، وأب حليم يتلذذ بالتحابب. وحينئذ تنال الأمة حياة رضية هنية، حياة رخاء ونماء، حياة عز وسعادة، ويكون حظ الرئيس من ذلك رأس الحظوظ.."ا
.
فهل نحن أمة راقية؟

Thursday, October 18, 2007

لماذا نحب لبنان؟

بلد جميل وشعب يحب الحياة ويقبل عليها... بهذه الجملة أختصر لبنان.. التي لا تحس عند زيارتها بالغربة، لأن الجميع يتعامل معك بعفوية دافئة تكاد تشعر معها بأنك أصبحت جزء من النسيج الاجتماعي لهذا البلد... حيث الناس يتعاطون مع تعقيدات الحياة ببساطة وإيجابية.. فهم يستمتعون بيومهم بتلقائية ولأقصى ما يستطيعون، ويعملون لغدهم بحماس وجدية

.
كثيرة هي الأزمات التي مرت بلبنان والمآسي التي أصابت شعبه... صحيح أنه لم ينجح في التغلب عليها دائما إلا أنها ـ رغم قسوتها وفضاعتها ـ لم تقصم ظهره أبدا... فهوكما يقول أحدهم:" بسرعة بيخرب وبسرعة بيعمر".. بهذه البساطة في التعبير والعمق في المعنى والمضمون يحلل (شوفير التاكسي) أوضاع بلده... وكأنه يريد أن يقول أن كل الإحباطات التي ألمت بهذا الشعب ـ على كثرتها ـ لم تستطع أن تثنه أو تبعده عن الاهتمام بقضاياه والتفاعل معها.. ولم تمنعه عن السعي لإعادة بناء بلده كلما تم تدميره.. ولذلك فهو بحق شعب حي بكل معنى الكلمة... ولعل أكثر ما يميزه هي تلك الروح الإبداعية الخلاقة العالية التي يتمتع بها والمصاحبة له أينما حل.. وتفاؤله الدائم بالمستقبل وتطلعه المستمر لغد أفضل
.
أما الظاهرة الكويتية التي تبرز في هذا السياق فهي اهتمام الكثيرين بالشأن اللبناني الداخلي بشكل استثنائي ومتزايد... فهم يتابعون أخبار (لحود) ومقابلات (بري) وزيارات (السنيورة) أكثر من نظرائهم من الكويتيين... وينتظرون بترقب نتائج اجتماعات (بكركي) بين الفرقاء المسيحيين أكثر من اجتماعات الكتل البرلمانية... ويستمعون بشغف لخطابات (نصر الله) والمؤتمرات الصحفية لـ(جنبلاط) و(جعجع) والمقابلات التلفزيونية لـ(عون) و(الحريري) في حين لا تراهم يكترثون كثيرا لما يصدر عن المسئولين الكويتيين (حتى ولو أذيعت أخبارهم في أوقات الذروة عند تحلق جميع أفراد الأسرة حول التلفزيون)... بل أنهم يحفظون أسماء النواب والوزراء هناك أكثر من معرفتهم بأقرانهم من الكويتيين... حتى بات الحديث بالشأن اللبناني يطغى ـ في كثير من الأحيان ـ على الحديث في الشأن الكويتي.. وانقسم الشارع هنا إلى تيار مناصر (للموالاة) وآخر مؤيد (للمعارضة) هناك.. وأصبح كل طرف يدافع عن موقف فريقه بحماسة تغيب (أحيانا) عند الحديث عن الفرقاء الكويتيين... فهل كل هذا الاهتمام يأتي بدافع الحب للبنان وشعبها؟... أم هو نتيجة للإحباط الذي قادنا للهروب من حالة اليأس في الداخل للبحث عن الأمل في الخارج؟
.
هذا ما خطر لي أثناء وداعي لبيروت مستقلا الطائرة المتوجهة إلى القاهرة... فإلى لقاء قريب في الكويت
:)

Saturday, October 13, 2007

خواطر ليلة العيد

ونفس وما سواها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
قال تعالى في سورة الشمس:" ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكها، وقد خاب من دسها"ا.إذا هذه هي المعادلة... نفس بشرية مفطورة على الخير ونزاعة للشر.. ازدواج وتناقض في الطبيعة والاستعداد.. وقد مُنح صاحبها نعمة العقل الذي يوجه سلوكه، وأُعطي له بعد ذلك حق الاختيار بين الطريقين :"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"... فهو قادر على التمييز وقادر على توجيه نفسه... فمن استخدم هذا العقل في تزكية نفسه وتهذيب نوازع الهوى الكامنة فيها كان الفوز حليفه والفلاح نصيبه، وأما من سعى في تغيب عقله وإدراكه وأطلق للشر في نفسه العنان فإنه إلى الخيبة والخسران... وفي نهاية المطاف فإن:" كل نفس بما كسبت رهينة"... " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى
.
مع التأكيد على أن تعامل الله عز وجل مع إبن آدم مرهون بتعامل إبن آدم مع نفسه:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم"... والإبقاء على باب التوبة مفتوح على مصراعية:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويغفر عن السيئات"...ا
.
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه... واجعلنا ممن قلت فيهم:" قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى"... ولا تجعلنا ممن قلت فيهم:" بل تؤثرون الحياة الدنيا. والآخرة خير وأبقى
.
من وحي قراءة: في ظلال القرآن
*****

وطني والعيد
ــــــــــــــــــــ
.
وطني، أَسفتُ عليكَ في عيد المَلا
وبكيتُ من وجْد، ومن إشفاق
.
لا عيدَ لي حتى أَراكَ بأُمة
شَماء راويَة منَ الأخلاق
.
ذهبَ الكرامُ الجامعونَ لأمرهمْ
وبقيتَ في خَلَف بغير خلاق
.
أيظلُ بعضُهمُ لبعض خاذلاً
ويقال: شعبٌ في الحضارة راق؟
.
وإذا أراد الله إشقاء القرى
جعل الهُداة بها دُعاةَ شقاق
.
من قصيدة (رمضان ولى) لأمير الشعراء أحمد شوقي
*****
.
اشتقنا لكم كثيرا وافتقدناكم أكثر
فشكرا لكل من سأل
وشكرا لكل من لم ينسانا بالدعاء
.
واليوم يكتمل عيدنا بلقياكم
فكل عام وأنتم بألف خير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وعساكم من العايدين والفائزين
وعيدكم مبارك إنشاء الله

Friday, August 31, 2007

إلى لقاء قريب

إجازة قصيرة.. يعقبها رمضان
ونلتقيكم إنشاء الله بعد العيد
فكل عام وأنتم بخير مقدما وتقبل الله طاعتكم
.....
أودعكم على أمل اللقا بيكم
أودعكم وكم أتمني طول العمر أباريكم
عسى هبت عطر تعبر علينا من شواطيكم
عسى الأيام تجمعنا على ميعاد أمانينا بأمانيكم
.
أنا لما أودعكم
أودع حبي زغرودة بمغانيكم
أودع شوقي همسات بمعانيكم
أودع قلبي سهران بلياليكم
أودع روحي تلفانة بأراضيكم
.
حبايبنا العذر منكم إذا أخطينا
وإذا أخطيتم نراضيكم
حبايبنا بأمان الله أودعكم
عساااااااانا نلتقي فيكم
.....
فإلى اللقاء... ولا تنسونا بالدعاء
.
هذه الكلمات للشاعر الجميل عمر الفرا

Monday, August 27, 2007

حرب تستحق أن نخوضها

عندما أشعر بالكراهية تجاه شخص معين أشعر بالعجز في القدرة على التواصل معه... وهذا العجز يؤرقني... لأنه يكشف عن ضعف قدرتي على التعامل مع هذه المشاعر التي تبتزني وتخضعني لأنقاد (كارها) لما تفرضه علي ـ أحيانا ـ من تصرفات أو أحاسيس تجاه من أكره
.
وأتساءل دائما: كيف السبيل إلى الخلاص منها؟؟
.
فهذه الحروب التي نخوضها يوميا ضد بعضنا تحتل مساحات كبيرة في حياتنا القصيرة... ولو تأملنا لاكتشفنا ـ دون عناء ـ أن معظمها لا يستحق أن يخاض... لأنها لا تغرس إلا الكراهية في النفوس والبغض في القلوب... ورغم ذلك فإننا لا نكتفي بهذا الغرس بل نتعهده بالرعاية والعناية حتى يكبر ويثمر وذلك بإشعال المزيد من هذه الحروب!!... فلماذا؟
.
لماذا نقبل أن نخوض حرب ليست حربنا؟!... فإن كان لا بد منها وكانت الحرب قدرنا... فلماذا لا نخوضها بشكل مختلف؟.. بالشكل الذي يمكننا من هزيمة مشاعر الكارهية في داخلنا... واجتثاثها من نفوس الآخرين... وبالسلاح المناسب لهذه المعركة والمحقق لأهدافها... واالقادر في ذات الوقت على مواجهة هذه المشاعر وردعها؟
.
فالكره سلاح فعال في الهدم ولكنه لن يعين أبدا على البناء... الكره يمكننا من القضاء على الخصوم والمعارضين، ولكن بناء الأمم ونشر الدعوات لا سلاح له إلا بالحب... ولذلك فإن قتالنا يجب أن يكون بالحب... لأنه متى أحبك الناس أحبوا ما تدعوهم إليه
.
نحتاج أن نعقد الواء لشن حرب جديدة... تدور رحى معاركها أولا في نفوسنا وقلوبنا... نخوضها باسم الحب ودفاعا عنه ضد مشاعر الكراهية والبغض... وهي بلا شك حرب شرسة ومرهقة وذات تكاليف عالية... ولكنها تستحق عناء خوضها... لأننا متى انتصرنا للحب في نفوسنا انتصرنا بالحب في نفوس الآخرين وفوزنا به بقلوبهم... فهو السلطان الوحيد على الناس
فهل نلبي لنفير هذه الحرب؟؟
.
أحبكم جميعا
:)
.
المكتوب باللون الأزرق مقتبس عن ورقة بعنوان: (تشخيصات ووصايا للحركة الإسلامية) للدكتور/ حسان حتحوت

Friday, August 24, 2007

خطوط الداخلية الحمراء

أكدت وزارة الداخلية في بيانها:" أنها تقبل بالنقد البناء، وعقلها وقلبها مفتوح لكل نقد يهدف للمصلحة العامة" انتهى
وهذا مدخل جيد للبداية في هذا الموضوع... عسى الله أن يجعل كلامنا خفيفا عليهم
.
حيث صرح اللواء الرجيب:" أن الذات الأميرية وذات ولي العهد خطوط حمراء لن يسمح لأي كان المساس بهما..." انتهى
.
الدستور هو الخط الأحمر
نقول تعليقا على التصريح: أن الخط الأحمر (الوحيد) الذي نعرفه والذي يجب أن يقف الجميع عنده هو الدستور بكامل مواده الـ (183) غير منقوصة
فنصوصه (فقط) هي التي ترسم الحدود التي لا يسمح لأحد (كائنا من كان) بتجاوزها والتعدي عليها
وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع وألا تغيب عن بال أي مواطن مهما كان موقعه في الدولة... لا سيما رجال الأمن المكلفون بحماية القانون
.
لماذا؟
لأنه الضمانة الوحيدة لنا جميعا

