Friday, July 27, 2007

نيران صديقة من مصر

كانت رحلة قصيرة وعودة سريعة للتو من القاهرة
.
نيران صديقة رواية قديمة للمبدع علاء الأسواني صاحب روايتي عمارة يعقوبيان وشيكاجو...ا
في بداية الرواية يورد الكاتب عبارة مشهورة لمصطفى كامل يقول فيها:" لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا".. ثم يعلق عليها بالقول:" اخترت هذه العبارة لأبدأ بها أوراقي لأنها أسخف ما سمعت في حياتي! وهي تمثل نوعا من التعصب القبلي الغبي الذي ما إن أفكر فيه حتى يتملكني الغيظ، فماذا لو أن السيد مصطفى كامل ولد صينيا مثلا أو هنديا؟.. هل كان سيردد العبارة ذاتها معتزا بجنسيته الصينية أو الهندية؟.. وهل لاعتزازه هذا أية قيمة إذا كان وليد الصدفة؟؟ وإذا كان مصطفى كامل يختار ـ بإرادته الواعية كما يزعم ـ أن يكون مصريا!. فلا بد أن أسبابا مهمة تدفعه إلى هذا الاختيار!. لا بد أن يرى في الشعب المصري فضائل لا توجد في أي شعب آخر!. ما هذه الفضائل إذن؟!. هل يتميز المصريون مثلا بالجدية وحب العمل كالألمان أو اليابانيين؟!. هل يعشقون المغامرة والتغيير كالأمريكان؟!. هل يقدرون التاريخ والفنون كالفرنسيين والإيطاليين؟!. ليسوا على أي شيء من ذلك.. بماذا يتميز المصريون إذن؟. أين هي فضائلهم؟. أنني أتحدى أي شخص أن يذكر لي فضيلة مصرية واحدة؟!. الجبن والنفاق، الخبث واللؤم، الكسل والحقد، هذه هي صفاتنا المصرية... ولأننا ندرك حقيقة أنفسنا فنحن نداريها بالصياح والأكاذيب.. شعارات رنانة جوفاء نرددها ليل نهار عن شعبنا المصري (العظيم) والمحزن أننا من فرط ترديدنا الأكاذيب صدقناها..." انتهى
.
كان كلام الأسواني قاسيا.. إلا أنه ـ في تقدري ـ لم يكن يقصد به الإساءة بقدر ما كان يريد أن يستفز المشاعر الوطنية (الحامية) المعروفة عند الشعب المصري ليستثمرها في عرضه لفكرة خلاصتها: أن الشعوب التي عبرت عن حبها لأوطانها بزخم من العطاء والتضحية.. وتاريخ طويل من الكافح ضد الفساد.. ونضال من أجل الحرية والمساواة وسيادة القانون، هي من استطاعت أن تقود أوطانها للتفوق.. وهو ما جعلها جديرة بالفخر بانتمائها لهذه الأوطان.. وهي ـ في واقع الحال ـ عندما تفتخر بذلك إنما تفخر وتعتز بنفسها لأنها هي من صنع العظمة والمجد للوطن الذي تنتمي إليه بما تحمله من قيم وما تحلت به من فضائل... أما الشعوب التي عبرت عن حبها لأوطانها بالشعارات الفارغة فلم تحقق لأوطانها إلا مزيد من التراجع عن مواكبة المتقدمين والتخلف عن ركب المتسابقين.. لأن الشعارات لا تخبز رغيفا، ولا تحيك قميصا، ولا تردع فاسدا، ولا تنصر حقا، ولا تزهق ظلما، ولا تقيم عدلا... ويبقى أن نقول: أن موقع أي دولة بين باقي الدول هو الذي يعكس موقع شعبها بين باقي الشعوب
.
وهنا أتساءل.. هل ما قدمناه وحققناه لوطننا وأمتنا يبرر لأي منا أن يفتخر بالقول:" لو لم أكن كويتيا وعربيا لوددت أن أكون كويتيا وعربيا"؟؟
.
للحديث بقية

13 comments:

الحارث بن همّام said...

