Friday, October 26, 2007

قتلة الأحلام

قتل أحلام الناس يعني قتل لمستقبلهم وإزهاق لمعاني الحياة في داخلهم... وأثر ذلك فقد الإرادة وتبدد العزيمة وخوار الهمة، نتيجة افتقاد الدافع وغياب الحافز... فتنشأ الألفة بين بعض الناس وما يفسدهم من رديئ الأخلاق والهابط من القيم، التي تتشربها النفوس حتى تسلم بها العقول وتركن إليها الضمائر والقلوب.. لتصبح حياتهم من بعدها بلا قيمة.. لأنهم باتوا بلا أحلام يطمحون لتحقيقها ويخططون لنيلها ويسعون للوصول إليها
.
ومن هنا كان قتل الأحلام يعد بحق من أبشع الجرائم، والقاتل فيها من أخطر المجرمين، لأنه يحول الإنسان إلى روح ميتة تسكن جسدا حي... ولذلك فإن أخطر ما قد يصيب أي أمه من الأمم هو أن يسلط عليها من يزهق روح المستقبل فيها بقتل أحلام أبنائها.. إما بجهله.. أو بفساده.. أو باستبداده
.
ألتفت حولي فأجد جميع الناس غير مرتاحين ولا راضين.. ولا حيلة لهم إلا التذمر... الجميع بات منقبضا عن العمل والإنجاز لأن اليقين استقر في النفوس بأن الطموح في هذا الزمن لا يتحقق بالكفاءة والقدرات الذاتية ولكن بالتزلف والنفاق... فربما استجاب البعض لمتطلبات المرحلة ليأخذ مكانه في طابور الفساد والفاسدين.. وربما أحجم البعض الآخر عن ذلك لينضم لطابور الإحباط والمحبطين الذين يعملون بلا نشاط ولا إتقان، لأنهم فقدوا لذة انتظار النجاح والأمل في تحقيق الأحلام
.
هناك ألم نشاهده في العيون ونستشعره في النفوس... قد لا ندرك سببه للوهلة الأولى أو من أين جاء... ولكن قليل من التدقيق يجعلني أجزم بأن سر ذلك هو موت الحلم الجميل في النفوس.. الحلم بوطن أفضل.. ومستقبل أفضل... لتحل محله الكوابيس المفزعة
.
هذه ليست دعوة لليأس والقنوط.. إنما هي عرض لواقع نريد له أن يتغير.. ولن يتغير ما لم نبعث الروح والحياة في أحلامنا من جديد... ولن يتسنى ذلك إلا بانتفاضة تبدأ من داخل أنفسنا لتجدد الأمل فيها.. يتبعها تضافر للجهود ورص للصفوف لمواجهة من قتلوا أحلامنا إما بجهلهم.. أو بفسادهم.. أو باستبدادهم... لنقول في وجوههم جميعا: توقفوا.. فإما اعتدلتم أو اعتزلتم
.
فالأمم الراقية كما يصفها عبد الرحمن الكواكبي:" تجبر المستبد على الترقي معها والإنقلاب، على رغم طبعه، إلى وكيل أمين يهاب الحساب، ورئيس عادل يخشى الإنتقام، وأب حليم يتلذذ بالتحابب. وحينئذ تنال الأمة حياة رضية هنية، حياة رخاء ونماء، حياة عز وسعادة، ويكون حظ الرئيس من ذلك رأس الحظوظ.."ا
.
فهل نحن أمة راقية؟

Thursday, October 18, 2007

لماذا نحب لبنان؟

بلد جميل وشعب يحب الحياة ويقبل عليها... بهذه الجملة أختصر لبنان.. التي لا تحس عند زيارتها بالغربة، لأن الجميع يتعامل معك بعفوية دافئة تكاد تشعر معها بأنك أصبحت جزء من النسيج الاجتماعي لهذا البلد... حيث الناس يتعاطون مع تعقيدات الحياة ببساطة وإيجابية.. فهم يستمتعون بيومهم بتلقائية ولأقصى ما يستطيعون، ويعملون لغدهم بحماس وجدية