فهذا الدستور هو الضمانة الوحيدة التي تكفل صيانة الذات الأميرية ـ وحدها دون سواها ـ من المساس... وهو في ذات الوقت الضمانة التي تصون الإنسان وتحميه من القبض عليه أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون... والتي تمنع تعريضه للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة
فهذه كلها خطوط دستورية حمراء لا يجوز تجاوزها
والتعدي على أحدها بمثابة التعدي عليها جميعا
أما التعامل بإنتقائيه معها فإن مثلها كمثل من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه
وكان الأحرى بالوزارة الالتزام بجميع هذه الخطوط الدستورية الحمراء... وألا تسمح بالتعامل معها بمزاجية أو انتقائية
حتى لا تتهم بأنها تختط لنفسها خطوطا حمراء غير تلك الخطوط الدستورية
.
أخيرا
جاء ببيان الداخلية:" أن الوزارة حريصة على حماية القانون وتنفيذه..." وهذا أمر جيد وهو ما يفترض أنه المتوقع من رجال الأمن... ومن هذا المنطلق أتوجه بالسؤال للمسؤولين في الوزارة:
لو أن السلطة ـ لا قدر الله ـ إنقلبت على الدستور (وهو أبو القوانين) ـ كما حصل في صيف عامي 1976، 1986 ـ فهل ستكونون في صف المدافعين عن الدستور وتجنحون إلى حماية خطوطه الحمراء ممن اعتدى عليه (باعتباركم الأمينين على حماية القانون وتنفيذه... وباعتبار الدستور هو القانون الأسمى الذي يعلو فوق الجميع)... أم أنكم ستكونون أداة للمعتدي في تنفيذه لاعتدائه؟؟ وما هي الخطوط الحمراء ـ في نظركم ـ التي لا يجوز التعدي عليها في ذلك الوقت؟؟
.
ختاما
أرجوا أن أكون قد التزمت حدود النقد البناء، الذي يهدف لتحقيق المصلحة العامة... وأن لا أكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء
.
ما بعد الختام
لا نزال بانتظار محاسبة من تجاوز الخطوط الدستورية الحمراء في قضية التعدي على الزميلين جاسم وبشار... وربما غيرها من القضايا التي بدأت تظهر على السطح كموضوع حزب التحرير
وشكرا

Wednesday, August 22, 2007

القضية لم تنتهي... فالكويت لا زالت قيد الإعتقال

أن تعيش تحت سيف الرعب... فلا يغادرك شعور الخوف... وتظل رهين القلق والترقب والتوتر الذي يجعلك تحسب لكل كلمة ولأي كلمة مهما كانت عادية ألفا حساب قبل أن تطلقها حتى تصل للمرحلة التي ترا فيها الباطل والفساد وتجد نفسك عاجز عن مواجهته... أن تقهر إرادتك وتستلب حريتك... فذلك كله يعني أنك قيد الحبس والاعتقال حتى لو كنت حر اليدين وطليق القدمين... لأن حبسك سيكون في ذاتك... وهذا أخطر أنواع القيد وأشده وطئة على النفس
فعندها نتحول جميعا إلى زنازين بشرية متنقلة ويكون الوطن هو السجن الذي يجمعنا
.
أن تقمع الحرية.. ويكبت الفكر.. ويحبس الصوت... ثم تجرجر دون ذنب.. وتعاقب دون جرم... حتى تخرج من بيتك فلا تعلم إن كنت ستعود إليه أم لا... وتبيت في فراشك وأنت تترقب زوار الفجر... ثم تقتاد مخفورا مجبورا معصوب العينين مقهور الإرادة... لتمتهن كرامتك وتستلب حريتك... وتحبس ـ أياما ـ دون سبب
فذلك هو الإرهاب... وهذه ليست الكويت... فكويتنا التي نعرفها وتعرفنا لا تتسع لإرهابكم
ولذلك نقول أن كويتنا التي تآلفنا فيها وإلتففنا حولها... والتي تركها الشهداء أمانة في أعناقنا... والتي علمتنا أن الحرية وطن في الغربة وأن القمع غربة في الوطن... هذه الكويت لا تزال مختطفة ومعتقلة في سجونهم... وهي تنتظر من يفك قيدها... ولن يفك قيدها إلا بتحقيق العدالة وعودة الحق إلى نصابه
وهذا لا يتم إلا بمحاسبة من ضيع أمن الوطن بتضيعه لأمن المواطنين
.
فإلى هؤلاء نقول
إحذروا... فإن القهر يثير السخط ويولد المقاومة... وإن هو أخاف بعض الناس بعض الوقت... فإنه لن يخيف كل الناس كل الوقت... وهو في النهاية إلى زوال:" كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"... لأنه لا يغرس إلا البغضاء ولا يزرع إلا الأحقاد ولا يثمر إلا الكراهية
.
أما الهيبة فهي للقانون... وليس لبعضه أو جزء منه أو مادة من مواده... وما دمتم لا تحترمون القانون ولا تهابونه فلا تنتظرو من أحد أن يحترمكم أو يهابكم
إن الهيبة سبيلها الحب وليس الرعب... والحب طريقه الإصلاح وليس الإرهاب والإفساد... والإصلاح لا يكون إلا بالقوي الأمين والحفيظ المكين... فانظروا حولكم... وسألوا أنفسكم: هل عملتم بذلك؟.. أم تنكرتم لكل ذلك؟؟
.
القضية لم تنتهي... ولن تنتهي إلى أن يأخذ العدل مجراه ويحاسب المسؤول عن ترويع الناس وإرهابهم لتعود الحقوق إلى نصابها وأصحابها
ومن الآن إلى ذلك الحين سيظل الوطن رهين القيد والحبس والإعتقال... وسنظل نجاهد للإفراج عنه
.
اللهم إنا نشكوا إليك ضعف قوتنا... وقلة حيلتنا... وهواننا على الناس... أنت رب المستضعفين وأنت ربنا

Tuesday, August 21, 2007

كيف نفهم ما حصل؟؟... وأين مكمن الخطر؟؟

تحديث
تم إطلاق سراح بشار والإفراج عنه بأمر النيابة العامة حيث استقبل في تمام الساعة الرابعة عصرا استقبال الأبطال في مقر التحالف الوطني بالروضة وعقد هناك مؤتمرا صحفيا... وهذا المساء يقيم التحالف عشاء بهذه المناسبة على شرف بشار وجاسم
الحمد لله على السلامة... وقرت عين الجميع
.
بشار حر... ولكن القضية لم تنتهي بعد
ويجب ألا تنتهي إلا بعودة الحق إلى نصابه... فهل نحن فاعلون؟؟
.
كان الإعتصام رائعا بكل ما فيه ومن فيه... فشكرا جزيلا لكل من لبى نداء الوطن
.
وأعود للموضوع فأقول:
علينا أن نوسع مدى رؤيتنا لمحاولة فهم ما حصل وأسبابه من ناحية... ومدى خطورته من ناحية أخرى
.
فكل ملابسات الحادث تشير إلى أن ما تم لم يأتي بشكل عفوي وأنه قد رتب له بإحكام... ابتداءا من الواقعة محل القضية... مرورا بالأشخاص المعتدى عليهم في هذا التوقيت الصيفي بالذات... وانتهاءا بالإجراءات التعسفية والغير حضارية التي تمت بحقهم... كل ذلك في إطار جو التوتر السياسي الذي تعيشه البلد... وفي ظل الشائعات التي يزداد تسربها كل يوم حول التوجهات القمعية والغير ديمقراطية المقبلين عليها
.
ومن ثم فإن الأمر أكبر وأخطر من حدود الوقائع المادية محل القضية... لأن هذه الوقائع لا تمثل جريمة أصلا... وإن كانت جريمة فإن رجال أمن الدولة يعلمون قبل غيرهم أن من ارتكبها ليسوا من تم اعتقالهم... ولو افترضنا ـ والفرض غير الواقع ـ أنهم هم من ارتكبوها فإن الأمر لا يستدعي كل تلك الإجراءات التعسفية والقمعية التي تمت معهم وبحقهم... ومع كل ذلك حصل ما حصل... إذا لماذا؟؟
.
في تقديري أن ما حصل إستهدف تحقيق أمرين:
الأول: بعث رسالة قوية تتعدى أطراف الحدث لتصل للجميع وخاصة الشباب... مضمونها هو إرهاب وتحذير كل من (تسول) له نفسه (الشريفة) أن يرفع صوته بكلمة الحق أو يفكر بالدفاع عنها
أما الأمر الآخر فهو: قياس حجم وفاعلية ردة الفعل على هذا الحدث... وحصر وإحصاء مفاتيح التحرك الشبابي والشعبي في الساحة استعدادا للتعامل معها على ضوء ما هو مبيت ومخطط لتنفيذه من إجراءات غير ديمقراطية في القادم من الأيام
.
تلك هي أسباب ما حصل... أما خطورته فهي تتعدى كل هذا المشهد... وسواء صح هذا التحليل أو لم يصح... فإن الخطورة تكمن فيما كشف عنه هذا الحدث من أن هناك سلطة خفية قد اختزلت الدولة في ذاتها حتى أصبحت ترى نفسها فوق الأمة وإرادتها.. وفوق القانون وسلطانه... فهي الآن ـ عند نفسها ـ القانون الأعلى الذي يجب أن تنصاع له كل القوانين وتخضع له رقاب كل المواطنين... فلم تعد هناك قوانين تمنعها ولا مؤسسات تردعه... والأخطر من ذلك هو أن هناك من أبناء وطننا ومن بني جلدتنا من بات يستمرء أساليب الدول القمعية والبوليسية التي تدعوه لأن يمد يده على مواطنين آخرين من بلده كل ذنبهم أنهم يجتهدون في خدمة وطنهم وفق ما يرونه محقق لمصلحته والبطرق السلمية... وما علم هؤلاء أنهم بفعلتهم هذه قد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مرتزقة تأتمر بأمر الفاسدين... وكرابيج تلهب ظهور شعبهم الذي ينتمون إليه... وكل ذلك يتم بدعم وإسناد وتأييد من تلك السلطة الخفية وبيد من يفترض فيهم حماية الناس وحفظ أمنهم وليس إرهابهم وتعذيبهم
.
ما حصل كما تقدم هو جس نبض لما هو قادم... والقادم هو الأسوء ما لم يتم ردع الأفكار الشريرة التي تسيطر على عقول البعض... وما لم ينهض العقلاء والحكماء لتدارك هذا الوضع
.
إن المطالبة بإطلاق بشار مطالبة ناقصة وقاصرة... فما وقع لبشار هو جزء صغير جدا من قبح المشهد العام... والمطلوب الآن لتطبيب الجراح.. وترسيخ شعور كل مواطن بالأمن والإستقرار.. وحفظ دولة المؤسسات.. هو تسليم كل من مدت أيديهم بالسوء على جاسم وبشار إلى القضاء ليأخذوا جزاءهم العادل وعقابهم الرادع حتى يكونوا عبرة لغيرهم... وحتى يأخذ الحق والعدل مجراه... وبغير ذلك فعلينا العوض في دولة القانون ودولة المؤسسات... وهذه الأمانة معقودة في أعناق ممثلي الأمة
.
تبقى هنا همسة أخيرة في أذن كل مسؤول عما حدث وكل من مد لسانه بالإهانة أو يده بالضرب... تذكر أنك لست مخلد فيما أنت فيه... وأن الدوائر التي دارت على غيرك ستدور غدا عليك... فإن أعانتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك... وتذكر دعوة المظلوم التي أقسم الله بعزته وجلاله لينصرنه ولو بعد حين... وتذكر أخيرا أن ما نعيشه في هذه الدنيا هو طرف من الحياة وأن الآخرة خير وأبقى... اللهم بلغت اللهم فاشهد
.
وتستمر مطالبتنا بالحرية لبشار الذي لا يزال يبيت في أحضان سجنه
قلوبنا معك... ودعاؤنا لك