لا أتكلم عن ابداع علاء الاسواني .. فهو مشهود له بذلك ..

أما وطنيته لا تتجاوز 1ونص من عشرة , ولست متجنياً عليه , بل هذا كلامه بنفسه . ثم إن نقداُ لاذعاً كهذا - وكغيره في رواية عمارة يعقوبيان - لا يرقى لأن يكون نقداً بناءً , وإن كان يُخيل للقارئ أحياناً أن شراسته في النقد نابعة من حرقته الوطنية .

ليس من حقي التعرض للنوايا , لكن نقداً ساخراً لاذعاً كهذا لم أستسيغه .

تحياتي يا بوغازي

wafa'a said...

عوداً حميداً لقلمك و مدونتك :)

لم أقرأ للأسواني قط ، لذلك لا أستطيع أن أحكم عليه إن كان يقصد الإساءة أم مجرد نقد قاسِ.

لكن ، فيما يتعلق بالشعارات و الهتافات .. فهي بلاشك مضيعةً للوقت و الجهد إن لم يلحقها عمل جاد ، و إن لم يقرنها إيمان و إخلاص.

أخيراً أجيب على تساؤلك :
إن لم نجعل الكويت تفخر بأن لها أبناء مثلنا .. فسنكون مثل الشعارات ، فإن كانت هي زيادة في الكلام ، فسنكون نحن زيادة في العدد !!

فلنكن أعداداً مؤثرة .. لا أصفاراً متعثرة.

Unknown said...

قرأت روايات علاء الاسوانى ولكن نحن شعوب عاطفية بحتة تعتمد على استثارة المشاعر ولا نحكم القوانين العقلانية لذلك كل ما لدينا متأخر
عزيزى
الفترة التى قال فيها مصطفى كامل هذه العبارة كانت فترى العنفوان المصرى والروح الوطنية المرتفعة وام كتابات علاء الاسوانى فهى بعد العولمة وما راه من تغيير

فظرف المكان والزمان يعملان بشكل مباشر على تغيير الاراء

محـــــارة said...

الحمد لله على سلامتك أخوي وإن شاء الله مامن تعب

بالنسبة لروايه ماقريتها لكن قريت له رواية شيكاغو

يمكن مناسبة المقوله ووضع مصر بفتره غير الفتره الي تم فيها تحليل ماقيل لكن

هالجمله ومايشابهها من تواقيع يتغنى فيها العرب من خليجين وغيرهم يخلينا نستذكر فعلا أحنا شنو قدمنا لديرتنا الحب والفخر مو بالكلام بس

حتى نفتخر فيها ونخليها فعلا تفتخر بنفسها وبكيانها كالدوله المفروض نسعى بإرتقائها على أقل تقدير باحترام قوانينها وتمثيلها أفضل تمثيل ونخلص بالمكان الموجودين فيه

هذا الحب الحقيقي والي من بعده يحق لنا وللوطن الي يحضنا أن نفخر أبعض فعلا مو بس بالحجي

والله يجعلنا قادرين نعز دينا وديرتنا

وتسليم إيدك دوم كتاباتك لها قيمه كبيره .. ولا تقاطه نشط هالذاكره البليده بالي يعيد لها الحياة من يديد

Anonymous said...

طلال

هذه المقالة جميلة والاجمل تعليقك يا ابو غازي

فراوله said...

مساالورد والجوري
عزيزي الفيصل
الحمدلله علي السلامة..وانشاءالله كانت رحلة ممتعه لك..وعلي قولتهم من طول الغيبات جاب الغنايم
وصج كما عهدناك أتيت بأحلي الغنائم
عزيزي بوغازي بصراحة عندما نهتف بشعارات وهمية تناشد وطنيتنا وماقدمناه لهذا الوطن ولهذه الارض نقوم فعلا بتبرير ذلك الضعف الذي وصلنا اليه مع الاسف من جراء مالم نقدمه فعلا لهذا الوطن والذي يستحقه منا جميعا
وهنا يكمن الالم الحقيقي
دمت بحب وود ابدا
يالفيصل
ولاتطول علينا مرة ثانية
تري لك وحشه
:)

om-bukhnag-zare :) said...