.
كثيرة هي الأزمات التي مرت بلبنان والمآسي التي أصابت شعبه... صحيح أنه لم ينجح في التغلب عليها دائما إلا أنها ـ رغم قسوتها وفضاعتها ـ لم تقصم ظهره أبدا... فهوكما يقول أحدهم:" بسرعة بيخرب وبسرعة بيعمر".. بهذه البساطة في التعبير والعمق في المعنى والمضمون يحلل (شوفير التاكسي) أوضاع بلده... وكأنه يريد أن يقول أن كل الإحباطات التي ألمت بهذا الشعب ـ على كثرتها ـ لم تستطع أن تثنه أو تبعده عن الاهتمام بقضاياه والتفاعل معها.. ولم تمنعه عن السعي لإعادة بناء بلده كلما تم تدميره.. ولذلك فهو بحق شعب حي بكل معنى الكلمة... ولعل أكثر ما يميزه هي تلك الروح الإبداعية الخلاقة العالية التي يتمتع بها والمصاحبة له أينما حل.. وتفاؤله الدائم بالمستقبل وتطلعه المستمر لغد أفضل
.
أما الظاهرة الكويتية التي تبرز في هذا السياق فهي اهتمام الكثيرين بالشأن اللبناني الداخلي بشكل استثنائي ومتزايد... فهم يتابعون أخبار (لحود) ومقابلات (بري) وزيارات (السنيورة) أكثر من نظرائهم من الكويتيين... وينتظرون بترقب نتائج اجتماعات (بكركي) بين الفرقاء المسيحيين أكثر من اجتماعات الكتل البرلمانية... ويستمعون بشغف لخطابات (نصر الله) والمؤتمرات الصحفية لـ(جنبلاط) و(جعجع) والمقابلات التلفزيونية لـ(عون) و(الحريري) في حين لا تراهم يكترثون كثيرا لما يصدر عن المسئولين الكويتيين (حتى ولو أذيعت أخبارهم في أوقات الذروة عند تحلق جميع أفراد الأسرة حول التلفزيون)... بل أنهم يحفظون أسماء النواب والوزراء هناك أكثر من معرفتهم بأقرانهم من الكويتيين... حتى بات الحديث بالشأن اللبناني يطغى ـ في كثير من الأحيان ـ على الحديث في الشأن الكويتي.. وانقسم الشارع هنا إلى تيار مناصر (للموالاة) وآخر مؤيد (للمعارضة) هناك.. وأصبح كل طرف يدافع عن موقف فريقه بحماسة تغيب (أحيانا) عند الحديث عن الفرقاء الكويتيين... فهل كل هذا الاهتمام يأتي بدافع الحب للبنان وشعبها؟... أم هو نتيجة للإحباط الذي قادنا للهروب من حالة اليأس في الداخل للبحث عن الأمل في الخارج؟
.
هذا ما خطر لي أثناء وداعي لبيروت مستقلا الطائرة المتوجهة إلى القاهرة... فإلى لقاء قريب في الكويت
:)

Saturday, October 13, 2007

خواطر ليلة العيد

ونفس وما سواها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
قال تعالى في سورة الشمس:" ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكها، وقد خاب من دسها"ا.إذا هذه هي المعادلة... نفس بشرية مفطورة على الخير ونزاعة للشر.. ازدواج وتناقض في الطبيعة والاستعداد.. وقد مُنح صاحبها نعمة العقل الذي يوجه سلوكه، وأُعطي له بعد ذلك حق الاختيار بين الطريقين :"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"... فهو قادر على التمييز وقادر على توجيه نفسه... فمن استخدم هذا العقل في تزكية نفسه وتهذيب نوازع الهوى الكامنة فيها كان الفوز حليفه والفلاح نصيبه، وأما من سعى في تغيب عقله وإدراكه وأطلق للشر في نفسه العنان فإنه إلى الخيبة والخسران... وفي نهاية المطاف فإن:" كل نفس بما كسبت رهينة"... " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى
.
مع التأكيد على أن تعامل الله عز وجل مع إبن آدم مرهون بتعامل إبن آدم مع نفسه:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم"... والإبقاء على باب التوبة مفتوح على مصراعية:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويغفر عن السيئات"...ا
.
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه... واجعلنا ممن قلت فيهم:" قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى"... ولا تجعلنا ممن قلت فيهم:" بل تؤثرون الحياة الدنيا. والآخرة خير وأبقى
.
من وحي قراءة: في ظلال القرآن
*****