Monday, August 20, 2007

لبيك يا وطن

تحديث عاجل جدا جدا في الأسفل
.
أمن الدولة يعتقل بشار الصايغ (مدير موقع الأمة دوت أورغ) والصحفي جاسم القامس وتم تعذيبهم والاعتداء عليهم
هذا نص الرسالة التي وصلتني ليلة البارحة
.
ذكرت في إحدى مقالاتي أنه: عندما يقيد الحق بأغلال السكوت ويسجن في ظلمات الصمت.. يكون الوطن بأسره رهين الحبس بمعتقلات الباطل... فإن عزفنا عن قول كلمة الحق وأعرضنا عن الصدع بها أصبحنا جزء من هذا الفساد الذي ينخر بسوسه كل مفصل من مفاصل البدل ومؤسساته... فواجبنا أن نطلق هذه الكلمة من عقالها... حتى لا نكون في زمرة الشياطين الخرس... وحسبنا في ذلك أننا على طريق الحق.. طريق الوطن
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكني أعلم أن ما حصل لهم لا يعنيهم وحدهم إنما يعنينا جميعا... فهذه رسالة موجهة ونحن جميعا المقصودين بها... وهي تحتاج منا إلى جواب... فإن لم نرد عليها بما تستحق من ردة فعل... استفحل شرها وتطور أمرها حتى تصبح ظاهرة جديدة من ظواهر الفساد في هذا البلد... وعندها سوف نكون جميعا على طريق جاسم وبشار
.
فما حصل ليس سوى مقدمة لما يعد له في قادم الأيام... وهذا هو بالون الاختبار الذي تقاس به ردود الأفعال ومدى ارتفاع سقفها... فعلينا أن نفهم ما جرى وفقا لهذا السياق... ونتعامل معه على هذا الأساس
.
ولمن أراد حفظ أمن الدولة نقول له: ممن تحفظونه؟؟... منا نحن؟؟... بل نحن الأولى بحفظه ممن ألقوه في أحظان الفساد وممن تكاثروا حول زبانيته
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكن ما أعرفه الآن أكثر من أي وقت مضى أن هذا الوطن بات رهين الخطف من زبانية الفساد ورهين الحبس في معتقلات الباطل... وهو يستجدي أبناءه لإنقاذه ممن خطفوه... فهل من ملب لهذا النداء؟؟
***
اليوم الساعة 6 مساء في جنوب السرة أمام مبنى أمن الدولة
نقولها بصوت واحد... لبيك يا وطن
والحــــــــريـــة لبـــشــــار
***
تم تحويل بشار إلى النيابة العامة حيث بدأ إضرابا عن الطعام لحين الإفراج عنه وإطلاق سراحه... وعليه تم تحويل التجمع من أمام إدارة أمن الدولة إلى مقر التحالف الوطني بالروضة في تمام الساعة السابعة مساءا

Saturday, August 18, 2007

رقابة الإبداع... وإبداع الرقابة

هذه وقفة قصيرة ـ قبل العودة لقضايا السياسة ـ مع موضوع (الإبداع والرقابة) والذي لا يكاد ينتهي فيه الحوار والجدال حتى يتجدد مرة أخرى
فما هي الرقابة؟... وما هو الإبداع؟
.
أما الإبداع فهو بجملة بسيطة: الخروج عن المألوف... ولكن هل كل خروج عن المألوف يعتبر إبداعا؟؟
.
وهذا التساؤل هو ما يجعلنا بحاجة دائمة لإحياء روح الإبداع وإنقاذ لمضمونه الحقيقي من الطمس والتشويه... وهو الذي يطالبنا بدعم المبدعين وإيجاد البيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم وحمايتهم من الدخلاء والمتطفيلن على موائدهم ممن تركوا ما ينفع الناس واتخذوا من شعار (الإبداع) مطية لهم في سعيهم وراء المساحات (المثيرة) والمناطق (الساخنة) التي يتوسلونها لتحقق لهم الشهرة والصيت، على حساب كل شيء وأي شيء... فذلك ليس من الإبداع إنما هو العبث المسئ للإبداع والمبدعين
.
فالإبداع ـ من وجهة نظري ـ لا يدخل في مضمونه التعدي على الثوابت أو التحلل منها.. وليس من لوازمه الخوض في كل المساحات والمناطق دون حدود... والمبدع الحقيقي ـ كما أراه ـ هو الذي يتحلى بروح المسؤولية ويعي حقيقة الدور المنوط به ويستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه في كل ما يقوم به أو يقدم عليه من أعمال
.
أما الرقابة... فلا أعني بها هنا (المؤسسة الرقابية)... وإنما المفهوم أو المعنى المتمثل في إجراء عملية المراجعة والتدقيق للعمل قبل نشره أو عرضه على الآخرين... وهذه المراجعة يمارسها الإنسان في الغالب بشكل ذاتي وتلقائي.. وهي نابعة بالأساس من حسه بالمسؤولية تجاه الجمهور من ناحية، وسعيه إلى التميز من ناحية أخرى... وهنا يتجلى إبداع الرقابة.. الذي يمارسه المبدع ذاتيا.. ليكمل به عمله الإبداعي
.
وفي مجال الحديث عن الرقابة ليس المهم بشكل أساسي الشكل الذي تتخذه أو النمط الذي تتبعه... وسواء كانت ذاتية أم أنها تمارس من خلال مؤسسة... ولكن ما يهم فعلا هي الضوابط المعتمدة للمكلف بممارستها... والتي لا يجوز لأحد اختراقها تحت ذريعة الإبداع... وذلك حماية للمجتمع وثوابته... وتصحيحا لمفهوم الإبداع وحفظا لقيمته... واحتراما لمكانة المبدع وتقديرا لمنزلته
.
فهناك من المواضيع ما تكون بطبيعتها، أو بالنظر لدرجة حساسيتها، أو بسبب أهميتها وخطورتها على كيان المجتمع، تتطلب ألا يكون تناولها مباحة ومستباحة لكل من أراد أن يخوض فيها دون أن يكتمل عنده العلم الذي يؤهله لذلك... وبالكيفية، والطريقة، والأسلوب، والمكان المناسب والملائم لطرحها وعرضها
.
فالإبداع وإن كان هو الخروج عن المألوف... إلا أن ليس كل خروج على المألوف يعتبر إبداعا
.
وللحديث بقية

Tuesday, August 14, 2007

كذبة الإصلاح

تدرجت الأوصاف والنعوت التي أطلقت على رئيس الوزراء الحالي تنازليا ابتداءا من إصلاحي... إلى صاحب توجهات إصلاحية... مرورا بأنه يحمل نوايا إصلاحية... وأخيرا (وليس آخر كما يبدو): المدعو بالإصلاحي
.
لا أعرف الرجل ولا أكن له أي شعور سلبي على المستوى الشخصي.. وهو كما يتداول دمث الخلق كريم الطباع وعلى درجة عالية من الأدب و(الذرابة)... كما أنني لا أشكك بنواياه على الإطلاق... ولكني لم أسلم في أي يوم من الأيام بأنه قادر على الإصلاح... لأن تحقيق الإصلاح بالنسبة لي يتطلب مواصفات أخرى غير ما ذكر... فالتنمية ومكافحة الفساد في نهاية المطاف مشروع له آلياته ووسائله التي لا يتحقق إلا بها... والأخلاق العالية والنوايا الحسنة ـ على الرغم من أهميتها ـ غير كافية بذاتها لإنجاز هذا المشروع
.
الإصلاح ثقافة قبل أن يكون نوايا أو توجهات أو إدعاءات... والإصلاحي صاحب المشروع التنموي يجب أن تكتمل عنده جوانب هذه الثقافة أولا قبل أن يطلق عليه هذا الوصف... ثم يفترض فيه أنه يقود فريق عمل يمتلك تصورا واضحا لما هو بصدده... أي أن يكون عارفا بمكامن الفساد ومواطن الخلل... ولديه الخطة اللازمة لمواجهتها... وعنده القدرة والجرأة على تطبيقها... وماض دون تردد أو تراخي في تحقيق أهدافها المرحلية والنهائية... لأن انعدام وجود الخطة والأهداف أو عدم واقعيتهما أو عدم الجدية في تطبيقها يعني أن العمل قائم على الإرتجال والتخبط وهي بلا شك إحدى أسباب الفشل والإندثار
.
ومشكلة رئيس الوزراء ـ كما يبدو ـ أنه لا يمتلك لا تصور ولا رؤية ولا خطة ولا فريق العمل... فمن أين إذا جاء الزعم بأن الرجل إصلاحي؟
.

سؤال أخير: أفلا يتحمل من سوق وروج لهذه المزاعم ـ وهو يعلم منذ البداية ببطلانها ـ مسئولية تضليل الشعب؟؟

Friday, August 10, 2007

الشرعية الشعبية... والشرعية الرسمية

بالعودة لحديث السياسة أقول: إن الحكومات الكويتية تعين وفقا للإجراءات الواردة بالدستور... إلا أن هذه الإجراءات التي تمنحها (الشرعية الرسمية) غير كافية بحد ذاتها لأن تكفل لها الغطاء الشعبي المؤيد والداعم لبرنامجها (إن وجد)... وهذا الغطاء هو ما أطلق عليه هنا (الشرعية الشعبية) التي لا غنى لأي حكومة ديمقراطية عنها لتثبيت دعائم حكمها.... إلا أنه من الواضح أن الحكومات الكويتية المتعاقبة تعاني من فقد لهذه الشرعية بسبب ابتعاد الجمهور عنها وإنفضاضه من حولها... ويرجع ذلك في تقديري إلى أمرين رئيسيين هما: ضعف الأداء العام، وضعف مصداقيتها بمحاربة الفساد... وهو ما يساهم بشكل فعال في دعم رصيد معارضيها، ومدهم بالتأييد الشعبي، وتقوي حناجر رموزهم عند الهجوم عليها... ويجعلها في المقابل تعيش حالة عدم الإستقرار الدائم، ويعرضها للإهتزاز وفقد التوازن أمام أي مواجهه مهما كانت بسيطة
.
ولا سبيل أمامها لكسر عزلتها وتجاوز أزمتها إلا برفع مستوى أدائها الذي سيرتفع معه تلقائيا مستوى مصداقيتها... ولعل في التجربة التركية ما يؤكد ذلك... فحين قدم حزب العدالة والتنمية النموذج في السلوك وفي الأداء، وجد الناس فيه بغيتهم، خصوصاً حين أدركوا أنهم أصبحوا أفضل حالاً في ظل حكمه... لأن الحزب استند إلى "شرعية الإنجاز" فأيدته الأغلبية... ولم يأبه الناس لكل الضجيج الذي أثاره المتطرفون العلمانيون حول خلفيته الأيديولوجية... حتى أن عقلاء العلمانيين لم يجدو غضاضة في التصويت له رغم منطلقاته الإسلامية في بلد تعتبر العلمانية فيه دين وليست مجرد مشروع سياسي
.
هذا الكلام لا أنشره هنا دعاية لحزب العدالة والتنمية... فليس شأني أن أسوق لحزب تركي وأنا بالكويت... فضلا عن أنه في غنا عني وعن دعايتي ... ولكني أردت به القول: إن تعزيز مكانة الحكومة وجذب التأييد الشعبي لها لا يتأتى إلا بالتصالح مع المجتمع... وهذا لن يتحقق إلا إذا أدرك الناس أن استمرار هذه الحكومة مفيد لهم... فشعبية أي حكومة مرتبطة بحجم إنجازاتها في مجالات التنمية ومحاربة الفساد... وعندها لن تحتاج هي للدفاع عن نفسها والرد على مزاعم معارضيها مهما ارتفعت أصواتهم... لأن من سيتولى تلك المسؤولية عنها هم الناس الذين سيلتفون حولها ويمنحمنها (الشرعية الشعبية) القادرة وحدها على مواجهة المعارضة ورد هجومها ـ خاصة إذا كان هذا الهجوم في غير محله
.
وهذا بالضبط ما أثبتته التجربة التركية... فبرغم ضرواة الحملات التي شنها معارضو حزب العدالة والتنمية ضده... إلا أن رده عليهم لم يكن بالكلام بل كان بالإنجازات التي تحققت على أرض الواقع... وهو ما جعله في النهاية يقبل بثقة الإحتكام إلى الشارع وإلى قواعد اللعبة الديمقراطية التي أنصفته على معارضيه لأنه إستطاع أن يقدم ما عجزوا عن تقديمه
.
فهل الحكومة الكويتية حريصة على كسب (الشرعية الشعبية) القادرة على تثبيت دعائمها؟... أم أنها مكتفية (بشرعية مرسوم التعيين) الذي لم ولن يمنع سقوطها المتكرر وإعادة تشكيلها أكثر من مرة؟
.
المكتوب بالون الأزرق مقتبس بتصلاف بسيط عن مقال للأستاذ والكاتب المحترم/ فهمي هويدي بعنوان:( أجراس الحدث التركي ورسائله) والمنشور في موقع الرواق

