Friday, August 31, 2007

إلى لقاء قريب

إجازة قصيرة.. يعقبها رمضان
ونلتقيكم إنشاء الله بعد العيد
فكل عام وأنتم بخير مقدما وتقبل الله طاعتكم
.....
أودعكم على أمل اللقا بيكم
أودعكم وكم أتمني طول العمر أباريكم
عسى هبت عطر تعبر علينا من شواطيكم
عسى الأيام تجمعنا على ميعاد أمانينا بأمانيكم
.
أنا لما أودعكم
أودع حبي زغرودة بمغانيكم
أودع شوقي همسات بمعانيكم
أودع قلبي سهران بلياليكم
أودع روحي تلفانة بأراضيكم
.
حبايبنا العذر منكم إذا أخطينا
وإذا أخطيتم نراضيكم
حبايبنا بأمان الله أودعكم
عساااااااانا نلتقي فيكم
.....
فإلى اللقاء... ولا تنسونا بالدعاء
.
هذه الكلمات للشاعر الجميل عمر الفرا

Monday, August 27, 2007

حرب تستحق أن نخوضها

عندما أشعر بالكراهية تجاه شخص معين أشعر بالعجز في القدرة على التواصل معه... وهذا العجز يؤرقني... لأنه يكشف عن ضعف قدرتي على التعامل مع هذه المشاعر التي تبتزني وتخضعني لأنقاد (كارها) لما تفرضه علي ـ أحيانا ـ من تصرفات أو أحاسيس تجاه من أكره
.
وأتساءل دائما: كيف السبيل إلى الخلاص منها؟؟
.
فهذه الحروب التي نخوضها يوميا ضد بعضنا تحتل مساحات كبيرة في حياتنا القصيرة... ولو تأملنا لاكتشفنا ـ دون عناء ـ أن معظمها لا يستحق أن يخاض... لأنها لا تغرس إلا الكراهية في النفوس والبغض في القلوب... ورغم ذلك فإننا لا نكتفي بهذا الغرس بل نتعهده بالرعاية والعناية حتى يكبر ويثمر وذلك بإشعال المزيد من هذه الحروب!!... فلماذا؟
.
لماذا نقبل أن نخوض حرب ليست حربنا؟!... فإن كان لا بد منها وكانت الحرب قدرنا... فلماذا لا نخوضها بشكل مختلف؟.. بالشكل الذي يمكننا من هزيمة مشاعر الكارهية في داخلنا... واجتثاثها من نفوس الآخرين... وبالسلاح المناسب لهذه المعركة والمحقق لأهدافها... واالقادر في ذات الوقت على مواجهة هذه المشاعر وردعها؟
.
فالكره سلاح فعال في الهدم ولكنه لن يعين أبدا على البناء... الكره يمكننا من القضاء على الخصوم والمعارضين، ولكن بناء الأمم ونشر الدعوات لا سلاح له إلا بالحب... ولذلك فإن قتالنا يجب أن يكون بالحب... لأنه متى أحبك الناس أحبوا ما تدعوهم إليه
.
نحتاج أن نعقد الواء لشن حرب جديدة... تدور رحى معاركها أولا في نفوسنا وقلوبنا... نخوضها باسم الحب ودفاعا عنه ضد مشاعر الكراهية والبغض... وهي بلا شك حرب شرسة ومرهقة وذات تكاليف عالية... ولكنها تستحق عناء خوضها... لأننا متى انتصرنا للحب في نفوسنا انتصرنا بالحب في نفوس الآخرين وفوزنا به بقلوبهم... فهو السلطان الوحيد على الناس
فهل نلبي لنفير هذه الحرب؟؟
.
أحبكم جميعا
:)
.
المكتوب باللون الأزرق مقتبس عن ورقة بعنوان: (تشخيصات ووصايا للحركة الإسلامية) للدكتور/ حسان حتحوت

Friday, August 24, 2007

خطوط الداخلية الحمراء

أكدت وزارة الداخلية في بيانها:" أنها تقبل بالنقد البناء، وعقلها وقلبها مفتوح لكل نقد يهدف للمصلحة العامة" انتهى
وهذا مدخل جيد للبداية في هذا الموضوع... عسى الله أن يجعل كلامنا خفيفا عليهم
.
حيث صرح اللواء الرجيب:" أن الذات الأميرية وذات ولي العهد خطوط حمراء لن يسمح لأي كان المساس بهما..." انتهى
.
الدستور هو الخط الأحمر
نقول تعليقا على التصريح: أن الخط الأحمر (الوحيد) الذي نعرفه والذي يجب أن يقف الجميع عنده هو الدستور بكامل مواده الـ (183) غير منقوصة
فنصوصه (فقط) هي التي ترسم الحدود التي لا يسمح لأحد (كائنا من كان) بتجاوزها والتعدي عليها
وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع وألا تغيب عن بال أي مواطن مهما كان موقعه في الدولة... لا سيما رجال الأمن المكلفون بحماية القانون
.
لماذا؟
لأنه الضمانة الوحيدة لنا جميعا

