Monday, May 28, 2007

أزمة تلد أختها... العقدة والحل

لا نكاد نخرج من أزمة إلا ونلج أخرى، حتى (أدمنا) الأزمات التي باتت معها الحياة السياسية تعيش حالة احتقان دائمة ومزمنة غير قابلة للإنفراج ومستعصية على العلاج، توقفت على إثرها عجلة التنمية.. فتخلفنا بمراحل عن دول كنا نسبقها بمراحل
.
حاولنا أن نتدارك الوضع فرفعنا (شعار) الإصلاح، فزاد الفساد واستشرى حتى أصبحت (البعارين) لا تقوى على حمله.. لأن الإصلاح (ببساطة) ليس شعارا فقط... وشاعت حالة من عدم الرضى والإستياء عمت الشارع... وطفق الجميع يبحث عن العقدة وحلها؟!.. فحُلَ المجلس وأعيد انتخابه فلم تنتهي المشكلة... ثم أقيلت الحكومة وأعيد تشكيلها.. وأيضا لم تنتهي المشكلة.. وظلت العقدة تزداد تعقدا وتعقيدا كل يوم
.
إذا أين تكمن العقدة؟
قد يرى البعض أن المشكلة بالنظام بمعنى (السستم) وهذا رأي له اعتباره وتقديره، إلا أنني أرى أن هناك ما هو أهم من النظام.. وهم الأشخاص القائمين على تسيير ذلك النظام، وطريقة ومعايير اختيارهم... فما عانيناه ونعانيه من فساد واحتقان سياسي سببه الرئيسي أن جميع القيادات التي يسند لها أمر إدارة البلاد على كل المستويات وفي كل المؤسسات يطبق في شأن اختيارها كل المعايير إلا معيار الكفاءة.. (فالقيادي) يتولى المنصب بسبب انتمائه العائلي أو القبلي أو الحزبي أو للموازنة بين أجنحة (الأسرة) أو لاستقطاب أشخاص واسترضاء تيارات أو غيرها من المعايير... أما الكفاءة فليست معيار معتبرا ولا سببا كافيا لتولي المنصب!!... فضلا عن ذلك فإن إطالة عمر صاحب المنصب على كرسية ليست مرتبطة بحجم ونوعية ما يحققه من انتاجية، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على رضى (المعازيب) ومدى ما يتمتع به هو من (مرونة) تؤهله للإستمرار.. ومن أبرز مواصفات المرونة المطلوبة.. أن يكون صاحب قدرة فائقة على التلون، ولديه مؤهلات عاليه في النفاق، ويتمتع بشخصية (خفيفة) الظل والدم (الله يلوع جبدة)... ولا يحبذ أن يكون من أصحاب الرأي والعزيمة لأن أمثال هؤلاء (ينشبون حق الواحد بالبلعوم)ا
.
والنتيجة
النتيجة أنه من الطبيعي أن تستمر هذه الحركة التراكمية والتصاعدية من الأزمات وأن ينتشر الفساد ويعم ويستشري.. لأنه (وبكل بساطة) البلد لم تعد تديرها الكفاءات لا (القوية) ولا (الأمينة)... وإذا كانت الكفاءات لا تدير فمن الذي يدير إذا؟ وما هي النتيجة المرجوة والمحصلة الطبيعية لهذه الإدارة؟
.
وما هو الحل؟
طريق الإصلاح معروف ومعالمه واضح لمن أراده، وهو لا يحتاج إلى عبقرية خارقة أو مجهود استثنائي غير عادي، وإنما كل ما يتطلبه توفر النية الصادقة والإرادة الراسخة، مع الأخذ بأسباب النجاح والفلاح، والتي من مقتضاها ولا زمها ذكر الحقائق كما هي ووضع الإصبع على الجرح، فلا سبيل لعلاج الألم إلا بذاك، وكما قيل: (الحقيقة قد تدمي أحيانا ولكنها دائما تخرج الدم الفاسد) فالإصلاح ـ في كل زمان ومكان ـ له نواميسه الخاصة التي لا يحيد عنها، فهو لا يكون إلا (بالقوي الأمين) و (الحفيظ المكين) وبوضع الشخص المناسب ليحتل المكان المناسب، أما دون ذلك أو سواه فلن يكون إلا حرثا بالبحر.. وثقلا إضافيا لن تقوى (البعارين) ولا غيرها على حمله
.
لا حل إلا بإنهاء الخيانة
لأن هذا الأمر يقع على درجة عظيمة من الأهمية نظرا لآثاره البالغ على الدولة والمجتمع والأفراد... فقد اهتمت الشريعة به اهتماما استثنائيا، حيث روى الحاكم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من وُلىَ من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يَجدُ من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله"... وهذا الحديث خطير جدا لأنه ساوى بين الخيانة العظمى لله ورسوله وبين تولية شخص نعلم أن هناك من هو أكفأ وأكثر تأهيلا منه (سواء على مستوى القوة أو الأمانة)... ولذلك لا يمكن تحقيق الإصلاح المنشود، وإنهاء حالة الإحتقان التي أشرنا لها، وتسيير عجلة التنمية، إلا بإنهاء هذه الخيانة على الفور
.
نسأل الله لنا ولكم ألا يجعلنا في زمرة الخائنين له ولرسوله وللمسلمين.. قولوا أأأأمين