Monday, August 06, 2007

حتى يكتمل حبنا للكويت

كنت أنوي الاستمرار بكتابة بعض المقالات التحليلية حول الوضع السياسي... إلا أن جولة سريعة وقصيرة في بعض المدونات الزميلة والصديقة والعزيزة والحبيبة أوجدت عندي أولوية أخرى دفعتني لإرجاء ما انتويت الكتابة عنه إلى موضوع آخر أراه الأخطر والأولى بالاهتمام والكتابة
.
من فضائل حرية الفكر أنها توسع آفاق العقل ومداركه وتفتح القلب وتمد في رحابته... ومن هنا فهي على الدوام تقبل بالآخر.. وتسعد به... بل وتسعى له إن لزم الأمر... وتتطلع له بعين التسامح... لأنها تنشد التفاعل الإيجابي معه... ولذلك تقبل عليه إقبال صاحب الحاجة والباحث عن الضالة
.
أما النظرة القائمة على تقسيم العالم إلى خير وشر، وأنصار وخصوم، على قاعدة:"إن لم تكن معي فأنت ضدي".. فهي نظرة تعسفية متطرفة، "تتجه بنا بقوة إلى تنزيه الذات وتدنيس الآخر... وتفقد الفرد القدرة على التحليل والتفكير، وتسقط من حسابه التضاريس التي لا يخلو منها كائن أو مجتمع أو وضع أو حتى خصم... فالحقيقة نسبية.. ولا يملكها إلا الله.. وقد وزعها على عباده بنسب متفاوتة ليحتاجوا إلى بعضهم، ويتكاملوا حتى وهم يتصارعون"*ا
.
ما يدفعني لهذا الكلام هو ما تشهده الساحة بين فترة وأخرى من تصاعد لحرب السباب والاقصاء التي يذكيها (بعض) من نحب ضد (بعض) من نحب... حتى وصل الأمر في (بعض) مراحله لدرجة ممارسة التخوين ضد بعضنا... وكل ذلك يتم على خلفية الاختلاف والصراع بين التيارات السياسية... وهو ما يكشف الدرجة التي وصلت إليها العلاقات بين (بعض) الأطياف داخل هذا المجتمع (لا سيما بين الأوساط الشبابية فيه)... "حيث لا إيمان إلا بالذات (الأنا)، ولا مكان للمغايرة (أي الآخر)"*... حتى بلغت (بعض) هذه الحملات درجات من الاتهامات لم يكن متوقع أو متصور صدورها عن أبناء الوطن الواحد الذين عاشوا في هذا المجتمع وخبروا بعضهم في الشدائد والمحن... وهو الأمر الذي يحزن له القلب، وتدمع له العين، وتفزع به النفس، ويقلق له العقل والفكر
.
إننا بذلك أيها الأخوة والأصدقاء نضعف مجتمعنا ونسيء إلى بلدنا... فهذه ليست حرية فكر ولا حرية تعبير... لأن الحرية تفضي إلى الرحابة والسعة.. أما هذه الممارسات فهي لا تعني إلا ضيق الأفق والعقل والصدر... المؤدية في النهاية إلى الضيق بالآخر واقصائه
.
إننا بحاجة إلى استبدال النهج الذي يقصر علاقتنا بالأخر بسوء الظن به والهجوم عليه (فقط).. ويحصر مساحة التخاطب معه باللمز والغمز والتنابز والإتهام والطعن.. إلى إنتهاج سبيل الحوار والنقد الموضوعي الذي لا يسقط في الثلب والتشويه وتغيب الحقائق والإيجابيات... إننا بحاجة للخروج من عقلية الصراع والنزاع إلى عقلية التنافس الشريف التي تقودنا جميعا لخدمة الوطن وتدفع بكل منا لإخراج أفضل ما عنده وإظهار أفضل ما فيه من أجل هذه الغاية... ونحن جميعا وبالتأكيد نمتلك أفضل من السباب والشتيمة وتبادل الاتهامات
.
إننا بأمس الحاجة إلى مبادرة تطرح صيغ للتعاون تنهي الحرب الأهلية الصامتة في كثير من المواقع واللملتهبة في مواقع أخرى... فهذه ليست حربنا... فحربنا التي تستحق أن نخوضها من أجل هذا الوطن هي حرب المحبة والتفاهم والتعاون وغرس الثقة فيما بيننا
.
نريد أن نفسح المجال لبعضنا... نريد أن نسعى لأن نسمع الآخر ونصغي إليه... نريد أن نخرج من حالة الانتقائية في تقيم المواقف والأشخاص إلى حالة الموضوعية التي تضع الجميع أمام مسطرة واحدة للقياس... لنشد ـ من بعدها ـ على يد من أحسن ونأخذ بيد من أخطأ
.
إننا باختصار أيها الأخوة والأصدقاء كويتيون... لا يحتاج أي منا لإثبات ولائه لهذا الوطن... فكل منا له رصيده الذي يشهد له بذلك.. ومن العار علينا أن نزايد على بعضنا في هذا الشأن... وكل ما نحتاجه هو غرس الثقة... لتنبت تعاونا فيما بيننا، وتزهر ودا لبعضنا، وتثمر حبا يجمعنا... فبهذا الحب يكتمل حبنا لوطننا الكويت
.
العبارات الواردة بين قوسين والمنتهية بعلامة (*) هي عبارات مقتبسة من الأستاذ/ صلاح الدين الجورشي

Friday, August 03, 2007

حديث الإفك

أرجو بأن يكون ما أشيع بهذا الصدد غير صحيح ـ إلا أنه مع كل عودة لحديث الإفك المتمثل بتداول أطراف بالسلطة لخيار الحل غير الدستوري للمجلس، يتبادر إلى الذهن سؤال يلح علي دائما وهو: لماذا لا تحفل السلطة بهذا الشعب؟ وما هو سر لا مبالاتها به عند التفكير أو اتخاذها لمثل هذه القرارات؟
.
الدكتور المحترم/ عبد الله النفيسي في كتابه (الكويت: الرأي الآخر) يعزو السبب في هذه الظاهرة إلى: الصمت الذي أصبح من التقاليد العريقة لمجتمع الكويت تماما كالتزاحم على الأعراس والمآتم (على حد تعبيره).. وهو يحللها بالقول: أن المشكلة الرئيسية التي تعتبر صفة غير محمودة في الشعب الكويتي بكافة فئاته أنه عندما تواجهه السلطة بمكابرتها الاعتيادية يصمت صمتا رهيبا ثم يبدأ الكويتيون يتشاغلون بأنفسهم، يخدشون بعض، يتهمون بعض، يأكلون بعض، ويزايدون على بعض، لكنهم في كل الحالات لا يواجهون السلطة المسبب الرئيسي لوضع من هذا النوع. ونظرا لذلك لا تأبه السلطة لهم
.
هذا الكلام ذكره النفيسي عام 1978 حيث صدر كتابه المذكور في لندن، والذي كتب في إهدائه: من أجل اليوم الذي يصبح فيه صدور مثل هذا الكتاب في الكويت أمرا اعتياديا وطبيعيا.. ولكن يبدوا لي أن هذا اليوم الذي تمناه الكاتب لم يأتي بعد
.
وباستثناء بعض التحركات الشعبية المحدودة في حجمها الكمي ومداها الزمني ـ فإن مراجعة التاريخ تشير أن جل ما ذكره الدكتور النفيسي يجد تصديقا له في صدا الأحداث التي ألمت في واقع الحياة السياسية الكويتية والتي من أبرزها: تزوير إرادة الأمة في انتخابات عام 1967... والإنقلاب مرتين على الدستور في صيف عامي 1976 و1986... وفي إصرار السلطة على إعادة دعوة مجلس الخزي (المجلس الوطني) بعد التحرير عام 1991... دون أن يؤدي كل ذلك لما يستحقه من ردة فعل شعبية... فهل يا ترى وبعد مضي كل هذا الوقت وكل هذه التجارب: لا يزال الشعب الكويتي يتحلى بذات الصفات السلبية التي ذكرها النفيسي قبل 30 سنة؟ أم أنه تجاوزها؟... وهل لا يزال يحتفظ بمخزونه من الطاقة التي تمكنه من الصمت وكبت مشاعر السخط وعدم الرضا التي بلغت مداها بسبب سوء الوضع السياسي المتردي؟ أم أن هذا المخزون قد نفذ؟... وما هي المؤشرات التي تبعثها تجربة المدونات الشبابية والانتفاضة البرتقالية وأحداث ساحة الإرادة بصيف 2006؟.. أم أنها كانت أحداثا استثنائية عرضية لا يعول عليها ولا يحتمل تكررها؟
أسئلة يجب على السلطة أن تفكر فيها مليا وتسألها لنفسها ألف مرة قبل أن تقدم من جديد على الحنث باليمين وبالقسم الذي قطعته على نفسها باحترام الدستور وقوانين الدولة (وإنه لقسم لوتعلمون عظيم)... لأنه: إذا فات الفوت ما ينفع الصوت

Tuesday, July 31, 2007

جبناء.. لا يحترمون الشجاعة

عندما يقيد الحق بأغلال السكوت ويسجن في ظلمات الصمت.. يكون الوطن بأسره رهين الحبس بمعتقلات الباطل... ومما يؤسف له في هذا الزمن تكاثر أهل الصمت والساكتون عن الحق... إما خوفا أو طمعا... سلبية بغيضة ومشينة جعلتنا جميعا ضحية للفساد الذي نخر بسوسه كل مفصل من مفاصل هذا البلد ومؤسساته حتى ضرب كل زاوية من زواياه وهز كل ركن من أركانه
.
وهذا الجمع من الصامتين والساكتين لا يتكاثرون إلا في بيئة الفساد وحول زبانيته... ومن أبرز صفاتهم أنهم لا يحسنون من الكلام إلا ما يثبط العزائم ويهبط الهمم لكبت أي صوت يحاول أن يرتفع لقول كلمة حق... لأنهم لا يريدون في محيطهم من يتسامى على نقيصتهم، ففي ذلك تعرية لوضاعت موقفهم أمام أنفسهم... فهم حريصون كل الحرص على أن يتساوى معمه الجميع في مقام الرذيلة والصمت الذي ارتضوه... فإذا أبى أحد السير مع القطيع الصامت كان نصيبه منهم التشنيع ونعته بأوصاف التشنج.. ونقص الحكمة.. وقلة الفهم.. والحماقة
.
وأمثال هؤلاء المتكاثرون حول زبانية الباطل لا يقال لهم إلا: عفى الله عنكم... جبناء ثم لا تحترمون الشجاعة
.
إن التسامي عن المضي في ركب هذا القطيع يتطلب تحرير النفس من خوفها وطمعها.. وتخليصها من سلبيتها.. حتى تتطهر من نفاق الصمت.. وتطلق كلمة الحق من عقال السكوت... فلا تكون في زمرة الشياطين الخرس... فإن عزفنا عن قول هذه الكلمة وأعرضنا عن الصدع بها أصبحنا جزء من هذا الفساد بل وأداة من أدواته... فالفاسد ليس من يصدر القرارات ويوجه الأوامر فقط، بل هو كل من يصغي ويطيع وينفذ (مهما صغر حجمه وقل دوره).. وهو كل من يرى ويسمع دون أن يحرك ساكنا أو يمارس واجبه بالتنبيه والاعتراض.. فكلهم شركاء.. وكل يمارس دوره بطريقته ووفقا (لحجمه).. إما بأمر الفاسد.. أو بتنفيذ الذليل.. أو بسكوت المنافق.. أو بصمت العاجز الضعيف في مقام رفع الصوت والصدع بالحق... وليس هناك أقبح من أن يجمع المرأ بين وضاعة الدور والحجم ووضاعة الموقف والقيم
.
وفي النهاية لا يهول أحد تكاثر هذا القطيع الصامت وتعاضم جمعهم لأنهم زبد لا أصل له ولا مستقر... ولأن الشجاعة تقتضي أن نحتقر النقيصة ولو اطمأن إليها الجميع... فإذا ثقل على بعضنا أن ينفرد بالفضيلة في وسط الرذائل فليخفف عنه أنه سيكون القدوة لغيره في ذلك على طريق الحق.. طريق الوطن
.
العبارات المكتوبة باللون الأزرق هي اقتباس من كلمات الاستاذ الدكتور والقاضي الفقيه/ عبد الرزاق السنهوري