وطني والعيد
ــــــــــــــــــــ
.
وطني، أَسفتُ عليكَ في عيد المَلا
وبكيتُ من وجْد، ومن إشفاق
.
لا عيدَ لي حتى أَراكَ بأُمة
شَماء راويَة منَ الأخلاق
.
ذهبَ الكرامُ الجامعونَ لأمرهمْ
وبقيتَ في خَلَف بغير خلاق
.
أيظلُ بعضُهمُ لبعض خاذلاً
ويقال: شعبٌ في الحضارة راق؟
.
وإذا أراد الله إشقاء القرى
جعل الهُداة بها دُعاةَ شقاق
.
من قصيدة (رمضان ولى) لأمير الشعراء أحمد شوقي
*****
.
اشتقنا لكم كثيرا وافتقدناكم أكثر
فشكرا لكل من سأل
وشكرا لكل من لم ينسانا بالدعاء
.
واليوم يكتمل عيدنا بلقياكم
فكل عام وأنتم بألف خير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وعساكم من العايدين والفائزين
وعيدكم مبارك إنشاء الله

Friday, August 31, 2007

إلى لقاء قريب

إجازة قصيرة.. يعقبها رمضان
ونلتقيكم إنشاء الله بعد العيد
فكل عام وأنتم بخير مقدما وتقبل الله طاعتكم
.....
أودعكم على أمل اللقا بيكم
أودعكم وكم أتمني طول العمر أباريكم
عسى هبت عطر تعبر علينا من شواطيكم
عسى الأيام تجمعنا على ميعاد أمانينا بأمانيكم
.
أنا لما أودعكم
أودع حبي زغرودة بمغانيكم
أودع شوقي همسات بمعانيكم
أودع قلبي سهران بلياليكم
أودع روحي تلفانة بأراضيكم
.
حبايبنا العذر منكم إذا أخطينا
وإذا أخطيتم نراضيكم
حبايبنا بأمان الله أودعكم
عساااااااانا نلتقي فيكم
.....
فإلى اللقاء... ولا تنسونا بالدعاء
.
هذه الكلمات للشاعر الجميل عمر الفرا

Monday, August 27, 2007

حرب تستحق أن نخوضها

عندما أشعر بالكراهية تجاه شخص معين أشعر بالعجز في القدرة على التواصل معه... وهذا العجز يؤرقني... لأنه يكشف عن ضعف قدرتي على التعامل مع هذه المشاعر التي تبتزني وتخضعني لأنقاد (كارها) لما تفرضه علي ـ أحيانا ـ من تصرفات أو أحاسيس تجاه من أكره
.
وأتساءل دائما: كيف السبيل إلى الخلاص منها؟؟
.
فهذه الحروب التي نخوضها يوميا ضد بعضنا تحتل مساحات كبيرة في حياتنا القصيرة... ولو تأملنا لاكتشفنا ـ دون عناء ـ أن معظمها لا يستحق أن يخاض... لأنها لا تغرس إلا الكراهية في النفوس والبغض في القلوب... ورغم ذلك فإننا لا نكتفي بهذا الغرس بل نتعهده بالرعاية والعناية حتى يكبر ويثمر وذلك بإشعال المزيد من هذه الحروب!!... فلماذا؟
.
لماذا نقبل أن نخوض حرب ليست حربنا؟!... فإن كان لا بد منها وكانت الحرب قدرنا... فلماذا لا نخوضها بشكل مختلف؟.. بالشكل الذي يمكننا من هزيمة مشاعر الكارهية في داخلنا... واجتثاثها من نفوس الآخرين... وبالسلاح المناسب لهذه المعركة والمحقق لأهدافها... واالقادر في ذات الوقت على مواجهة هذه المشاعر وردعها؟
.
فالكره سلاح فعال في الهدم ولكنه لن يعين أبدا على البناء... الكره يمكننا من القضاء على الخصوم والمعارضين، ولكن بناء الأمم ونشر الدعوات لا سلاح له إلا بالحب... ولذلك فإن قتالنا يجب أن يكون بالحب... لأنه متى أحبك الناس أحبوا ما تدعوهم إليه
.
نحتاج أن نعقد الواء لشن حرب جديدة... تدور رحى معاركها أولا في نفوسنا وقلوبنا... نخوضها باسم الحب ودفاعا عنه ضد مشاعر الكراهية والبغض... وهي بلا شك حرب شرسة ومرهقة وذات تكاليف عالية... ولكنها تستحق عناء خوضها... لأننا متى انتصرنا للحب في نفوسنا انتصرنا بالحب في نفوس الآخرين وفوزنا به بقلوبهم... فهو السلطان الوحيد على الناس
فهل نلبي لنفير هذه الحرب؟؟
.
أحبكم جميعا
:)
.
المكتوب باللون الأزرق مقتبس عن ورقة بعنوان: (تشخيصات ووصايا للحركة الإسلامية) للدكتور/ حسان حتحوت