فهذا الدستور هو الضمانة الوحيدة التي تكفل صيانة الذات الأميرية ـ وحدها دون سواها ـ من المساس... وهو في ذات الوقت الضمانة التي تصون الإنسان وتحميه من القبض عليه أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون... والتي تمنع تعريضه للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة
فهذه كلها خطوط دستورية حمراء لا يجوز تجاوزها
والتعدي على أحدها بمثابة التعدي عليها جميعا
أما التعامل بإنتقائيه معها فإن مثلها كمثل من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه
وكان الأحرى بالوزارة الالتزام بجميع هذه الخطوط الدستورية الحمراء... وألا تسمح بالتعامل معها بمزاجية أو انتقائية
حتى لا تتهم بأنها تختط لنفسها خطوطا حمراء غير تلك الخطوط الدستورية
.
أخيرا
جاء ببيان الداخلية:" أن الوزارة حريصة على حماية القانون وتنفيذه..." وهذا أمر جيد وهو ما يفترض أنه المتوقع من رجال الأمن... ومن هذا المنطلق أتوجه بالسؤال للمسؤولين في الوزارة:
لو أن السلطة ـ لا قدر الله ـ إنقلبت على الدستور (وهو أبو القوانين) ـ كما حصل في صيف عامي 1976، 1986 ـ فهل ستكونون في صف المدافعين عن الدستور وتجنحون إلى حماية خطوطه الحمراء ممن اعتدى عليه (باعتباركم الأمينين على حماية القانون وتنفيذه... وباعتبار الدستور هو القانون الأسمى الذي يعلو فوق الجميع)... أم أنكم ستكونون أداة للمعتدي في تنفيذه لاعتدائه؟؟ وما هي الخطوط الحمراء ـ في نظركم ـ التي لا يجوز التعدي عليها في ذلك الوقت؟؟
.
ختاما
أرجوا أن أكون قد التزمت حدود النقد البناء، الذي يهدف لتحقيق المصلحة العامة... وأن لا أكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء
.
ما بعد الختام
لا نزال بانتظار محاسبة من تجاوز الخطوط الدستورية الحمراء في قضية التعدي على الزميلين جاسم وبشار... وربما غيرها من القضايا التي بدأت تظهر على السطح كموضوع حزب التحرير
وشكرا

Wednesday, August 22, 2007

القضية لم تنتهي... فالكويت لا زالت قيد الإعتقال

أن تعيش تحت سيف الرعب... فلا يغادرك شعور الخوف... وتظل رهين القلق والترقب والتوتر الذي يجعلك تحسب لكل كلمة ولأي كلمة مهما كانت عادية ألفا حساب قبل أن تطلقها حتى تصل للمرحلة التي ترا فيها الباطل والفساد وتجد نفسك عاجز عن مواجهته... أن تقهر إرادتك وتستلب حريتك... فذلك كله يعني أنك قيد الحبس والاعتقال حتى لو كنت حر اليدين وطليق القدمين... لأن حبسك سيكون في ذاتك... وهذا أخطر أنواع القيد وأشده وطئة على النفس
فعندها نتحول جميعا إلى زنازين بشرية متنقلة ويكون الوطن هو السجن الذي يجمعنا
.
أن تقمع الحرية.. ويكبت الفكر.. ويحبس الصوت... ثم تجرجر دون ذنب.. وتعاقب دون جرم... حتى تخرج من بيتك فلا تعلم إن كنت ستعود إليه أم لا... وتبيت في فراشك وأنت تترقب زوار الفجر... ثم تقتاد مخفورا مجبورا معصوب العينين مقهور الإرادة... لتمتهن كرامتك وتستلب حريتك... وتحبس ـ أياما ـ دون سبب
فذلك هو الإرهاب... وهذه ليست الكويت... فكويتنا التي نعرفها وتعرفنا لا تتسع لإرهابكم
ولذلك نقول أن كويتنا التي تآلفنا فيها وإلتففنا حولها... والتي تركها الشهداء أمانة في أعناقنا... والتي علمتنا أن الحرية وطن في الغربة وأن القمع غربة في الوطن... هذه الكويت لا تزال مختطفة ومعتقلة في سجونهم... وهي تنتظر من يفك قيدها... ولن يفك قيدها إلا بتحقيق العدالة وعودة الحق إلى نصابه
وهذا لا يتم إلا بمحاسبة من ضيع أمن الوطن بتضيعه لأمن المواطنين
.
فإلى هؤلاء نقول
إحذروا... فإن القهر يثير السخط ويولد المقاومة... وإن هو أخاف بعض الناس بعض الوقت... فإنه لن يخيف كل الناس كل الوقت... وهو في النهاية إلى زوال:" كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"... لأنه لا يغرس إلا البغضاء ولا يزرع إلا الأحقاد ولا يثمر إلا الكراهية
.
أما الهيبة فهي للقانون... وليس لبعضه أو جزء منه أو مادة من مواده... وما دمتم لا تحترمون القانون ولا تهابونه فلا تنتظرو من أحد أن يحترمكم أو يهابكم
إن الهيبة سبيلها الحب وليس الرعب... والحب طريقه الإصلاح وليس الإرهاب والإفساد... والإصلاح لا يكون إلا بالقوي الأمين والحفيظ المكين... فانظروا حولكم... وسألوا أنفسكم: هل عملتم بذلك؟.. أم تنكرتم لكل ذلك؟؟
.
القضية لم تنتهي... ولن تنتهي إلى أن يأخذ العدل مجراه ويحاسب المسؤول عن ترويع الناس وإرهابهم لتعود الحقوق إلى نصابها وأصحابها
ومن الآن إلى ذلك الحين سيظل الوطن رهين القيد والحبس والإعتقال... وسنظل نجاهد للإفراج عنه
.
اللهم إنا نشكوا إليك ضعف قوتنا... وقلة حيلتنا... وهواننا على الناس... أنت رب المستضعفين وأنت ربنا