Friday, July 27, 2007

نيران صديقة من مصر

كانت رحلة قصيرة وعودة سريعة للتو من القاهرة
.
نيران صديقة رواية قديمة للمبدع علاء الأسواني صاحب روايتي عمارة يعقوبيان وشيكاجو...ا
في بداية الرواية يورد الكاتب عبارة مشهورة لمصطفى كامل يقول فيها:" لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا".. ثم يعلق عليها بالقول:" اخترت هذه العبارة لأبدأ بها أوراقي لأنها أسخف ما سمعت في حياتي! وهي تمثل نوعا من التعصب القبلي الغبي الذي ما إن أفكر فيه حتى يتملكني الغيظ، فماذا لو أن السيد مصطفى كامل ولد صينيا مثلا أو هنديا؟.. هل كان سيردد العبارة ذاتها معتزا بجنسيته الصينية أو الهندية؟.. وهل لاعتزازه هذا أية قيمة إذا كان وليد الصدفة؟؟ وإذا كان مصطفى كامل يختار ـ بإرادته الواعية كما يزعم ـ أن يكون مصريا!. فلا بد أن أسبابا مهمة تدفعه إلى هذا الاختيار!. لا بد أن يرى في الشعب المصري فضائل لا توجد في أي شعب آخر!. ما هذه الفضائل إذن؟!. هل يتميز المصريون مثلا بالجدية وحب العمل كالألمان أو اليابانيين؟!. هل يعشقون المغامرة والتغيير كالأمريكان؟!. هل يقدرون التاريخ والفنون كالفرنسيين والإيطاليين؟!. ليسوا على أي شيء من ذلك.. بماذا يتميز المصريون إذن؟. أين هي فضائلهم؟. أنني أتحدى أي شخص أن يذكر لي فضيلة مصرية واحدة؟!. الجبن والنفاق، الخبث واللؤم، الكسل والحقد، هذه هي صفاتنا المصرية... ولأننا ندرك حقيقة أنفسنا فنحن نداريها بالصياح والأكاذيب.. شعارات رنانة جوفاء نرددها ليل نهار عن شعبنا المصري (العظيم) والمحزن أننا من فرط ترديدنا الأكاذيب صدقناها..." انتهى
.
كان كلام الأسواني قاسيا.. إلا أنه ـ في تقدري ـ لم يكن يقصد به الإساءة بقدر ما كان يريد أن يستفز المشاعر الوطنية (الحامية) المعروفة عند الشعب المصري ليستثمرها في عرضه لفكرة خلاصتها: أن الشعوب التي عبرت عن حبها لأوطانها بزخم من العطاء والتضحية.. وتاريخ طويل من الكافح ضد الفساد.. ونضال من أجل الحرية والمساواة وسيادة القانون، هي من استطاعت أن تقود أوطانها للتفوق.. وهو ما جعلها جديرة بالفخر بانتمائها لهذه الأوطان.. وهي ـ في واقع الحال ـ عندما تفتخر بذلك إنما تفخر وتعتز بنفسها لأنها هي من صنع العظمة والمجد للوطن الذي تنتمي إليه بما تحمله من قيم وما تحلت به من فضائل... أما الشعوب التي عبرت عن حبها لأوطانها بالشعارات الفارغة فلم تحقق لأوطانها إلا مزيد من التراجع عن مواكبة المتقدمين والتخلف عن ركب المتسابقين.. لأن الشعارات لا تخبز رغيفا، ولا تحيك قميصا، ولا تردع فاسدا، ولا تنصر حقا، ولا تزهق ظلما، ولا تقيم عدلا... ويبقى أن نقول: أن موقع أي دولة بين باقي الدول هو الذي يعكس موقع شعبها بين باقي الشعوب
.
وهنا أتساءل.. هل ما قدمناه وحققناه لوطننا وأمتنا يبرر لأي منا أن يفتخر بالقول:" لو لم أكن كويتيا وعربيا لوددت أن أكون كويتيا وعربيا"؟؟
.
للحديث بقية

Friday, July 20, 2007

هذه الجادة... فأين السالك؟

طرحت الزميلة (فراولة) من خلال مدونتها المتميزة (نور الدنيا) السؤال التالي: لو رجع العمر فينا عشرة أعوام... فما نحن فاعلون؟؟
.
ومجرد طرح السؤال يثير الشجون... وأما البحث عن جواب له فيستدعي حوارا طويلا ومعمقا مع النفس... ويستحضر الماضي... ويبعث طاقات التأمل والتفكر والتبصر بأحداثه التي لا تزال إلى اليوم تؤثر فينا وفي مجريات حياتنا... لأنها تمثل حصيلة خبراتنا ورصيدنا من التجارب
.
سؤال بسؤال
إلا أنني في نهاية المطاف ـ وبعد كل هذا الحوار والاستحضار والتفكر ـ انتهي إلى نتيجة مؤداها: أنني لا أعرف جميع أخطائي... ولكني أزعم بأني أعرف أخطرها وأكثرها تأثيرا في حياتي... والسؤال الأهم بالنسبة لي على هذا الصعيد هو: لو أن عجلة العمر رجعت فعلا إلى الوراء فهل سأحسن التصرف وأغير من قراراتي وأصحح أخطائي وأعيد صياغة حياتي نحو الأفضل؟؟ وإلى أي مدى؟؟
.
هل نحن صادقون؟
أطرح هذا السؤال في هذا المقام لأن الواقع العملي يكشف أن الكثير منا لم يسعى ـ قط ـ للاستفادة من تجاربه السابقة، ولم يبذل جهدا ـ ولو متواضعا ـ في تصحح أخطائه الحاضرة وتقويم مسار حياته الراهنة... فهل هؤلاء يستحقون أن يعود بهم الزمن ليمنحول فرصة أخرى؟؟... وهل أنا من هذا الصنف من الناس؟؟
.
لا يزال في الوقت متسع
جميعنا يتمنى أن تكون له حياتين... الأولى يرتكب فيها الأخطاء والحماقات، والثانية يتعلم فيها من أخطائه وتجاربه... وهذه الأمنية ـ مع الأسف الشديد ـ غير قابلة للتحقق... ولكن ما هو متيسر وقابل للتحقق هو أن نستفيد من تجارب السنين الماضية في التعامل مع أحداث السنين الباقية... والحد الأدنى من هذه الاستفادة هي ألا نتمادى في أخطائنا ولا نعمقها... وأن نسعى في تصحيحها وتجنبها... وأن نمضي قدما بحياتنا إلى الأمام محاولين تحقيق ما فاتنا تحقيقه... فلا يزال بالوقت متسع... ولا تزال الحياة تبشر من استبدل أحلامه بالطموح، وقرن طموحه بالعمل والعزيمة، بتحقيق كل ما كان يحلم به ويطمح لتحقيقه... ومن استبدل اسرافه على نفسه بالتوبة، وقرن توبته بالندم والإقلاع عن المعصية، بمغفرة من الله ورحمة... ومن استبدل عقوقه بالبر.. وجهله بالتعلم... وغضبه بالتحلم.. وبخله بالكرم.. وجبنه بالشجاعة.. ونفاقه بالاخلاص.. وكسله بالنشاط... وسلبيته بالإيجابية.. وقعوده بالمبادرة.. وتثاقله بالمثابرة.. وبغضه بالمحبة.. وأنانيته بالإيثار.. و.. و.. و.. لا تزال الحياة تبشر كل هؤلاء وغيرهم بالخير والعوض عما فات... فلا نضيع هذا الأوقات الثمينة حتى لا يضيق علينا ما هو متسع الآن من فسحة العمر... فالأماني لن تعيد السنين... ولن ينفع بعد فواتها الندم والأنين
.
هذه الجادة فهل تكون من السالكين؟
وهنا يبعث صوت من داخلي يحرضني بالقول: إن كنت صادق فعلا في تدارك ما فات... فهذه الجادة... فهل تكون من السالكين؟

Saturday, July 14, 2007

حديث النفس عند البلاء

عندما يقبل البلاء تتبعه جيوش الألم، وكتائب الضيق، وجنود الجزع، التي تحاصر النفس وتسعى لاحتلالها.. فلا تجد إلا (الصبر) يقبل مسرعا لمواجهة هذا الزحف.. شاهرا سيفه وحاملا درعه.. ينافح ويدافع عن هذه النفس المستغيثة... حتى إذا استوعب الصدمة الأولى وصدها تكسرت على إثرها كل الصدمات وهانت بعدها كل الهجمات
.
ثم تراه يعود إلى النفس ليحتضنها ويرعاها... محاولا أن يسكن فزعها ويأمن روعتها... فيكفكف دموعها ويداوي جراحها ويخفف من ضيق حصارها... ويهمس لها ببضع كلمات:"عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيء وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" فقري عينا فقد أصابك ضر وصبرتي وكان ذلك خيرا لك فاحتسبي الأجر والمثوبة
.
فتهدأ النفس على وقع هذه الكلمات وتبدأ مشاعر الراحة تتغلغل إليها وتغمرها... فترد على (الصبر) بالقول: صدقت... ولعل في الأمر خيرة... رضينا بما قدر لنا.. فالحمد لله على ما قدر
.
وبعد قسط من الاستقرار.. يجلس (الصبر) ليتداس مع النفس بأمر ما حل بها... فيبادرها بالقول: أيا نفس، إعلمي أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه... ولقد انتقاك الله واصطفاك ـ والانتقاء عملية أكثر تمحيصا وأشد تدقيقا من الاختيار ـ وخصك بهذا الابتلاء دون سواك... وأراده أن يكون خيرا لك... ثم أكرمك بأن جعلك نفسا راضية... وأمرني بأن أكون في عونك... فلا تبتأسي واعلمي أن فرج الله قريب
.
فتقف النفس برهة لتتفكر... وبعدها تتبدد كل ملامح الحزن وقسمات الضيق التي اعتلتها، لتحل محلها مسحة الرضا وطمأنينة السعادة... وكأنه قد تبدى ما كان خافيا عليها من أمر الخير الذي أعد لها... فتفيض مشاعرها بامتنان الخاشع لخالقه... وتتسابق على خدها دموع من احتضنته رحمة الله ومغفرته بعد أن أقر بذنبه ومعصيته... فترد على (الصبر) بالقول: وهل أنا أستحق من ربي كل هذا الكرم والعطا؟
.
فمن أنا؟؟ حتى أحظى من خالق السماوات والأرض ومالك يوم الدين بهذه النظرة دون بقية العالمين... ومن أنا؟؟ حتى يفضلني على غيري ويخصني بهذا الانتقاء.. فينعم علي بهذا الابتلاء ليكفر به ذنبي ويمحو به معصيتي ويزيد به أجري ويقوي به عزمي... وبعد ذلك لا يتركني حتى يشرح صدري بالرضا ويشد أزري (بالصبر) لعينني في أمري وينصرني على كربي
.
ثم تسترسل النفس بالقول: فكأن هذا الابتلاء الذي كدت أن أجزع منه وأضيق به قبل لحظات معدودة، بات أعظم نعمة صيرها الله خالصة لي من دون الناس... فسبحان من كان كل أمره عطاء وكرم وسخاء.. وهذا لا يكون إلا للمؤمن الذي "إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"... أفلا أكون بعد ذلك عبدا شكورا؟
.
............................
.
على الهامش: جاء بصحيفة القبس عدد يوم الجمعة الموافق 13/7/2007 أن الدكتور/ أحمد الربعي سيجري عملية جارحية في الرأس في إحدى مستشفيات بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية... فلندعوا جميعا لأبو قتيبة بالشفاء العاجل والعودة إلى بلده وأهله بأسرع وقت ممكن سالما معافا... اللهم أأأمين يا رب العالمين

Tuesday, July 10, 2007

خبر وتعليق... جولة في الصحافة المحلية

لو كنت رئيسا للوزراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
لفت نظر عنوان لافتتاحية جريدة (الوسط) الكويتية يقول:(لوكنت رئيسا للوزراء)... واستحضر هذا العنوان عندي قصيدة للشاعر الكبير/ أحمد مطر بعنوان (لو كنت رئيسا عربيا)... فأستحسنت إعادة نشرها (بتصرف بسيط) بعد إذن الشاعر
.
أنا لو كنت رئيسا للوزراء... لحللت المشكله
وأرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيسا... لدعوت الوزراء والأعضاء
ولألقيت خطابا موجزا عما يعانى شعبنا منه وعن سر العناء
ولقاطعت جميع الاسئله... وقرأت البسمله
وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة
............
.....
...
هذا هو رأي الشاعر... فما هو رأيكم؟
.
........................................................................
.