Friday, August 24, 2007

خطوط الداخلية الحمراء

أكدت وزارة الداخلية في بيانها:" أنها تقبل بالنقد البناء، وعقلها وقلبها مفتوح لكل نقد يهدف للمصلحة العامة" انتهى
وهذا مدخل جيد للبداية في هذا الموضوع... عسى الله أن يجعل كلامنا خفيفا عليهم
.
حيث صرح اللواء الرجيب:" أن الذات الأميرية وذات ولي العهد خطوط حمراء لن يسمح لأي كان المساس بهما..." انتهى
.
الدستور هو الخط الأحمر
نقول تعليقا على التصريح: أن الخط الأحمر (الوحيد) الذي نعرفه والذي يجب أن يقف الجميع عنده هو الدستور بكامل مواده الـ (183) غير منقوصة
فنصوصه (فقط) هي التي ترسم الحدود التي لا يسمح لأحد (كائنا من كان) بتجاوزها والتعدي عليها
وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع وألا تغيب عن بال أي مواطن مهما كان موقعه في الدولة... لا سيما رجال الأمن المكلفون بحماية القانون
.
لماذا؟
لأنه الضمانة الوحيدة لنا جميعا

فهذا الدستور هو الضمانة الوحيدة التي تكفل صيانة الذات الأميرية ـ وحدها دون سواها ـ من المساس... وهو في ذات الوقت الضمانة التي تصون الإنسان وتحميه من القبض عليه أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون... والتي تمنع تعريضه للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة
فهذه كلها خطوط دستورية حمراء لا يجوز تجاوزها
والتعدي على أحدها بمثابة التعدي عليها جميعا
أما التعامل بإنتقائيه معها فإن مثلها كمثل من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه
وكان الأحرى بالوزارة الالتزام بجميع هذه الخطوط الدستورية الحمراء... وألا تسمح بالتعامل معها بمزاجية أو انتقائية
حتى لا تتهم بأنها تختط لنفسها خطوطا حمراء غير تلك الخطوط الدستورية
.
أخيرا
جاء ببيان الداخلية:" أن الوزارة حريصة على حماية القانون وتنفيذه..." وهذا أمر جيد وهو ما يفترض أنه المتوقع من رجال الأمن... ومن هذا المنطلق أتوجه بالسؤال للمسؤولين في الوزارة:
لو أن السلطة ـ لا قدر الله ـ إنقلبت على الدستور (وهو أبو القوانين) ـ كما حصل في صيف عامي 1976، 1986 ـ فهل ستكونون في صف المدافعين عن الدستور وتجنحون إلى حماية خطوطه الحمراء ممن اعتدى عليه (باعتباركم الأمينين على حماية القانون وتنفيذه... وباعتبار الدستور هو القانون الأسمى الذي يعلو فوق الجميع)... أم أنكم ستكونون أداة للمعتدي في تنفيذه لاعتدائه؟؟ وما هي الخطوط الحمراء ـ في نظركم ـ التي لا يجوز التعدي عليها في ذلك الوقت؟؟
.
ختاما
أرجوا أن أكون قد التزمت حدود النقد البناء، الذي يهدف لتحقيق المصلحة العامة... وأن لا أكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء
.
ما بعد الختام
لا نزال بانتظار محاسبة من تجاوز الخطوط الدستورية الحمراء في قضية التعدي على الزميلين جاسم وبشار... وربما غيرها من القضايا التي بدأت تظهر على السطح كموضوع حزب التحرير
وشكرا