Thursday, May 24, 2007

كل يعمل على شاكلته

المراقب لأنماط سلوك بعض السلبيين لا تفوته ملاحظة ما يتمتعون به من (طاقة كامنة) ذات مواصفات خاصة، تجعلهم دائما على أهبة الإستعداد وفي قمة التحفز للانقضاض السريع على أي مبادرة إيجابية قبل أن (يستفحل) أمرها،... بل إن الكثير منهم جعل (همه) نشر (رسالة السلبية) بين الناس، وحمل على عاتقه مسئولية الدعوة لها والتبشير بها... فتراه في تفكير مستمر وسعي دائم وعمل دؤوب لملاحقة أي عمل إيجابي وتطويق (آثاره) والإجهاز عليه في مهده قبل أن (يتفشى) بالمجتمع... فهم كما وصفهم عميد الأدب العربي طه حسين:"لا يعملون ويؤذي نفوسهم أن يعمل الناس"ا
.
ولعل السئوال الذي يطرح هنا... لماذا؟
يجيب محمد بن راشد على هذا السئوال من خلال كتابه (رؤيتي) بالقول:"لأن البعض يعتقد بأن إعاقته للركب أسهل من اللحاق به... لأنه يعتقد أنه لا يستطيع أن ينافس الآخرين"... ولذلك فإن هؤلاء يمتلكون مواهب خاصة في فن إعاقة الحركة ووضع العصي بالدواليب... بل إنهم لا يكتفون بذلك ويسعون إلى توسيع مساحة مشروع سلبيتهم وتسويقه بالقضاء على روح المبادرة، والحث على (فضيلة) الكسل، والتحفيز على قهر الإبداع، حتى يتحقق لهم تكريس الإحباط واليأس، فيعزف الجميع عن السباق والمنافسة ويقبلون بالركود والقعود
.
هناك مسئولية يتحملها هؤلاء ممن عرقلت سلبيتهم العمل الإيجابي... وهذه المسئولية تقتضي منهم المسارعة في تغيير سلوكهم بتحويل طاقاتهم السلبية (المُعَطلة) للعمل، إلى طاقات إيجابية (دافعة) له، أما إذا استمروا في هذا المسلك فلا نملك إلا أن نقول لهم:"إعملوا فكل ميسر لما خلق له"...و" كل يعمل على شاكلته"ا