Tuesday, August 21, 2007

كيف نفهم ما حصل؟؟... وأين مكمن الخطر؟؟

تحديث
تم إطلاق سراح بشار والإفراج عنه بأمر النيابة العامة حيث استقبل في تمام الساعة الرابعة عصرا استقبال الأبطال في مقر التحالف الوطني بالروضة وعقد هناك مؤتمرا صحفيا... وهذا المساء يقيم التحالف عشاء بهذه المناسبة على شرف بشار وجاسم
الحمد لله على السلامة... وقرت عين الجميع
.
بشار حر... ولكن القضية لم تنتهي بعد
ويجب ألا تنتهي إلا بعودة الحق إلى نصابه... فهل نحن فاعلون؟؟
.
كان الإعتصام رائعا بكل ما فيه ومن فيه... فشكرا جزيلا لكل من لبى نداء الوطن
.
وأعود للموضوع فأقول:
علينا أن نوسع مدى رؤيتنا لمحاولة فهم ما حصل وأسبابه من ناحية... ومدى خطورته من ناحية أخرى
.
فكل ملابسات الحادث تشير إلى أن ما تم لم يأتي بشكل عفوي وأنه قد رتب له بإحكام... ابتداءا من الواقعة محل القضية... مرورا بالأشخاص المعتدى عليهم في هذا التوقيت الصيفي بالذات... وانتهاءا بالإجراءات التعسفية والغير حضارية التي تمت بحقهم... كل ذلك في إطار جو التوتر السياسي الذي تعيشه البلد... وفي ظل الشائعات التي يزداد تسربها كل يوم حول التوجهات القمعية والغير ديمقراطية المقبلين عليها
.
ومن ثم فإن الأمر أكبر وأخطر من حدود الوقائع المادية محل القضية... لأن هذه الوقائع لا تمثل جريمة أصلا... وإن كانت جريمة فإن رجال أمن الدولة يعلمون قبل غيرهم أن من ارتكبها ليسوا من تم اعتقالهم... ولو افترضنا ـ والفرض غير الواقع ـ أنهم هم من ارتكبوها فإن الأمر لا يستدعي كل تلك الإجراءات التعسفية والقمعية التي تمت معهم وبحقهم... ومع كل ذلك حصل ما حصل... إذا لماذا؟؟
.
في تقديري أن ما حصل إستهدف تحقيق أمرين:
الأول: بعث رسالة قوية تتعدى أطراف الحدث لتصل للجميع وخاصة الشباب... مضمونها هو إرهاب وتحذير كل من (تسول) له نفسه (الشريفة) أن يرفع صوته بكلمة الحق أو يفكر بالدفاع عنها
أما الأمر الآخر فهو: قياس حجم وفاعلية ردة الفعل على هذا الحدث... وحصر وإحصاء مفاتيح التحرك الشبابي والشعبي في الساحة استعدادا للتعامل معها على ضوء ما هو مبيت ومخطط لتنفيذه من إجراءات غير ديمقراطية في القادم من الأيام
.
تلك هي أسباب ما حصل... أما خطورته فهي تتعدى كل هذا المشهد... وسواء صح هذا التحليل أو لم يصح... فإن الخطورة تكمن فيما كشف عنه هذا الحدث من أن هناك سلطة خفية قد اختزلت الدولة في ذاتها حتى أصبحت ترى نفسها فوق الأمة وإرادتها.. وفوق القانون وسلطانه... فهي الآن ـ عند نفسها ـ القانون الأعلى الذي يجب أن تنصاع له كل القوانين وتخضع له رقاب كل المواطنين... فلم تعد هناك قوانين تمنعها ولا مؤسسات تردعه... والأخطر من ذلك هو أن هناك من أبناء وطننا ومن بني جلدتنا من بات يستمرء أساليب الدول القمعية والبوليسية التي تدعوه لأن يمد يده على مواطنين آخرين من بلده كل ذنبهم أنهم يجتهدون في خدمة وطنهم وفق ما يرونه محقق لمصلحته والبطرق السلمية... وما علم هؤلاء أنهم بفعلتهم هذه قد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مرتزقة تأتمر بأمر الفاسدين... وكرابيج تلهب ظهور شعبهم الذي ينتمون إليه... وكل ذلك يتم بدعم وإسناد وتأييد من تلك السلطة الخفية وبيد من يفترض فيهم حماية الناس وحفظ أمنهم وليس إرهابهم وتعذيبهم
.
ما حصل كما تقدم هو جس نبض لما هو قادم... والقادم هو الأسوء ما لم يتم ردع الأفكار الشريرة التي تسيطر على عقول البعض... وما لم ينهض العقلاء والحكماء لتدارك هذا الوضع
.
إن المطالبة بإطلاق بشار مطالبة ناقصة وقاصرة... فما وقع لبشار هو جزء صغير جدا من قبح المشهد العام... والمطلوب الآن لتطبيب الجراح.. وترسيخ شعور كل مواطن بالأمن والإستقرار.. وحفظ دولة المؤسسات.. هو تسليم كل من مدت أيديهم بالسوء على جاسم وبشار إلى القضاء ليأخذوا جزاءهم العادل وعقابهم الرادع حتى يكونوا عبرة لغيرهم... وحتى يأخذ الحق والعدل مجراه... وبغير ذلك فعلينا العوض في دولة القانون ودولة المؤسسات... وهذه الأمانة معقودة في أعناق ممثلي الأمة
.
تبقى هنا همسة أخيرة في أذن كل مسؤول عما حدث وكل من مد لسانه بالإهانة أو يده بالضرب... تذكر أنك لست مخلد فيما أنت فيه... وأن الدوائر التي دارت على غيرك ستدور غدا عليك... فإن أعانتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك... وتذكر دعوة المظلوم التي أقسم الله بعزته وجلاله لينصرنه ولو بعد حين... وتذكر أخيرا أن ما نعيشه في هذه الدنيا هو طرف من الحياة وأن الآخرة خير وأبقى... اللهم بلغت اللهم فاشهد
.
وتستمر مطالبتنا بالحرية لبشار الذي لا يزال يبيت في أحضان سجنه
قلوبنا معك... ودعاؤنا لك