Wednesday, August 22, 2007

القضية لم تنتهي... فالكويت لا زالت قيد الإعتقال

أن تعيش تحت سيف الرعب... فلا يغادرك شعور الخوف... وتظل رهين القلق والترقب والتوتر الذي يجعلك تحسب لكل كلمة ولأي كلمة مهما كانت عادية ألفا حساب قبل أن تطلقها حتى تصل للمرحلة التي ترا فيها الباطل والفساد وتجد نفسك عاجز عن مواجهته... أن تقهر إرادتك وتستلب حريتك... فذلك كله يعني أنك قيد الحبس والاعتقال حتى لو كنت حر اليدين وطليق القدمين... لأن حبسك سيكون في ذاتك... وهذا أخطر أنواع القيد وأشده وطئة على النفس
فعندها نتحول جميعا إلى زنازين بشرية متنقلة ويكون الوطن هو السجن الذي يجمعنا
.
أن تقمع الحرية.. ويكبت الفكر.. ويحبس الصوت... ثم تجرجر دون ذنب.. وتعاقب دون جرم... حتى تخرج من بيتك فلا تعلم إن كنت ستعود إليه أم لا... وتبيت في فراشك وأنت تترقب زوار الفجر... ثم تقتاد مخفورا مجبورا معصوب العينين مقهور الإرادة... لتمتهن كرامتك وتستلب حريتك... وتحبس ـ أياما ـ دون سبب
فذلك هو الإرهاب... وهذه ليست الكويت... فكويتنا التي نعرفها وتعرفنا لا تتسع لإرهابكم
ولذلك نقول أن كويتنا التي تآلفنا فيها وإلتففنا حولها... والتي تركها الشهداء أمانة في أعناقنا... والتي علمتنا أن الحرية وطن في الغربة وأن القمع غربة في الوطن... هذه الكويت لا تزال مختطفة ومعتقلة في سجونهم... وهي تنتظر من يفك قيدها... ولن يفك قيدها إلا بتحقيق العدالة وعودة الحق إلى نصابه
وهذا لا يتم إلا بمحاسبة من ضيع أمن الوطن بتضيعه لأمن المواطنين
.
فإلى هؤلاء نقول
إحذروا... فإن القهر يثير السخط ويولد المقاومة... وإن هو أخاف بعض الناس بعض الوقت... فإنه لن يخيف كل الناس كل الوقت... وهو في النهاية إلى زوال:" كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"... لأنه لا يغرس إلا البغضاء ولا يزرع إلا الأحقاد ولا يثمر إلا الكراهية
.
أما الهيبة فهي للقانون... وليس لبعضه أو جزء منه أو مادة من مواده... وما دمتم لا تحترمون القانون ولا تهابونه فلا تنتظرو من أحد أن يحترمكم أو يهابكم
إن الهيبة سبيلها الحب وليس الرعب... والحب طريقه الإصلاح وليس الإرهاب والإفساد... والإصلاح لا يكون إلا بالقوي الأمين والحفيظ المكين... فانظروا حولكم... وسألوا أنفسكم: هل عملتم بذلك؟.. أم تنكرتم لكل ذلك؟؟
.
القضية لم تنتهي... ولن تنتهي إلى أن يأخذ العدل مجراه ويحاسب المسؤول عن ترويع الناس وإرهابهم لتعود الحقوق إلى نصابها وأصحابها
ومن الآن إلى ذلك الحين سيظل الوطن رهين القيد والحبس والإعتقال... وسنظل نجاهد للإفراج عنه
.
اللهم إنا نشكوا إليك ضعف قوتنا... وقلة حيلتنا... وهواننا على الناس... أنت رب المستضعفين وأنت ربنا