Tuesday, May 22, 2007

رسالة وتعليق

أبدأ بالتعليق
وأقول لمن يبحث عن الجمال والإبداع أنها: كانت لوحة فنية رائعة رسمتها ريشة فنان يمتلك ناصية الإبداع، وله عبقرية خلاقة فذة، وقد امتلأت روحه بالأحاسيس والمعاني الإنسانية النبيلة
.
لم نكن نقرأ ما كُتِب بقدر ما كنا نحسه ونشعر به، وكأن هذه الرموز الجامدة (التي تسمى كلمات) والظاهرة على الشاشة الالكترونية قد صُورَتْ لنا بشرا سويا.. حتى ظننا للحظة أن الكلمات هي التي باتت تكلمنا.. فكمية المشاعر التي صيغة بها بعثت فيها الحياة وجعلتنا نعيش معها وكأننا جزء من هذا المشهد الذي أُبدِعَ تصويره
.
أيها المبدع حَلقْ
استمر بالضرب بأجنحة الخيال والإبداع.. وحلق في سماء هذه المشاعر الإنسانية السامية.. وخذنا معك.. أخرجنا من هذا الواقع المرير ومن رتابةِ وهموم الحياة اليومية الجافة اليابسة.. وانقلنا إلى آفاق أوسع وأرحب.. إلى مساحات إنسانية خضراء يانعة، تظللها سماء زرقاء صافية، لا يكدر صفاءها غبار السياسة الخانق.. إنقلنا إلى روضات المشاعر الجميلة، التي تطير وتغرد على أشجارها أطيار العواطف والأحاسيس النبيلة، وتتفتح فيها ومن حولها ورودُ وأزهار الحب العفيف، وتجري خلالها أنهار وجداول العطاء، لنرشف منها رشفة هنيئة تعيننا على إكمال المسير إذا رجعنا إلى رمضاء واقعنا... فما أحوجنا إلى أن نطفئ ضمأ أرواحنا العطشى من هذا المَعين الصافية
.
كثيرة هي الأفكار التي تتقافز وتتدافع في ذهني وأريد أن أعبر عنها إلا أن العبارات لم تعد تسعفني، وشح معي مخزون الكلمات والمفردات حتى كاد يجف وينضب، وليس أمامي في النهاية إلا أن أقول لك يا صديقي العزيز الله يهنيك ويهنينا فيك.. ويخرب بيت اللي زعلك ياعم:)
.
ما تقدم كان تعليقا على موضوع (سيدة البشر) المنشور في مدونة شراع كويتي لزميلنا (عبد الله) بتاريخ 20/5/2007
وأعيد نشره هنا تقديرا لإبداعه... فلكل من يبحث عن الإبداع والجمال أقول لا تفوت على أنفسكم فرصة زيارة هذه المدونة المتميزة والاستمتاع بكل ما فيها
.
أما الرسالة
فهي لمن يبحث عن الخير لنفسه ولوطنه... فقد أطلق زميلنا الطارق من خلال مدونته مبادرة وطنية تستحق الإشادة والدعم والمؤازرة، وهذه الرسالة أوجهها لكل من يقرأ هذه الكلمات من أبناء وطني أدعوهم فيها بأن يتفاعلوا بإيجابية معها وأن يدعو غيرهم للتفاعل.. فالدال على الخير كفاعله... ولمزيد من التفاصيل أرجو مراجعة مدونة الطارق على العنوان التالي
.
وعاش شباب بلادي الوطني المبدع