Monday, August 20, 2007

لبيك يا وطن

تحديث عاجل جدا جدا في الأسفل
.
أمن الدولة يعتقل بشار الصايغ (مدير موقع الأمة دوت أورغ) والصحفي جاسم القامس وتم تعذيبهم والاعتداء عليهم
هذا نص الرسالة التي وصلتني ليلة البارحة
.
ذكرت في إحدى مقالاتي أنه: عندما يقيد الحق بأغلال السكوت ويسجن في ظلمات الصمت.. يكون الوطن بأسره رهين الحبس بمعتقلات الباطل... فإن عزفنا عن قول كلمة الحق وأعرضنا عن الصدع بها أصبحنا جزء من هذا الفساد الذي ينخر بسوسه كل مفصل من مفاصل البدل ومؤسساته... فواجبنا أن نطلق هذه الكلمة من عقالها... حتى لا نكون في زمرة الشياطين الخرس... وحسبنا في ذلك أننا على طريق الحق.. طريق الوطن
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكني أعلم أن ما حصل لهم لا يعنيهم وحدهم إنما يعنينا جميعا... فهذه رسالة موجهة ونحن جميعا المقصودين بها... وهي تحتاج منا إلى جواب... فإن لم نرد عليها بما تستحق من ردة فعل... استفحل شرها وتطور أمرها حتى تصبح ظاهرة جديدة من ظواهر الفساد في هذا البلد... وعندها سوف نكون جميعا على طريق جاسم وبشار
.
فما حصل ليس سوى مقدمة لما يعد له في قادم الأيام... وهذا هو بالون الاختبار الذي تقاس به ردود الأفعال ومدى ارتفاع سقفها... فعلينا أن نفهم ما جرى وفقا لهذا السياق... ونتعامل معه على هذا الأساس
.
ولمن أراد حفظ أمن الدولة نقول له: ممن تحفظونه؟؟... منا نحن؟؟... بل نحن الأولى بحفظه ممن ألقوه في أحظان الفساد وممن تكاثروا حول زبانيته
.
لا أعرف جاسم ولا أعرف بشار... ولكن ما أعرفه الآن أكثر من أي وقت مضى أن هذا الوطن بات رهين الخطف من زبانية الفساد ورهين الحبس في معتقلات الباطل... وهو يستجدي أبناءه لإنقاذه ممن خطفوه... فهل من ملب لهذا النداء؟؟
***
اليوم الساعة 6 مساء في جنوب السرة أمام مبنى أمن الدولة
نقولها بصوت واحد... لبيك يا وطن
والحــــــــريـــة لبـــشــــار
***
تم تحويل بشار إلى النيابة العامة حيث بدأ إضرابا عن الطعام لحين الإفراج عنه وإطلاق سراحه... وعليه تم تحويل التجمع من أمام إدارة أمن الدولة إلى مقر التحالف الوطني بالروضة في تمام الساعة السابعة مساءا