Tuesday, August 21, 2007

كيف نفهم ما حصل؟؟... وأين مكمن الخطر؟؟

تحديث
تم إطلاق سراح بشار والإفراج عنه بأمر النيابة العامة حيث استقبل في تمام الساعة الرابعة عصرا استقبال الأبطال في مقر التحالف الوطني بالروضة وعقد هناك مؤتمرا صحفيا... وهذا المساء يقيم التحالف عشاء بهذه المناسبة على شرف بشار وجاسم
الحمد لله على السلامة... وقرت عين الجميع
.
بشار حر... ولكن القضية لم تنتهي بعد
ويجب ألا تنتهي إلا بعودة الحق إلى نصابه... فهل نحن فاعلون؟؟
.
كان الإعتصام رائعا بكل ما فيه ومن فيه... فشكرا جزيلا لكل من لبى نداء الوطن
.
وأعود للموضوع فأقول:
علينا أن نوسع مدى رؤيتنا لمحاولة فهم ما حصل وأسبابه من ناحية... ومدى خطورته من ناحية أخرى
.
فكل ملابسات الحادث تشير إلى أن ما تم لم يأتي بشكل عفوي وأنه قد رتب له بإحكام... ابتداءا من الواقعة محل القضية... مرورا بالأشخاص المعتدى عليهم في هذا التوقيت الصيفي بالذات... وانتهاءا بالإجراءات التعسفية والغير حضارية التي تمت بحقهم... كل ذلك في إطار جو التوتر السياسي الذي تعيشه البلد... وفي ظل الشائعات التي يزداد تسربها كل يوم حول التوجهات القمعية والغير ديمقراطية المقبلين عليها
.
ومن ثم فإن الأمر أكبر وأخطر من حدود الوقائع المادية محل القضية... لأن هذه الوقائع لا تمثل جريمة أصلا... وإن كانت جريمة فإن رجال أمن الدولة يعلمون قبل غيرهم أن من ارتكبها ليسوا من تم اعتقالهم... ولو افترضنا ـ والفرض غير الواقع ـ أنهم هم من ارتكبوها فإن الأمر لا يستدعي كل تلك الإجراءات التعسفية والقمعية التي تمت معهم وبحقهم... ومع كل ذلك حصل ما حصل... إذا لماذا؟؟
.
في تقديري أن ما حصل إستهدف تحقيق أمرين:
الأول: بعث رسالة قوية تتعدى أطراف الحدث لتصل للجميع وخاصة الشباب... مضمونها هو إرهاب وتحذير كل من (تسول) له نفسه (الشريفة) أن يرفع صوته بكلمة الحق أو يفكر بالدفاع عنها
أما الأمر الآخر فهو: قياس حجم وفاعلية ردة الفعل على هذا الحدث... وحصر وإحصاء مفاتيح التحرك الشبابي والشعبي في الساحة استعدادا للتعامل معها على ضوء ما هو مبيت ومخطط لتنفيذه من إجراءات غير ديمقراطية في القادم من الأيام
.
تلك هي أسباب ما حصل... أما خطورته فهي تتعدى كل هذا المشهد... وسواء صح هذا التحليل أو لم يصح... فإن الخطورة تكمن فيما كشف عنه هذا الحدث من أن هناك سلطة خفية قد اختزلت الدولة في ذاتها حتى أصبحت ترى نفسها فوق الأمة وإرادتها.. وفوق القانون وسلطانه... فهي الآن ـ عند نفسها ـ القانون الأعلى الذي يجب أن تنصاع له كل القوانين وتخضع له رقاب كل المواطنين... فلم تعد هناك قوانين تمنعها ولا مؤسسات تردعه... والأخطر من ذلك هو أن هناك من أبناء وطننا ومن بني جلدتنا من بات يستمرء أساليب الدول القمعية والبوليسية التي تدعوه لأن يمد يده على مواطنين آخرين من بلده كل ذنبهم أنهم يجتهدون في خدمة وطنهم وفق ما يرونه محقق لمصلحته والبطرق السلمية... وما علم هؤلاء أنهم بفعلتهم هذه قد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مرتزقة تأتمر بأمر الفاسدين... وكرابيج تلهب ظهور شعبهم الذي ينتمون إليه... وكل ذلك يتم بدعم وإسناد وتأييد من تلك السلطة الخفية وبيد من يفترض فيهم حماية الناس وحفظ أمنهم وليس إرهابهم وتعذيبهم
.
ما حصل كما تقدم هو جس نبض لما هو قادم... والقادم هو الأسوء ما لم يتم ردع الأفكار الشريرة التي تسيطر على عقول البعض... وما لم ينهض العقلاء والحكماء لتدارك هذا الوضع
.
إن المطالبة بإطلاق بشار مطالبة ناقصة وقاصرة... فما وقع لبشار هو جزء صغير جدا من قبح المشهد العام... والمطلوب الآن لتطبيب الجراح.. وترسيخ شعور كل مواطن بالأمن والإستقرار.. وحفظ دولة المؤسسات.. هو تسليم كل من مدت أيديهم بالسوء على جاسم وبشار إلى القضاء ليأخذوا جزاءهم العادل وعقابهم الرادع حتى يكونوا عبرة لغيرهم... وحتى يأخذ الحق والعدل مجراه... وبغير ذلك فعلينا العوض في دولة القانون ودولة المؤسسات... وهذه الأمانة معقودة في أعناق ممثلي الأمة
.
تبقى هنا همسة أخيرة في أذن كل مسؤول عما حدث وكل من مد لسانه بالإهانة أو يده بالضرب... تذكر أنك لست مخلد فيما أنت فيه... وأن الدوائر التي دارت على غيرك ستدور غدا عليك... فإن أعانتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك... وتذكر دعوة المظلوم التي أقسم الله بعزته وجلاله لينصرنه ولو بعد حين... وتذكر أخيرا أن ما نعيشه في هذه الدنيا هو طرف من الحياة وأن الآخرة خير وأبقى... اللهم بلغت اللهم فاشهد
.
وتستمر مطالبتنا بالحرية لبشار الذي لا يزال يبيت في أحضان سجنه
قلوبنا معك... ودعاؤنا لك