جمعية المدونين الكويتية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية فيصل القناعي (سامحه الله وغفر له) وفي مقابلة صحفية منشورة بجريدة (الوطن) صب جملة من الأوصاف السيئة، والشتائم القبيحة، والاتهامات الباطلة، على المدونات وأصحابها من المدونين
.
ولست هنا بصدد الرد على ما قاله (أمين السر) لسببين:
.
الأول: أني لم أجد في كلامه شيء من (الطرح الموضوعي والعلمي) الذي يستحق الرد عليه... فمعظم ما قرأته كان (شتيمة) وكلام (قبيح) في وصف المدونات، لا يمت للواقع بصلة.. ويكشف بأن قائله غير مطلع بصورة فعلية وجاده على ما تطرحه هذه المدونات
.
والثاني: أنني لا أريد تكرار ما كُتبَ ردا عليه من قبل بعض المدونات الزميلة والصديقة التي تصدت مشكورة لهذا الأمر
.
إلا أن كلام (أمين السر) لم يخلو من فائدة... لأنه أوحى لي بفكرة (سبق لي طرحها بمدونة زميلنا الطارق تعليقا على ذات الموضوع) لا أعلم مدى امكانية تحقيقها.. ولكني أردت إعادة نشرها حتى يتاح لأكبر عدد من المهتمين المشاركة بالرأي حولها، وهي: أن يكون للمدونين ـ شأنهم شأن كل أصحاب المهن والناشطين في حقل العمل العام والمتطوعين في مؤسسات المجتمع المدني ـ جمعية أو رابطة خاصة بهم... تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم وترعى مصالحهم… أو أن يطرح وبشكل جاد إمكانية إشراك المدونين بجمعية الصحفيين واعتبارهم أعضاء في جمعيتها العمومية، يمارسون حق الترشيح والانتخاب لعضوية مجلس إدارتها.. كونهم جزئ من الصحافة الجديدة (الصحافة الالكترونية
.
لا شك بأن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة موضوعية متأنية وجادة من جميع الجوانب لا سيما القانونية والعملية منها.. مع بيان أثر ذلك على التدوين.. ومدى تحقيق هذا الأمر للمصلحة المرجوة للمدونات والمدونين... ولكن لا بأس عندي ـ في هذه المرحلة على الأقل ـ أن يتم التناول المبدئي لهذه (الفكرة السريعة) من خلال الحوار والتداول بين أكبر عدد من المهتمين والمختصين حتى تتبلور بشكل أفضل وتصبح أكثر وضوحا وتقنينا
.
فما رأيكم دام فضلكم؟

Saturday, July 07, 2007

الحب والكراهية... هل هما وجهان لعملة واحدة؟

تمثل مشاعر الكراهية ـ بالنسبة للكثيرين منا ـ الوجه المناقض والمعاكس لمشاعر الحب... إلا أن إمعان النظر والتدقيق في هذين الشعورين يكشف عن حالة التقارب العجيب والتشابه الفريد التي تجمع بينهما، بشكل يكاد يجعل منهما وجهين لعملة واحدة
.
فكلا الشعورين غرست بذوره في أعماقنا بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها.. فباتت تلك الغراس (الباعثة لعواطف الحب وأحاسيس الكره) جزءا من تركيبتنا النفسية التي لا نملك نزعها منا... ولا نستطيع أن نستغني عنها... فضلا عن أن كلا منهما يعتبر من المحركات الأساسية والدوافع الرئيسية لكثير من الأعمال والأنشطة التي نقوم بها
.
أما التناقض بين الشعورين فهو لا يوحي بالتباعدإلا بقدر ما يؤدي إلى التقارب بينهما... وهذه من المفارقات... لأن حملنا لأحد الشعورين يعني حتما وبالضرورة حملنا للشعور الآخر (المناقض له) وذلك بالتزامن معه وفي ذات الموضوع وبنفس القدر والمقدار لكل منهما، وعلى سبيل المثال: فإن حب العدالة يقابله في الجانب الآخر بغض الظلم... ومن هنا يصح القول أن هذين الشعورين يخلقان في ذات اللحظة، كما أن نمو أحدهما يستتبع تلقائيا نمو الآخر جنبا إلى جنب معه، وبقدر ما تكون قوته تكون قوة قرينه... ولكنهما يختلفان في طريقة تعبير كل منهما عن نفسه
.
إلا أن أهم وأخطر أوجه الشبه بين هذين الشعورين هو الأثر الذي قد يخلفه أي منها على النفس والعقل... لأن هذه المشاعر متى تغلغلت إلى النفس سعت إلى التمكن منها فتبدأ أولا بإشباع القلب ثم بإغراقه فيها، لتتمكن بعد ذلك من بسط نفوذها على العقل، فتطغى عليه، ولا تنتهي منه حتى تتحقق لها السيطرة بتغيبه تماما فلا تقوم له قائمة... فتصير من بعد ذلك هي الأمر الناهي والمحرك (الأوحد) للإنسان، وتكون معاييرها المستلهمة من (هوى) القلب هي المسطرة التي يقاس عليها قراره أو مواقفه أو حكمه على الأشياء
.
لا شك بأننا جميعا بحاجة ماسة وضرورية إلى المشاعر التي نشبع بها حاجتنا الإنسانية وذلك انسجاما مع طبيعتنا البشرية... إلا أنه من الواجب علينا أن نحرص كل الحرص على تهذيب هذه المشاعر بالعقل القادر على الإمساك بزمامها وتوجيهها الوجهه الصحيح... لتكون تلك المشاعر هي المنقادة له وليست المهيمنة عليه... فالعقل هو الضامن الوحيد لكبح جماحها... ولا سبيل لحفظ نبل المشاعر ورقي الأحاسيس إلا بحفظ العقول وتقويتا حتى لا تكون فريسة سهلة لطغيان (ما لم يهذب) من مشاعرنا... فهل نحن فاعلون؟

Saturday, June 30, 2007

استراحة مع الـ(Tag)

نزولا عند رغبة زميلنا الكريم صاحبة مدونة (رؤية وطن) واستجابة لطلبه أقول: يشرفني اختياريك لي... ويسعدني تلبية الدعوة والإجابة على الأسئلة
Tagged from
رؤية وطن
Available or Single
عزابي... ودي أتزوج... بس مالي خلق
Best friend
كل أصحابي نجوم في سمائي و (بوناصر) قمرها
Cake or Pie
كريب مانجو (لورنزو)... شكلت فوندو (كاسبر)... ترمسو (ماكي)... واللقيمات الوالدة
Essential Item
الأمل... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
Favorite Color
الأزرق بكل درجاته

Home town
عيون الحبيب
(يلي لقيت بنواعس عينك أوطاني .... هي ديرتي هي ملاذ القلب هي ربعي)
بس: وين هالحبيب؟؟

Indulgence
البحث عن المتاعب وعوار القلب... وكلما حاولت تركها أو الابتعاد عنها نازعتني نفسي إليها
لأن لي قلبا إذا سليته ..... ألوى العنان وراح يخفق بالضجر
هاتوا فؤادا لا يحس بما جرى ..... هاتوا عيونا لا يؤرقها السهر
وخذوا أرق الشعر مني واسمعوا .... أخبار من وصل الحبيب ومن هجر
Jaunuary or February
أي واحد المهم الجو يكون حلو
Kids
الله لا يحرمنا من نعمة الذرية الصالحة
ودي لما أتزوج إنشاء الله إن أرزق بأربع بنات... وكود أولاد... بس أهم شي إن الله يكتب لهم الهداية والصلاح... فإذا لم يكتب لهم ذلك فلا حاجة لي بهم
وذلك انسجاما مع دعاء والدتي (الله يطول بعمرها) لي أنا وأخواني، والذي تقول فيه: اللهم إصلح أبنائي واهدهم... فإن لم تكتب لهم الصلاح والهداية، فخذهم عاجلا غير آجل يا رب العالمين رحمة بنا وبهم
شرايكم بدعوة الوالدة؟؟
بالنسبة لي دعوة اتخرع

Life
إن الحياة عقيدة وجهاد
Marriage
القرار الوحيد الذي لم أجرأ على اتخاذه إلى الآن

Number of sinblings
اختين وأخ... وعلى فكرة أنا الجعدة
Orange or Apple
أفندي:)

Phobias
الزهيوي... أجلكم الله... وبعض المخلوقات التي على شاكلته من بني البشر.. مكرم السامع

Favorite Quote
من لا ينحني لا يتلون... ومن لا يتلون تنحني أمامه كل الأشياء

Reason to smile
ابتسامتك في وجه أخيك صدقة... مجرد تذكر هذا المعنى يدفعني تلقائيا إلي الابتسامة

Season
الشتاء... متنا من الحر

Tag three people
حبايبنا وايد وثلاثة لا تكفي... ولكن إن كان ولا بد ـ وتسهيلا لهذه المهمة الصعبة ـ فنقصر الاختيار على المدونات (الخشنة)... ونختار من هؤلاء
الحارث بن همام... فهد العسكر... عثماني
Unknown fact about me
سريع البكاء... سريع الضحك
مجموعة انسان... من كل ضد وضد تلقين فيني... فيني نهار وليل وأفراح واحزان.. أضحك ودمعي حاير وسط عيني
Worst habit
عدم الانتظام بالنوم

Your favorite food
ما عندي مشكلة في الأكل... وكل شي لذيذ أحبه... وهاب بالياباني صارلي مدة

Zodiac
الثور
في النهاية
أرجو أن تكون الإجابات على زوؤكم:)