Saturday, August 18, 2007

رقابة الإبداع... وإبداع الرقابة

هذه وقفة قصيرة ـ قبل العودة لقضايا السياسة ـ مع موضوع (الإبداع والرقابة) والذي لا يكاد ينتهي فيه الحوار والجدال حتى يتجدد مرة أخرى
فما هي الرقابة؟... وما هو الإبداع؟
.
أما الإبداع فهو بجملة بسيطة: الخروج عن المألوف... ولكن هل كل خروج عن المألوف يعتبر إبداعا؟؟
.
وهذا التساؤل هو ما يجعلنا بحاجة دائمة لإحياء روح الإبداع وإنقاذ لمضمونه الحقيقي من الطمس والتشويه... وهو الذي يطالبنا بدعم المبدعين وإيجاد البيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم وحمايتهم من الدخلاء والمتطفيلن على موائدهم ممن تركوا ما ينفع الناس واتخذوا من شعار (الإبداع) مطية لهم في سعيهم وراء المساحات (المثيرة) والمناطق (الساخنة) التي يتوسلونها لتحقق لهم الشهرة والصيت، على حساب كل شيء وأي شيء... فذلك ليس من الإبداع إنما هو العبث المسئ للإبداع والمبدعين
.
فالإبداع ـ من وجهة نظري ـ لا يدخل في مضمونه التعدي على الثوابت أو التحلل منها.. وليس من لوازمه الخوض في كل المساحات والمناطق دون حدود... والمبدع الحقيقي ـ كما أراه ـ هو الذي يتحلى بروح المسؤولية ويعي حقيقة الدور المنوط به ويستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه في كل ما يقوم به أو يقدم عليه من أعمال
.
أما الرقابة... فلا أعني بها هنا (المؤسسة الرقابية)... وإنما المفهوم أو المعنى المتمثل في إجراء عملية المراجعة والتدقيق للعمل قبل نشره أو عرضه على الآخرين... وهذه المراجعة يمارسها الإنسان في الغالب بشكل ذاتي وتلقائي.. وهي نابعة بالأساس من حسه بالمسؤولية تجاه الجمهور من ناحية، وسعيه إلى التميز من ناحية أخرى... وهنا يتجلى إبداع الرقابة.. الذي يمارسه المبدع ذاتيا.. ليكمل به عمله الإبداعي
.
وفي مجال الحديث عن الرقابة ليس المهم بشكل أساسي الشكل الذي تتخذه أو النمط الذي تتبعه... وسواء كانت ذاتية أم أنها تمارس من خلال مؤسسة... ولكن ما يهم فعلا هي الضوابط المعتمدة للمكلف بممارستها... والتي لا يجوز لأحد اختراقها تحت ذريعة الإبداع... وذلك حماية للمجتمع وثوابته... وتصحيحا لمفهوم الإبداع وحفظا لقيمته... واحتراما لمكانة المبدع وتقديرا لمنزلته
.
فهناك من المواضيع ما تكون بطبيعتها، أو بالنظر لدرجة حساسيتها، أو بسبب أهميتها وخطورتها على كيان المجتمع، تتطلب ألا يكون تناولها مباحة ومستباحة لكل من أراد أن يخوض فيها دون أن يكتمل عنده العلم الذي يؤهله لذلك... وبالكيفية، والطريقة، والأسلوب، والمكان المناسب والملائم لطرحها وعرضها
.
فالإبداع وإن كان هو الخروج عن المألوف... إلا أن ليس كل خروج على المألوف يعتبر إبداعا
.
وللحديث بقية