Monday, August 20, 2007

لبيك يا وطن

تحديث عاجل جدا جدا في الأسفل
.
أمن الدولة يعتقل بشار الصايغ (مدير موقع الأمة دوت أورغ) والصحفي جاسم القامس وتم تعذيبهم والاعتداء عليهم
هذا نص الرسالة التي وصلتني ليلة البارحة
.
ذكرت في إحدى مقالاتي أنه: عندما يقيد الحق بأغلال السكوت ويسجن في ظلمات الصمت.. يكون الوطن بأسره رهين الحبس بمعتقلات الباطل... فإن عزفنا عن قول كلمة الحق وأعرضنا عن الصدع بها أصبحنا جزء من هذا الفساد الذي ينخر بسوسه كل مفصل من مفاصل البدل ومؤسساته... فواجبنا أن نطلق هذه الكلمة من عقالها... حتى لا نكون في زمرة الشياطين الخرس... وحسبنا في ذلك أننا على طريق الحق.. طريق الوطن
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكني أعلم أن ما حصل لهم لا يعنيهم وحدهم إنما يعنينا جميعا... فهذه رسالة موجهة ونحن جميعا المقصودين بها... وهي تحتاج منا إلى جواب... فإن لم نرد عليها بما تستحق من ردة فعل... استفحل شرها وتطور أمرها حتى تصبح ظاهرة جديدة من ظواهر الفساد في هذا البلد... وعندها سوف نكون جميعا على طريق جاسم وبشار
.
فما حصل ليس سوى مقدمة لما يعد له في قادم الأيام... وهذا هو بالون الاختبار الذي تقاس به ردود الأفعال ومدى ارتفاع سقفها... فعلينا أن نفهم ما جرى وفقا لهذا السياق... ونتعامل معه على هذا الأساس
.
ولمن أراد حفظ أمن الدولة نقول له: ممن تحفظونه؟؟... منا نحن؟؟... بل نحن الأولى بحفظه ممن ألقوه في أحظان الفساد وممن تكاثروا حول زبانيته
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكن ما أعرفه الآن أكثر من أي وقت مضى أن هذا الوطن بات رهين الخطف من زبانية الفساد ورهين الحبس في معتقلات الباطل... وهو يستجدي أبناءه لإنقاذه ممن خطفوه... فهل من ملب لهذا النداء؟؟
***
اليوم الساعة 6 مساء في جنوب السرة أمام مبنى أمن الدولة
نقولها بصوت واحد... لبيك يا وطن
والحــــــــريـــة لبـــشــــار
***
تم تحويل بشار إلى النيابة العامة حيث بدأ إضرابا عن الطعام لحين الإفراج عنه وإطلاق سراحه... وعليه تم تحويل التجمع من أمام إدارة أمن الدولة إلى مقر التحالف الوطني بالروضة في تمام الساعة السابعة مساءا