صباح العسل مع الئشطه :)ا
صباح الطعميه مع الشطه :)ا
تحس صج يوووووعااااانه :)ا
حمدلله على السلامة ياجاي من السفر:)اتمنى
انك ريحت إشوي واستمتعت ..على ان اجازتك تعتبر إجازة مكوكية
الا ان من الواضح إنك راجع وكلك شوق للكويت ( فديتها وفديت ترابها )ا
:)مبدع كعادتك قبل وبعد
يكفيني من موضوعك الفقرة قبل الأخيرة
لأنه فعلا لامس جرحا مازال ينزف :(ا
لم نقدم شيئا حتى نفخر ونفتخر... حتى لو قدمنا فنحن مازلنا مقصرين ..أين نحن من شعوب قادت اوطانها ( كما اسلفت ) الى النجاح والتفوق ؟؟!! وبعيدا عن الشعارات والأغاني الوطنية والكلمات الرنانة ماذا قدمنا لها من افعال نتائجها ملموسة على أرض الواقع حتى نفخر ونفتخر بين الدول ؟؟ للأسف لقد اخذنا واخذنا ومازلنا نأخذ دون ان نعطي !! لقد تعرضنا جميعنا الى زلزال هز جميع اركان هذا الوطن الحبيب لكن هل استوعبنا الدرس ؟؟ للأسف لأ والشاهد ما حصل وما يحصل من مهازل بأسم الوطن .. برأيي المتواضع والذي لا يفهم كثيرا لا بالسياسة ولا غيرها ان رُقيّ الدول من رُقيّ شعوبها .. انظر جيدا وتفحص اين نحن من الرُقيّ بجميع انواعه ؟؟ !!ا
إحنا حدنا رقي سوق الفرظه ويخب علينا
ومازلت يوعاااانه :)ا
ودمت لنا فيصلا ذي عزة منعنشو :)ا
صج وين الصووووغه :)ا

Anonymous said...

شكرا اخى بوغازى على مقالك واختيارك

ولى رجعه لك خاصه على هذا الموضوع

تقبل خالص مرورى وتحياتى

Anonymous said...

شكرا اخى بوغازى على مقالك واختيارك

ولى رجعه لك خاصه على هذا الموضوع

تقبل خالص مروري وتحياتى

بوصالح said...

الحمدلله على السلامة

أخي الكريم .. علاء الأسواني كات فعلاً مميز بإسلوبه الشيق

و موضوع لو لم أكن كويتياً .. لودتت فعلاص ان أكون كويتياً

كويتيه مقهورة said...

لما لاتعكس سؤالك لتقول

هل ما قدمه وحققه وطننا وأمتنا يبرر لأي منا أن يفتخر بالقول:" لو لم أكن كويتيا وعربيا لوددت أن أكون كويتيا وعربيا"؟؟

أعجبتني بحق كل ماقرأته هنا

بالتوفيق

Shather said...

لا اعتقد ان جنس بني الانسان او جذوره


او حتى مركزه يجعلون منه شيئا ذا قيمه ..

فالانسان هو من يصنع نفسه ..


اي ان الالقاب او النعوت التي تسبق اسامينا لا تعني شيئا مالم يطوّعها الفرد لبناء نفسه و مجتمعه



من منطلق اخر

حتى و ان كنت صانعا ماهرا متمرسا.. ووصلت الى درجه متقدمه من الكفاءة و الاستحقاق يحق لي ان اعتد بنفسي في اطار حدود معينه

فالانسان مهما بلغت عدد انجازاته او كمّ ما قدّم و ومهما كانت الدرجه التى وصل اليها و إليها تـَقدم يظل صنيعه قطره مطر في بحر
..