Tuesday, August 14, 2007

كذبة الإصلاح

تدرجت الأوصاف والنعوت التي أطلقت على رئيس الوزراء الحالي تنازليا ابتداءا من إصلاحي... إلى صاحب توجهات إصلاحية... مرورا بأنه يحمل نوايا إصلاحية... وأخيرا (وليس آخر كما يبدو): المدعو بالإصلاحي
.
لا أعرف الرجل ولا أكن له أي شعور سلبي على المستوى الشخصي.. وهو كما يتداول دمث الخلق كريم الطباع وعلى درجة عالية من الأدب و(الذرابة)... كما أنني لا أشكك بنواياه على الإطلاق... ولكني لم أسلم في أي يوم من الأيام بأنه قادر على الإصلاح... لأن تحقيق الإصلاح بالنسبة لي يتطلب مواصفات أخرى غير ما ذكر... فالتنمية ومكافحة الفساد في نهاية المطاف مشروع له آلياته ووسائله التي لا يتحقق إلا بها... والأخلاق العالية والنوايا الحسنة ـ على الرغم من أهميتها ـ غير كافية بذاتها لإنجاز هذا المشروع
.
الإصلاح ثقافة قبل أن يكون نوايا أو توجهات أو إدعاءات... والإصلاحي صاحب المشروع التنموي يجب أن تكتمل عنده جوانب هذه الثقافة أولا قبل أن يطلق عليه هذا الوصف... ثم يفترض فيه أنه يقود فريق عمل يمتلك تصورا واضحا لما هو بصدده... أي أن يكون عارفا بمكامن الفساد ومواطن الخلل... ولديه الخطة اللازمة لمواجهتها... وعنده القدرة والجرأة على تطبيقها... وماض دون تردد أو تراخي في تحقيق أهدافها المرحلية والنهائية... لأن انعدام وجود الخطة والأهداف أو عدم واقعيتهما أو عدم الجدية في تطبيقها يعني أن العمل قائم على الإرتجال والتخبط وهي بلا شك إحدى أسباب الفشل والإندثار
.
ومشكلة رئيس الوزراء ـ كما يبدو ـ أنه لا يمتلك لا تصور ولا رؤية ولا خطة ولا فريق العمل... فمن أين إذا جاء الزعم بأن الرجل إصلاحي؟
.

سؤال أخير: أفلا يتحمل من سوق وروج لهذه المزاعم ـ وهو يعلم منذ البداية ببطلانها ـ مسئولية تضليل الشعب؟؟

Friday, August 10, 2007

الشرعية الشعبية... والشرعية الرسمية

بالعودة لحديث السياسة أقول: إن الحكومات الكويتية تعين وفقا للإجراءات الواردة بالدستور... إلا أن هذه الإجراءات التي تمنحها (الشرعية الرسمية) غير كافية بحد ذاتها لأن تكفل لها الغطاء الشعبي المؤيد والداعم لبرنامجها (إن وجد)... وهذا الغطاء هو ما أطلق عليه هنا (الشرعية الشعبية) التي لا غنى لأي حكومة ديمقراطية عنها لتثبيت دعائم حكمها.... إلا أنه من الواضح أن الحكومات الكويتية المتعاقبة تعاني من فقد لهذه الشرعية بسبب ابتعاد الجمهور عنها وإنفضاضه من حولها... ويرجع ذلك في تقديري إلى أمرين رئيسيين هما: ضعف الأداء العام، وضعف مصداقيتها بمحاربة الفساد... وهو ما يساهم بشكل فعال في دعم رصيد معارضيها، ومدهم بالتأييد الشعبي، وتقوي حناجر رموزهم عند الهجوم عليها... ويجعلها في المقابل تعيش حالة عدم الإستقرار الدائم، ويعرضها للإهتزاز وفقد التوازن أمام أي مواجهه مهما كانت بسيطة
.
ولا سبيل أمامها لكسر عزلتها وتجاوز أزمتها إلا برفع مستوى أدائها الذي سيرتفع معه تلقائيا مستوى مصداقيتها... ولعل في التجربة التركية ما يؤكد ذلك... فحين قدم حزب العدالة والتنمية النموذج في السلوك وفي الأداء، وجد الناس فيه بغيتهم، خصوصاً حين أدركوا أنهم أصبحوا أفضل حالاً في ظل حكمه... لأن الحزب استند إلى "شرعية الإنجاز" فأيدته الأغلبية... ولم يأبه الناس لكل الضجيج الذي أثاره المتطرفون العلمانيون حول خلفيته الأيديولوجية... حتى أن عقلاء العلمانيين لم يجدو غضاضة في التصويت له رغم منطلقاته الإسلامية في بلد تعتبر العلمانية فيه دين وليست مجرد مشروع سياسي
.
هذا الكلام لا أنشره هنا دعاية لحزب العدالة والتنمية... فليس شأني أن أسوق لحزب تركي وأنا بالكويت... فضلا عن أنه في غنا عني وعن دعايتي ... ولكني أردت به القول: إن تعزيز مكانة الحكومة وجذب التأييد الشعبي لها لا يتأتى إلا بالتصالح مع المجتمع... وهذا لن يتحقق إلا إذا أدرك الناس أن استمرار هذه الحكومة مفيد لهم... فشعبية أي حكومة مرتبطة بحجم إنجازاتها في مجالات التنمية ومحاربة الفساد... وعندها لن تحتاج هي للدفاع عن نفسها والرد على مزاعم معارضيها مهما ارتفعت أصواتهم... لأن من سيتولى تلك المسؤولية عنها هم الناس الذين سيلتفون حولها ويمنحمنها (الشرعية الشعبية) القادرة وحدها على مواجهة المعارضة ورد هجومها ـ خاصة إذا كان هذا الهجوم في غير محله
.
وهذا بالضبط ما أثبتته التجربة التركية... فبرغم ضرواة الحملات التي شنها معارضو حزب العدالة والتنمية ضده... إلا أن رده عليهم لم يكن بالكلام بل كان بالإنجازات التي تحققت على أرض الواقع... وهو ما جعله في النهاية يقبل بثقة الإحتكام إلى الشارع وإلى قواعد اللعبة الديمقراطية التي أنصفته على معارضيه لأنه إستطاع أن يقدم ما عجزوا عن تقديمه
.
فهل الحكومة الكويتية حريصة على كسب (الشرعية الشعبية) القادرة على تثبيت دعائمها؟... أم أنها مكتفية (بشرعية مرسوم التعيين) الذي لم ولن يمنع سقوطها المتكرر وإعادة تشكيلها أكثر من مرة؟
.
المكتوب بالون الأزرق مقتبس بتصلاف بسيط عن مقال للأستاذ والكاتب المحترم/ فهمي هويدي بعنوان:( أجراس الحدث التركي ورسائله) والمنشور في موقع الرواق