Saturday, August 18, 2007

رقابة الإبداع... وإبداع الرقابة

هذه وقفة قصيرة ـ قبل العودة لقضايا السياسة ـ مع موضوع (الإبداع والرقابة) والذي لا يكاد ينتهي فيه الحوار والجدال حتى يتجدد مرة أخرى
فما هي الرقابة؟... وما هو الإبداع؟
.
أما الإبداع فهو بجملة بسيطة: الخروج عن المألوف... ولكن هل كل خروج عن المألوف يعتبر إبداعا؟؟
.
وهذا التساؤل هو ما يجعلنا بحاجة دائمة لإحياء روح الإبداع وإنقاذ لمضمونه الحقيقي من الطمس والتشويه... وهو الذي يطالبنا بدعم المبدعين وإيجاد البيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم وحمايتهم من الدخلاء والمتطفيلن على موائدهم ممن تركوا ما ينفع الناس واتخذوا من شعار (الإبداع) مطية لهم في سعيهم وراء المساحات (المثيرة) والمناطق (الساخنة) التي يتوسلونها لتحقق لهم الشهرة والصيت، على حساب كل شيء وأي شيء... فذلك ليس من الإبداع إنما هو العبث المسئ للإبداع والمبدعين
.
فالإبداع ـ من وجهة نظري ـ لا يدخل في مضمونه التعدي على الثوابت أو التحلل منها.. وليس من لوازمه الخوض في كل المساحات والمناطق دون حدود... والمبدع الحقيقي ـ كما أراه ـ هو الذي يتحلى بروح المسؤولية ويعي حقيقة الدور المنوط به ويستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه في كل ما يقوم به أو يقدم عليه من أعمال
.
أما الرقابة... فلا أعني بها هنا (المؤسسة الرقابية)... وإنما المفهوم أو المعنى المتمثل في إجراء عملية المراجعة والتدقيق للعمل قبل نشره أو عرضه على الآخرين... وهذه المراجعة يمارسها الإنسان في الغالب بشكل ذاتي وتلقائي.. وهي نابعة بالأساس من حسه بالمسؤولية تجاه الجمهور من ناحية، وسعيه إلى التميز من ناحية أخرى... وهنا يتجلى إبداع الرقابة.. الذي يمارسه المبدع ذاتيا.. ليكمل به عمله الإبداعي
.
وفي مجال الحديث عن الرقابة ليس المهم بشكل أساسي الشكل الذي تتخذه أو النمط الذي تتبعه... وسواء كانت ذاتية أم أنها تمارس من خلال مؤسسة... ولكن ما يهم فعلا هي الضوابط المعتمدة للمكلف بممارستها... والتي لا يجوز لأحد اختراقها تحت ذريعة الإبداع... وذلك حماية للمجتمع وثوابته... وتصحيحا لمفهوم الإبداع وحفظا لقيمته... واحتراما لمكانة المبدع وتقديرا لمنزلته
.
فهناك من المواضيع ما تكون بطبيعتها، أو بالنظر لدرجة حساسيتها، أو بسبب أهميتها وخطورتها على كيان المجتمع، تتطلب ألا يكون تناولها مباحة ومستباحة لكل من أراد أن يخوض فيها دون أن يكتمل عنده العلم الذي يؤهله لذلك... وبالكيفية، والطريقة، والأسلوب، والمكان المناسب والملائم لطرحها وعرضها
.
فالإبداع وإن كان هو الخروج عن المألوف... إلا أن ليس كل خروج على المألوف يعتبر إبداعا
.
وللحديث بقية