Saturday, June 23, 2007

جاوب (بنعم) أم (بلا)... هل أنت مؤيد للاستجواب؟؟

كلاكيت ثالث مرة (وإنشاء الله الأخيرة): أيضا على هامش استجواب وزير النفط علي الجارح (3)ا
.
طرح علي هذا السؤال أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، ومن أكثر من شخص، والجميع يريد إما (نعم) أو (لا)... وكانت إجابتي على الجميع هي التالي
.
من حيث المبدأ
أنا ضد حصر موقفي بين هذين الخيارين، فهناك مساحات أرحب وأوسع من مساحة (النعم) و (اللا)... وإذا قصرنا الأمر على هاتين المساحتين نكون قد ضيقنا واسعا... نعم.. قد أكون أقرب لإحداهما ولكني بالتأكيد لست ضمن حدودها أيا منهما
.
لماذا؟
لأن شعوري تجاه الاستجواب أصبح يتطابق مع شعوري تجاه مباريات الدوري المحلي التي لم أعد أتابعها إلا مصادفة... ولم تعد تعنيني نتائجها كثيرا... والسبب هو ما تتميز به (هذه المباريات) من ضعف في الأداء والمستوى كافي بأن يملأ نفسي بالسآمة والملل والأسى والضجر بمجرد النظر إلى أي منها... فضلا عن قناعتي بأن أي مباراة في هذا الدوري (ومهما كانت أهميتها) لن تؤدي إلى إصلاح الوضع الرياضي والنهوض بمستوى المنتخبات الوطنية... فهذا الوضع لا يصلحه إلا (نفضة) تبدأ من رأس الهرم ولا تنتهي إلا في قاعه... وهذا هو شأن الوضع السياسي، الذي يحتاج هو الآخر إلى (نفضة وليس إلى استجواب) لأن عقدته ليست (ولم تكن في يوم من الأيام) بوزير، وحلها ليس في استجواب... ولو كانت المشكلة بهذه البساطة لهان علينا الأمر... ولكن المشكلة أكبر وأعقد من ذلك
.
إذا ما هي المشكلة؟؟
أود أن أقول ابتداء أنني لست هنا أسوق لموقف غير واضح، أو ليس له ملامح، أو أني أحاول مسك العصا من المنتصف... ولكني في نفس الوقت لست من هواة التوقف عند النتائج وإغفال الأسباب، أو معالجة العوارض وإهمال أصل الداء... وأصل الداء عندي هو: أننا في بلد تحكمه المؤسسات (شكليا) ويسيطر على إدارته (الأفراد) فعليا... فالمسئول الحقيقي والفعلي عن المشاكل والأزمات والفساد وتعطل التنمية (هو أو هم) من يمسكون (فعليا) بزمام الأمور، ومن يديرون البلد خارج النظام المؤسسي، ومن يتحكمون بالحكومة والمجلس من خلال نفوذهم (الشخصي)... ومن أراد أن يبحث عن هؤلاء فلن يجدهم لا في الحكومة (المغلوبة على أمرها) ولا في المجلس (المحدود الصلاحيات) فهؤلاء الأشخاص باتوا فوق هاتين المؤسستين، وخارج نطاق القانون بما يمتلكونه من نفوذ فعلي... فهم صنف من الناس أصبحوا يضعون أنفسهم فوق كل شيء (فوق الناس والنظام والقانون) وتحت الله عز وجل.. هل تتخيل معي ذلك!!؟
.
والحل؟؟
إن مطالعة المشهد السياسي عن بعد تكشف عن وجود عناصر جوهرية وأخرى ثانوية، ومن المؤسف أننا انشغلنا بالثانوية عن الجوهرية... في تقديري أن ما يحدث في البلد هو استجابة (غير واعية) لدعوة هؤلاء المتنفذين (من أهل الفساد) الذين يحاولون إشغالنا بالمشاكل والأزمات الآنية على حساب أصل العلة... ولذلك فإني لا أستطيع أن أجيب على السؤال الوارد بعنوان هذا المقال (بنعم أو لا) فشعوري تجاه هذا الاستجواب (كما قلت سلفا مثل شعوري تجاه باقي مباريات الدوري المحلي) التي قد تعجبني بعض اللمحات الفنية فيها، ولكنها في مجملها لن تغير الأوضاع ولن تؤدي إلى الإصلاح ولن تزيدني إلا أسا على ما نحن فيه... فالحل (ليس في مباراة) كما أنه ليس بالتعامل (المتشنج) مع الأحداث العارضة (كالتصريح (الأهوج الأعوج) للوزير المستجوب) ولكنه بالتصدي لأصل الأزمة وبيت الداء... وهذا لا يكون إلا بمجهود جماعي من خلال أجندة عمل وطنية موحدة بين جميع التيارات
.
هههههها.. واضحة الإجابة ولا بعد يبيلها توضيح زيادة؟؟

Tuesday, June 19, 2007

طبخ طبختيه يا (سلطة) إكليه

أيضا: على هامش استجواب وزير النفط علي الجراح (2)ا

لافت للنظر هذا العدد المتزايد من نواب (الموالاة) المحسوبين على (السلطة) الذين ما انفكوا كل يوم يعلنون تأييدهم للاستجواب المقدم لوزير النفط
.
ولا أتصور (ولا أظن أن أحدا يتصور) أن دوافع هؤلاء هي نفس الدوافع (المعلنة) للمستجوبين وكل من كتلة العمل (الشعبي) و (الوطني).. ذلك أن نواب (الموالاة) هم أبعد ما يكونون ـ تاريخيا على الأقل ـ عن موضوع الدفاع عن المال العام
.
إذا ما السر وراء هذا الموقف؟؟ وما هي خلفيته؟؟
.
قلت في مقالي السابق أن تشكيل الحكومة قائم على تمثيل (المصالح) وتقسيم (مناطق النفوذ)... ولأن هذه المصالح متعارضة فإن أطرافها لا تتورع عن ضرب بعضها.. ولعل أبلغ وصف لهذه الحالة هو ما عبر عنه النائب عدنان عبد الصمد في تعليقه على استجواب النائب الخضاري للوزير الكليب بأنها:"حكومة تستجوب حكومة"ا
.
ولأن نواب الموالاة مقسمين في (ولائهم) بين (أجنحة السلطة) المتصارعة... ولأن أحد هذه (الأجنحة) يسعى السعي الحثيث لضرب الحكومة (أو بالأحرى رئيس الحكومة) والمجلس معاً... فإن هذا (الجناح) لا ينفك عن النفخ في نيران التصعيد وإذكاء أجواء التوتر لاستدراج الجميع للمواجهة التي سوف تحقق له (وفق تصوره) ضرب المجلس والحكومة بحجر واحد... ولذلك فهو يستخدم كل الأوراق للدفع بهذا الاتجاه.. ومنها الإيعاز(سرا) للنواب (الموالين) له بدعم هذا الاستجواب، في نفس الوقت الذي يظهر فيه (علنا) دعمه للوزير المستجوب وتعاطفه مع رئيس الوزراء
.
هذا صنف من (الموالين)... أما الصنف الآخر فهو الذي اعتاد (أو عودته السلطة) أن يكون لكل موقف (موالي) متخذ من قبله (ثمن)... وهو غير قادر ولا قابل لأن يغير مسلكه الذي اعتاد عليه.. أو أن يتخذ أي موقف في هذه المرحلة دون (مقابل) يرضاه... ولعل من أبرز المهارات والصفات التي اكتسبها هذا الصنف مؤخرا ـ خاصة في مراحل الأزمات ـ هو ما بات يتمتع به من قدرة فائقة على ممارسة الضغط (في أبشع صوره) على السلطة التي صنعته والتي تربا في كنفها، من خلال ابتزازها لجني أكبر مردود يمكن الحصول عليه مقابل الموقف المطلوب منه اتخاذه... ولا شك بأن هذا الصنف بات عبئا على السلطة بسبب فداحة (تكلفته) عليها
.
والصنفان الذان ذكرتهما من نواب (كتلة الموالاة) هم بامتياز نتاج الفساد وصنيعة السلطة (وخمال إيده)... فهنيئا مريئا لها بما صنعت... ولا عزاء للوطن

Saturday, June 16, 2007

عقلية الحكومة ونفسية المجلس

على هامش استجواب وزير النفط علي الجراح

وكأنه بات قدرا علينا أن نعيش بين سندان عقلية الحكومة (المتخلفة) ومطرقة نفسية المجلس (المتشنجة)... وأن نراقب يوميا هذا (السباق) و(التنافس) المحموم بين الطرفين في وضع العراقيل والحواجز أمام مسيرة التنمية التي نسمع بها ولا نراها
.
فالحكومة لا تزال (ومنذ أن وعينا على هذه الدنيا) غير قادرة على الإمساك بزمام (جميع) الأمور وعاجزة عن إدارة نفسها ذاتيا... لماذا؟.. لأن تشكيلها قائم على تمثيل (المصالح) وتقاسم (مناطق النفوذ) بين (المتنفذين) من (داخلها) أو من (خارجها)... ولعل بروز وتطور ظاهرة ضرب الحكومة من الداخل يأتي كنتيجة طبيعية لاختلاف المصالح بين هؤلاء... فهي لم تكن في أي يوم من الأيام كتلة واحدة أو فريق منسجم يسعى لتحقيق أهداف موحدة على أرضية برنامج مشترك... لأنه لا يوجد بالأساس قواسم مشتركة بين أعضائها... ولذلك فإنه يصح القول أن البلد لا تديرها حكومة (عارفة وين رايحة)... لأنها ببساطة ضعيفة وغير منسجمة وليست لديها خطة قابلة للتنفيذ ولا تقوى على إدارة نفسها فضلا عن خاضوعها لمصالح المتنفذين
.
وكل ما تقدم من أمر الحكومة يعتبر من المؤثرات الرئيسية والمباشرة التي ساهمت في خلق حالة التشنج التي يعيشها المجلس والتي تحكم نفسيته وعمله في الكثير من الأحيان... والتي من نتائجها سيطرة نظرة الريبة والشك على تفكيره تجاه الحكومة وتجاه كل عمل تقوم به أو تقدم عليه أو حتى تفكر (مجرد تفكير) في اتيانه
.
وخطورة هذه النفسية تتمثل في أمرين.. الأول: أنها لم تعد تحكم علاقة المجلس بالحكومة فقط.. بل تعدتها لتحكم علاقة أعضاء المجلس ببعضهم.. وهذا ما أدى ويؤدي دائما إلى فشل أي جهود لإيجاد نوع من التنسيق (الإستراتيجي) بين الكتل البرلمانية... أما الأمر الثاني: فهو عدم القدرة (أحيانا) على لزوم الرأي الأصوب واتخاذ القرار الأوجب... لأن النفسية المتشنجة لا تهدي صاحبها إلى الصواب غالبا... ومن هنا جاء الحكم الشرعي بعدم وقوع طلاق الغضبان
.
وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا جدوى من التعويل على حكومة لا تملك من أمرها شيء... كما أنه من غير المناسب لوم المجلس على نفسيته التي تسببت السلطة في خلقها، لأن هذه لنفسية في النهاية ليست سوى ردة فعل طبيعي ضد عقلية (المتنفذين) اللذين يديرون البلد وفق مصالحهم دون مراعاة للمصلحة العامة.. وتنفيس هذا التشنج لا يكون إلا بالقضاء (الدائم) على أسبابه وليس بالمعالجة (المؤقتة) لعوارضه
.
وإذا كان الإصلاح لا يتحقق إلا بصلاح النخب الحاكمة... فإنه لا حل ـ وفقا للمعطيات السابقة ـ إلا بقيام (نظام) الحكم على الجدية والانضباط ومراعاة المصلحة العامة.. وأن يقدم قدوة حسنة للمواطنين.. فيبدأ بنفسه.. ويكف يد (المتنفذين) الذين من نسيجه عن العبث في البلد ومقدرات الشعب.. ويجتهد في اختيار (القوي الأمين)... فبذلك فقط يستقيم أمر الحكومة ويستقيم معها أمر المجلس... أما بغيره فإنه لا أمل بالعلاج ولا حل للمشكلة... فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن

Monday, June 11, 2007

الكويت والكويتيون سنة 60

من وحي موضوع (المواطن الكويتي ما زال بسيطا) المنشور بمدونة زميلنا بوجيج
.
هناك عظماء من الرجال حضروا إلى الكويت وعاشوا فيها وتحدثوا أو كتبوا عنها... ومن هؤلاء المشرع والوزير والفقيه والقاضي والعميد الأستاذ الدكتور/ عبد الرزاق السنهوري أعظم عقل قانوني أنجبه العالم العربي في القرن العشرين... والذي قدم للكويت في مطلع الستينات ووضع لها ثمانية وثلاثين قانونا في فترة لا تجاوز السنة والنصف قضاها فيها
.
ولقد كتب السنهوري ـ وهو الرجل الذي يزن كلماته بميزان الذهب ـ عن الكويت وأهلها ما يلي بالحرف الواحد:" الناس بطبيعتهم في الكويت تتمشى مع التقدم، فتبدع ما يلائمها من النظم ولو عن طريق الارتجال، فتسبق المشرع إلى شق الطريق الذي تسير فيه. والحياة في هذا البلد المتوثب لا تقف جامدة، وإنما تتخلف عنها النظم. ومن عجب أن البلاد الأخرى تسير نظمها أمام حضارتها فترتقي الحضارة بارتقاء النظم، والكويت على النقيض من ذلك تسير حضارتها أما نظامها، وقد ارتقت الحضارة فيها ولم ترتق النظم. فبينما تقوم في البلاد الأخرى نظم متقدمة وتبقى الحضارة متخلفة، إذا بالكويت فيها الحضارة متقدمة والنظم متخلفة.
.
وبعد هذا الكلام أتساءل:... هل لا نزال كذلك أم تغيرنا؟؟ وماذا تغير فينا؟؟ ولماذا؟؟
اسئلة أترك إجابتها لكم....ا
.
المعلومات المذكورة عن السنهوري نقلت من كتاب (صفحات من حياتي القضائية) للمستشار الدكتور/ فاروق عبد البر