Monday, August 06, 2007

حتى يكتمل حبنا للكويت

كنت أنوي الاستمرار بكتابة بعض المقالات التحليلية حول الوضع السياسي... إلا أن جولة سريعة وقصيرة في بعض المدونات الزميلة والصديقة والعزيزة والحبيبة أوجدت عندي أولوية أخرى دفعتني لإرجاء ما انتويت الكتابة عنه إلى موضوع آخر أراه الأخطر والأولى بالاهتمام والكتابة
.
من فضائل حرية الفكر أنها توسع آفاق العقل ومداركه وتفتح القلب وتمد في رحابته... ومن هنا فهي على الدوام تقبل بالآخر.. وتسعد به... بل وتسعى له إن لزم الأمر... وتتطلع له بعين التسامح... لأنها تنشد التفاعل الإيجابي معه... ولذلك تقبل عليه إقبال صاحب الحاجة والباحث عن الضالة
.
أما النظرة القائمة على تقسيم العالم إلى خير وشر، وأنصار وخصوم، على قاعدة:"إن لم تكن معي فأنت ضدي".. فهي نظرة تعسفية متطرفة، "تتجه بنا بقوة إلى تنزيه الذات وتدنيس الآخر... وتفقد الفرد القدرة على التحليل والتفكير، وتسقط من حسابه التضاريس التي لا يخلو منها كائن أو مجتمع أو وضع أو حتى خصم... فالحقيقة نسبية.. ولا يملكها إلا الله.. وقد وزعها على عباده بنسب متفاوتة ليحتاجوا إلى بعضهم، ويتكاملوا حتى وهم يتصارعون"*ا
.
ما يدفعني لهذا الكلام هو ما تشهده الساحة بين فترة وأخرى من تصاعد لحرب السباب والاقصاء التي يذكيها (بعض) من نحب ضد (بعض) من نحب... حتى وصل الأمر في (بعض) مراحله لدرجة ممارسة التخوين ضد بعضنا... وكل ذلك يتم على خلفية الاختلاف والصراع بين التيارات السياسية... وهو ما يكشف الدرجة التي وصلت إليها العلاقات بين (بعض) الأطياف داخل هذا المجتمع (لا سيما بين الأوساط الشبابية فيه)... "حيث لا إيمان إلا بالذات (الأنا)، ولا مكان للمغايرة (أي الآخر)"*... حتى بلغت (بعض) هذه الحملات درجات من الاتهامات لم يكن متوقع أو متصور صدورها عن أبناء الوطن الواحد الذين عاشوا في هذا المجتمع وخبروا بعضهم في الشدائد والمحن... وهو الأمر الذي يحزن له القلب، وتدمع له العين، وتفزع به النفس، ويقلق له العقل والفكر
.
إننا بذلك أيها الأخوة والأصدقاء نضعف مجتمعنا ونسيء إلى بلدنا... فهذه ليست حرية فكر ولا حرية تعبير... لأن الحرية تفضي إلى الرحابة والسعة.. أما هذه الممارسات فهي لا تعني إلا ضيق الأفق والعقل والصدر... المؤدية في النهاية إلى الضيق بالآخر واقصائه
.
إننا بحاجة إلى استبدال النهج الذي يقصر علاقتنا بالأخر بسوء الظن به والهجوم عليه (فقط).. ويحصر مساحة التخاطب معه باللمز والغمز والتنابز والإتهام والطعن.. إلى إنتهاج سبيل الحوار والنقد الموضوعي الذي لا يسقط في الثلب والتشويه وتغيب الحقائق والإيجابيات... إننا بحاجة للخروج من عقلية الصراع والنزاع إلى عقلية التنافس الشريف التي تقودنا جميعا لخدمة الوطن وتدفع بكل منا لإخراج أفضل ما عنده وإظهار أفضل ما فيه من أجل هذه الغاية... ونحن جميعا وبالتأكيد نمتلك أفضل من السباب والشتيمة وتبادل الاتهامات
.
إننا بأمس الحاجة إلى مبادرة تطرح صيغ للتعاون تنهي الحرب الأهلية الصامتة في كثير من المواقع واللملتهبة في مواقع أخرى... فهذه ليست حربنا... فحربنا التي تستحق أن نخوضها من أجل هذا الوطن هي حرب المحبة والتفاهم والتعاون وغرس الثقة فيما بيننا
.
نريد أن نفسح المجال لبعضنا... نريد أن نسعى لأن نسمع الآخر ونصغي إليه... نريد أن نخرج من حالة الانتقائية في تقيم المواقف والأشخاص إلى حالة الموضوعية التي تضع الجميع أمام مسطرة واحدة للقياس... لنشد ـ من بعدها ـ على يد من أحسن ونأخذ بيد من أخطأ
.
إننا باختصار أيها الأخوة والأصدقاء كويتيون... لا يحتاج أي منا لإثبات ولائه لهذا الوطن... فكل منا له رصيده الذي يشهد له بذلك.. ومن العار علينا أن نزايد على بعضنا في هذا الشأن... وكل ما نحتاجه هو غرس الثقة... لتنبت تعاونا فيما بيننا، وتزهر ودا لبعضنا، وتثمر حبا يجمعنا... فبهذا الحب يكتمل حبنا لوطننا الكويت
.
العبارات الواردة بين قوسين والمنتهية بعلامة (*) هي عبارات مقتبسة من الأستاذ/ صلاح الدين الجورشي