و احب ان أذيّل تعقيبي بعباره بسيطه ..

"ليست الألقاب هي التي تكسبنا المجد ..
بل نحن من نـُكسـِب الألقاب مجداً "


:)

و دمت سالم

بوغازي said...

الحارث بن همام
واضح من التعليق إن فيه مشكلة بينك وبين علاء
:)
لا يعنيني الاقتباس بحد ذاته وكل ما أرت التعبير عنه من خلاله هي الفكرة التي ذكرتها في تعليقي على كلام الأسواني... وأظن بأننا متفقين حولها؟
ولا شرايك؟
:)

...........

Loyalty
يا سلام على هذا الكلام الموزون
.
دائما ما تكون تعيقاتك مثرية إما بمفهومها ومعانيها الأصيلة أو بمصطلحاتها ومفرداتها ومبانيها الجميلة
.
الله يسلمج ويبارك فيج... وشكرا على المرور الكريم

...........

مشاري
لا أختلف معك فيما قلته لو أنني كنت بصدد تحليل التاريخ وتقييم أشخاصه... ولكن الهدف المقصود من وراء اجتزاء عبارة مصطفى كامل من سياقها التاريخي وإسقاطها على الواضع الراهن كان لاستنهاض الهمم والتأكيد على أن حب الأوطان يعبر عنه بالأفعال التي تحقق الإنجازات وترقى بالأمم لا بالأقوال التي تستنزف المشاعر دون تقدم شيء على أرض الواقع
.
دايما عزيز يالمشري

...........

محارة
الله يسلمج... ولا أزيد على ما تفضلت به ولا أنقص منه
.
شكرا مجددا على المرور... وجعل أيامك كلها جيد في جديد دائما
:)

............

طلال
الأجمل هو مرورك وإطلالتك
:)

............

فراولة
ما تشوفيش وحش يا ستي
.
هل نحن نمارس تبرير قصورنا أمام أنفسنا في خدمة الوطن من خلال إكثارنا من الهتافات والشعارات على حساب العمل والإنجازات؟
والله يمكن... وجهة نظر محترمة وتستحق البحث
.
دائما عزيزة... ولزيزة
:)

...........

أم بخنق
والله أنا إلي يعت لما قريت التعليق
:)
الله يسلمج ويبارك فيج... وسلامتج من الجراح والنزيف
.
كلامج حلو... ويعور القلب بنفس الوقت
.
وصوغتج محفوظة إنشاله... تبينها برحي كويتي... ولا منجا مصرية
:)

............

أبو شملان
حياك الله يالحبيب... وستجدني بانتظارك دائما
:)

...........

بوصالح
الله يسلمك... حتى أنا أود أن أكون كويتيا... ولو سألت كل الكويتين ستجد ربما نفس الجواب.... ولكن هل عمل كل الكويتيون ليكون هذا البلد أفضل وأجمل وأرقى؟
يا ريت... لكن هذا البلد فعلا أجمل وأفضل وأرقى... ولكن الحقيقة شي وأحلامنا شي كما قال خالد الفيصل
:)

..........

كويتية مقهورة
وأنا أعجبني مرورك... وسلامت إنشاله من القهر :)
.
ولكني أسأل: من يفترض به أن يقدم للآخر؟... هل الوطن يفترض أن يقدم لنا؟.. أم نحن من يفترض أن يقدم للوطن؟... وهل الوطن هو الذي يقود الشعب؟.. أم أن الشعب هو من يقود الوطن؟
.
سعيد جدا بمرورك وزيارتك... فلا تقاطعين يرحملي والديج
:)

..........

Shather
خوش حجي... جميل ومعبر
.
مرور كريم وزيارة عزيزة دائما تنشر الخشوع والهيبة في محيط صاحبتها... فلا تحرمينا هذه الطلة الباعثة للسكينة
:)