Wednesday, June 06, 2007

شذوذ الحرية... وحرية الشذوذ

الحرية (في معانيها السامية والعميقة) ليست مجرد حق، لأنها قبل ذلك مسئولية والتزام تقع على عاتق من كفلت له... وإذا كان فقدان الحرية يؤدي إلى شلل الحياة في أي مجتمع، فإن إطلاقها دون حدود وعلى حساب كل الثوابت يؤدي إلى الفوضى والتضحية بالمجتمع برمته
.
لذلك فإن حق الفرد بالحرية الشخصية يقابله دائما حق للمجتمع الذي يعيش فيه، يوجب المحافظة على هويته من الضياع والإندثار... فلا يجوز للحرية الخروج عن حدود هذه الهوية بل يجب أن تكون متوافقة ومتناغمة معها
.
ولا يوجد تعارض على الحقيقة بين الحرية والهوية... لأن الحرية لا تبيح التعدي على ألآخر... والهوية الوطنية من العناصر اللصيقة بالمجتمع والتي لا يمكن فصلها عنه باعتبارها جزء لا يتجزء من تكوينه... وبالتالي فإن التعد عليها يعتبر تعديا على المجتمع بأسره... وإذا كان التعد على الفرد من المحظورات، فإن المجتمع أولى بالرعاية من الأفراد
.
نعم نحن مع الحرية... نريد أن نحيا بها، ومستعدين للموت من أجلها... إلا أن الحيرة التي نعنيها وتعنينا هي حرية الفضائل والترقي في مدارج سلم الإنسانية... أما حرية الرذائل التي تهوي بالإنسان إلى الدرك الأسفل من سوء الأخلاق وتقتل فيه كل القيم النبيلة، فليست سوى تعد على المجتمع وإنحطاط للفرد لا يجوز أن يقترن بسمو معاني الحرية التي فدتها الأرواح وسالت من أجلها الدماء على مر التاريخ والعصور
.
على الهامش
من المؤسف أن نرى ونسمع ونقرأ من بني جلدتنا من يستمرأ التعدي على الهوية الوطنية بحجة الدفاع عن الحرية... وأي حرية؟؟... حرية (الشذوذ)؟؟!!ا
وهو في واقع الحال لا يعلم أنه بذلك يسئ للحرية كقيمة ويقوض معانيها من حيث أراد الدفاع عنها
.
وبالمناسبة
ففي فرنسا عندما قرروا منع المرأة المسلمة في ممارسة (حريتها الشخصية) بارتداء الحجاب، بحجة تعارضه مع الهوية الفرنسية ومخالفته للمبادئ التي قامت عليها الجمهورية... صفق بعض قومي طربا لهذا القرار وانبرو للدفاع عنه وعن الهوية الفرنسية ومبادئ الجمهورية
فلما أرادت الكويت أن تمنع بعض المظاهر (الشاذة) والمخلة بهويتها الوطنية من الظهور العلني، لم يرق ذلك لذات القوم... لماذا؟؟.. لأن ذلك (في فهمهم) يتعارض مع (الحرية الشخصية)؟؟!!... وسيؤدي إلى منع (الشواذ) من ممارسة (شذوذهم) جهارا نهارا رغما عن أنف المجتمع وثوابته وهويته... عجبي !!... فأي منطق هذا؟؟!!.. وإلى أين نمضي؟؟!!ا
.
مرة أخرى... الحرية لا تعني الفوضى... ولا تقبل الخروج على الأصول... ولا تسمح بالتعد على المجتمع وخدشه والإخلال بهويته... لأنها ببساطة مسئولية وإلتزام... أما حرية الشذوذ فهي ليست سوى شذوذ عن معاني الحرية
والله يهدي الجميع

Friday, June 01, 2007

العروس فكرة والمعرس رأي

هذه الخاطرة من وحي موضوع فندقك المنشور بمدونة زميلتنا محارة
.

لا انقطع عن الطواف بين عقول الناس، أطرقها... فإن سمح لي دخلت العقل من بابه... لأجد (الرأي) سيد بيت العقل أول الحاضرين لاستقبالي، فأجلس معه لأتعرف عليه... وأستمع له وإحسن الإنصات، حتى تكتمل صورته عندي وأعرفه حق المعرفة... فإن راقني منطقه (ولو كنا مختلفين) حرصت على إطالة مكوثي عنده... حتى تنضم لمجلسنا سيدة البيت (السيدة فكرة) والتي تُظْهرُ ـ بمجرد قدومها ـ حماسة في المشاركة بالحديث والحوار والمداخلات المتعددة التي تزيد مجلسنا ثراء وغنا
.
وبعد أن ننتهي من جلسة التعارف، يدعوني السيد (رأي) والسيدة (فكرة) للتجول في بيتهما (بيت العقل)... فتمتلؤ نفسي بالسعادة وتعلوا ملامحي الفرحة والسرور، وأقبل بشغف وامتنان هذه الدعوة الكريمة، لأني من النوعية التي تستمتع بالتجول (بعقول) الآخرين... فيصطحباني معهما ليعرفاني على (البيت) وأهله
.
وعندها تتفتح الأبواب التي تعبر بي بين ممرات هذا (البيت) وغرفه، وصالاته وشرفه، وحدائقه وتحفه... وتتاح لي في هذه الأثناء فرصة ذهبية للتعرف عن كثب على (بنات أفكاره) ... فأتفرس فيهن وأتبصر (بجمال) منطقهن... فإن وجدت ما يسرني عجلت بخطبة أكثرهن تميزا لأحد (آرائي).. فإن قبلت زوجتها به على الفور وبالحال... فخير البر عاجله... لتكون له خير رفيق وأخلص معين والمستشار الأمين... فلا يجوز له بعد أن تنعقد عقدة النكاح بينهما أن يقطع بأمر حتى يعرضه عليها، ويحاورها به ويسترشد بما تشور عليه
.
ليس ذلك فحسب.. فهذا الزواج لا يكتمل إلا بحصد ثماره... وما تكون ثماره سوى الأبناء؟... ومن هم أبناءه غير (الآراء الرشيدة) و(بنات الأفكار) الجديدة الذين سيكملون السير على خطى والدهم الحكيم ووالدتهم المخلصة.. ذرية بعضها من بعض... فيعين الأبناء بعضهم ويهذب كل منهم الآخر ويخلص له النصيحة... حتى إذا كبروا وشبوا عن الطوق بحثنا لكل منهم عن الأزواج المناسبة.. فلن تكون الزوجات إلا (بنات متميزات) نشأن في بيت محترم كريم... ولن يكون الأزواج إلا (آراء معتبرة) أحسن صاحبها تهذيبها وتوجيهها... فالطيبون للطيبات والطيبات للطيبين... ولتنشأ لنا بعد ذلك أسر ممتدة من الآراء والأفكار المتجددة والنابضة بالحياة والتي يُقَوِمُ كل منها الآخر
.
فمن أراد (لبنات) أفكاره (رأيا) محترما فعليه أن يخلص في بناء وتهذيب عقله... فتخيروا لآرائكم فإن الفكر دساس... ومباركين عرس الأثنين ليلة ربيع عين وقمرا:)

Monday, May 28, 2007

أزمة تلد أختها... العقدة والحل

لا نكاد نخرج من أزمة إلا ونلج أخرى، حتى (أدمنا) الأزمات التي باتت معها الحياة السياسية تعيش حالة احتقان دائمة ومزمنة غير قابلة للإنفراج ومستعصية على العلاج، توقفت على إثرها عجلة التنمية.. فتخلفنا بمراحل عن دول كنا نسبقها بمراحل
.
حاولنا أن نتدارك الوضع فرفعنا (شعار) الإصلاح، فزاد الفساد واستشرى حتى أصبحت (البعارين) لا تقوى على حمله.. لأن الإصلاح (ببساطة) ليس شعارا فقط... وشاعت حالة من عدم الرضى والإستياء عمت الشارع... وطفق الجميع يبحث عن العقدة وحلها؟!.. فحُلَ المجلس وأعيد انتخابه فلم تنتهي المشكلة... ثم أقيلت الحكومة وأعيد تشكيلها.. وأيضا لم تنتهي المشكلة.. وظلت العقدة تزداد تعقدا وتعقيدا كل يوم
.
إذا أين تكمن العقدة؟
قد يرى البعض أن المشكلة بالنظام بمعنى (السستم) وهذا رأي له اعتباره وتقديره، إلا أنني أرى أن هناك ما هو أهم من النظام.. وهم الأشخاص القائمين على تسيير ذلك النظام، وطريقة ومعايير اختيارهم... فما عانيناه ونعانيه من فساد واحتقان سياسي سببه الرئيسي أن جميع القيادات التي يسند لها أمر إدارة البلاد على كل المستويات وفي كل المؤسسات يطبق في شأن اختيارها كل المعايير إلا معيار الكفاءة.. (فالقيادي) يتولى المنصب بسبب انتمائه العائلي أو القبلي أو الحزبي أو للموازنة بين أجنحة (الأسرة) أو لاستقطاب أشخاص واسترضاء تيارات أو غيرها من المعايير... أما الكفاءة فليست معيار معتبرا ولا سببا كافيا لتولي المنصب!!... فضلا عن ذلك فإن إطالة عمر صاحب المنصب على كرسية ليست مرتبطة بحجم ونوعية ما يحققه من انتاجية، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على رضى (المعازيب) ومدى ما يتمتع به هو من (مرونة) تؤهله للإستمرار.. ومن أبرز مواصفات المرونة المطلوبة.. أن يكون صاحب قدرة فائقة على التلون، ولديه مؤهلات عاليه في النفاق، ويتمتع بشخصية (خفيفة) الظل والدم (الله يلوع جبدة)... ولا يحبذ أن يكون من أصحاب الرأي والعزيمة لأن أمثال هؤلاء (ينشبون حق الواحد بالبلعوم)ا
.
والنتيجة
النتيجة أنه من الطبيعي أن تستمر هذه الحركة التراكمية والتصاعدية من الأزمات وأن ينتشر الفساد ويعم ويستشري.. لأنه (وبكل بساطة) البلد لم تعد تديرها الكفاءات لا (القوية) ولا (الأمينة)... وإذا كانت الكفاءات لا تدير فمن الذي يدير إذا؟ وما هي النتيجة المرجوة والمحصلة الطبيعية لهذه الإدارة؟
.
وما هو الحل؟
طريق الإصلاح معروف ومعالمه واضح لمن أراده، وهو لا يحتاج إلى عبقرية خارقة أو مجهود استثنائي غير عادي، وإنما كل ما يتطلبه توفر النية الصادقة والإرادة الراسخة، مع الأخذ بأسباب النجاح والفلاح، والتي من مقتضاها ولا زمها ذكر الحقائق كما هي ووضع الإصبع على الجرح، فلا سبيل لعلاج الألم إلا بذاك، وكما قيل: (الحقيقة قد تدمي أحيانا ولكنها دائما تخرج الدم الفاسد) فالإصلاح ـ في كل زمان ومكان ـ له نواميسه الخاصة التي لا يحيد عنها، فهو لا يكون إلا (بالقوي الأمين) و (الحفيظ المكين) وبوضع الشخص المناسب ليحتل المكان المناسب، أما دون ذلك أو سواه فلن يكون إلا حرثا بالبحر.. وثقلا إضافيا لن تقوى (البعارين) ولا غيرها على حمله
.
لا حل إلا بإنهاء الخيانة
لأن هذا الأمر يقع على درجة عظيمة من الأهمية نظرا لآثاره البالغ على الدولة والمجتمع والأفراد... فقد اهتمت الشريعة به اهتماما استثنائيا، حيث روى الحاكم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من وُلىَ من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يَجدُ من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله"... وهذا الحديث خطير جدا لأنه ساوى بين الخيانة العظمى لله ورسوله وبين تولية شخص نعلم أن هناك من هو أكفأ وأكثر تأهيلا منه (سواء على مستوى القوة أو الأمانة)... ولذلك لا يمكن تحقيق الإصلاح المنشود، وإنهاء حالة الإحتقان التي أشرنا لها، وتسيير عجلة التنمية، إلا بإنهاء هذه الخيانة على الفور
.
نسأل الله لنا ولكم ألا يجعلنا في زمرة الخائنين له ولرسوله وللمسلمين.. قولوا أأأأمين