Friday, August 03, 2007

حديث الإفك

أرجو بأن يكون ما أشيع بهذا الصدد غير صحيح ـ إلا أنه مع كل عودة لحديث الإفك المتمثل بتداول أطراف بالسلطة لخيار الحل غير الدستوري للمجلس، يتبادر إلى الذهن سؤال يلح علي دائما وهو: لماذا لا تحفل السلطة بهذا الشعب؟ وما هو سر لا مبالاتها به عند التفكير أو اتخاذها لمثل هذه القرارات؟
.
الدكتور المحترم/ عبد الله النفيسي في كتابه (الكويت: الرأي الآخر) يعزو السبب في هذه الظاهرة إلى: الصمت الذي أصبح من التقاليد العريقة لمجتمع الكويت تماما كالتزاحم على الأعراس والمآتم (على حد تعبيره).. وهو يحللها بالقول: أن المشكلة الرئيسية التي تعتبر صفة غير محمودة في الشعب الكويتي بكافة فئاته أنه عندما تواجهه السلطة بمكابرتها الاعتيادية يصمت صمتا رهيبا ثم يبدأ الكويتيون يتشاغلون بأنفسهم، يخدشون بعض، يتهمون بعض، يأكلون بعض، ويزايدون على بعض، لكنهم في كل الحالات لا يواجهون السلطة المسبب الرئيسي لوضع من هذا النوع. ونظرا لذلك لا تأبه السلطة لهم
.
هذا الكلام ذكره النفيسي عام 1978 حيث صدر كتابه المذكور في لندن، والذي كتب في إهدائه: من أجل اليوم الذي يصبح فيه صدور مثل هذا الكتاب في الكويت أمرا اعتياديا وطبيعيا.. ولكن يبدوا لي أن هذا اليوم الذي تمناه الكاتب لم يأتي بعد
.
وباستثناء بعض التحركات الشعبية المحدودة في حجمها الكمي ومداها الزمني ـ فإن مراجعة التاريخ تشير أن جل ما ذكره الدكتور النفيسي يجد تصديقا له في صدا الأحداث التي ألمت في واقع الحياة السياسية الكويتية والتي من أبرزها: تزوير إرادة الأمة في انتخابات عام 1967... والإنقلاب مرتين على الدستور في صيف عامي 1976 و1986... وفي إصرار السلطة على إعادة دعوة مجلس الخزي (المجلس الوطني) بعد التحرير عام 1991... دون أن يؤدي كل ذلك لما يستحقه من ردة فعل شعبية... فهل يا ترى وبعد مضي كل هذا الوقت وكل هذه التجارب: لا يزال الشعب الكويتي يتحلى بذات الصفات السلبية التي ذكرها النفيسي قبل 30 سنة؟ أم أنه تجاوزها؟... وهل لا يزال يحتفظ بمخزونه من الطاقة التي تمكنه من الصمت وكبت مشاعر السخط وعدم الرضا التي بلغت مداها بسبب سوء الوضع السياسي المتردي؟ أم أن هذا المخزون قد نفذ؟... وما هي المؤشرات التي تبعثها تجربة المدونات الشبابية والانتفاضة البرتقالية وأحداث ساحة الإرادة بصيف 2006؟.. أم أنها كانت أحداثا استثنائية عرضية لا يعول عليها ولا يحتمل تكررها؟
أسئلة يجب على السلطة أن تفكر فيها مليا وتسألها لنفسها ألف مرة قبل أن تقدم من جديد على الحنث باليمين وبالقسم الذي قطعته على نفسها باحترام الدستور وقوانين الدولة (وإنه لقسم لوتعلمون عظيم)... لأنه: إذا فات الفوت ما ينفع الصوت