Saturday, May 19, 2007

خواطر على هامش الذكرى الأولى لانتفاضة الإرادة

الخاطرة الأولى: على مشارف ساحة الإرادة
هناك وقفت لأتذكر.. في مثل هذه الأيام من العام الماضي زحف (شباب) بلادي إلى هذه الساحة... لم يأتوا سويا... بل (تسابقوا)... ولكنهم جاؤو جميعا... فمنهم من سبق... ومنهم من لحق... فحق للسابقين أن نحفظ لهم فضلهم... ووجب للاحقين ألا نبخسهم حقهم...ا
هناك احتظن الوطن أبناءه الذين تعاهدوا على نصرته ... وهناك انصهرت في احضانه كل الأطياف لتشكل السناء البرتقالي الواحد الموحد الذي أشرق بنوره فأضاء سماء هذا الوطن... هناك كان (شباب) بلادي (ينشدون) و (يغنون) سويا... هناك وقفوا وقفة (واحدة)... وقالوا كلمتهم (الموحدة)... فردد الجميع من بعدهم (آمين)...ا
فهل من (وقفة) وهل من (كلمة) نجدد فيها العهد على النصرة؟... وهل من سناء يبعث من جديد ليضيئ سماء هذا الوطن؟
*****
الخاطرة الثانية: شباب الإرادة.. أنتم مكامن الحرية
فما هي مكامن الحرية؟
يصفها الأستاذ الدكتور/ عثمان عبد الملك الصالح (رحمه الله رحمة واسعة) بقوله أنها: ضمائر حية، وقلوب زكية، وعقول ذكية.. فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع، ولا قوانين تردع، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر... أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر والأفئدة والأذهان.. فليست بحاجة إلى دساتير ولا قوانين ولا محاكم.. لتنبت شجرة.. تورق الخير، وتزهر المحبة، وتثمر الأمان.. وارفة الظلال ناشرة للعدل.. يحصص الحق فوقها ويصدع.. ويزهق تحتها الباطل ويدمغ.. فتولي من حولها أبالسة الأخلاق وشياطين المنتفعين فزعة مذعورة هاربة.. فتسارع إلى ساحاتها أخلاق الحرية ومبادئ المساواة في موكب مهيب.. أمامه الشجاعة والصدق.. ومن خلفه الأمانة والوفاء.. ومن بين يديه الرحمة والمحبة والعدل.. شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية، يغمرها نوران.. نور الحرية والعقل.. ونور المساواة والعدل
فهنيئا لكم ياشباب الإرادة ما نلتوه وحزتوه من الشرف.. وهنيئا لنا بكم
*****
الخاطرة الثالثة: ماذا بعد؟
إن الأصل في إحياء أي ذكرى هو في استحضار مضامينها وإحياء معانيها، وليس أرقام التواريخ أو أماكن الأحداث... ولقد كانت انتفاضة الإرادة ـ بكل معنى الكلمة ـ نقطة مضيئة وتجربة مثيرة تستحق الاعجاب والتقدير.. والواجب علينا اليوم أن نكون أوفياء لهذه التجربة (كيف؟) وذلك بحسن الاستفادة منها (كيف؟) من خلال االعمل على مراجعتها وتقيمها لاستخلاص الدروس، وجني العبر، وتلافي الأخطاء، كمقدمة ضرورية لإعادة رص الصفوف استعدادا للجولة القادمة على طريق الإصلاح... وتحقيق ذلك ـ بلا شك ـ يتطلب عملا جماعيا يستوجب (التعاون) ويستحث جهود (كل الشباب) الذين شاركوا في صنع وصياغة هذه الأحداث... فهل أنتم فاعلون؟

Wednesday, May 16, 2007

وهم ديمقراطية الشتائم

عطفا على ما كتبته بالأمس وتزامنا معه أقام أعضاء مجلس الأمة (الأفاضل) حفلا للشتائم والسباب والتنابز بالألقاب (النيابية).. حيث تسابق المشاركون فيها وتنافسوا في إلقائهم للألفاظ البذيئة والاتهامات المهينة.. كل بحسب طاقته وما يتمتع به من قدرات... وقد أظهر البعض منهم تفوقا ملحوظا ونبوغا ملموسا على من سواه... وهذا بالتأكيد يعكس عمق الثقافة التي يتمتع بها بعض نوابنا (الأفاضل) من ممثلي (الأمة)... والذين أضافو لنا في نفس يوم ذكرى نكبة الأرض والشعب والقضية والهوية.. ذكرى جديدة لنكبة جديدة هي (نكبة الأخلاق البرلمانية)... ومن مآسي الصدف القدرية أن يتوافق هذا (الحفل) مع ذكرى مرور العام الأول على أحداث ساحة الإرادة البرتقالية...ا
************
كتبت الأستاذة الفاضلة/ سعاد المعجل مقالا خفيفا ظريفا لطيفا بجريدة القبس عدد يوم أمس الثلاثاء 15/5/2007 بعنوان (الزمن.. مجرد وهم) جاء فيه أن:" الذي يحدث في السلوك البشري أن الإنسان يقضي حياته إما مسترجعا ذكريات ماضيه.. وإما أن يرسم بعقله صورة للمستقبل الذي يريده.. وفي كلتا الحالتين فهو يحبس نفسه داخل دائرة زمن لا وجود له أساسا.. أو أنه انقضى وانتهى."... ا
وتضيف الكاتبة:" نحن جميعا وبكل أسف لا نعرف كيف نعيش اللحظة الحاضرة.. لذلك فالانسان لا يستمتع بشيء على الاطلاق، لأنه يعيش وعقله يهرول بين الماضي والمستقبل، فيبقى دائما أسيرا لوهم الزمن!"انتهى
نحن من جانبنا وخروجا من هذا الوهم (وهم الزمن).. ومحاولة لتخفيفا الإحتقان السائد بين أعضاء مجلس الأمة (الأفاضل) المشاركين بمنافسات إحياء حفل الشتائم (النيابية) الرائعة يوم أمس... نتوجه لهم بالدعوة بأن يحاولو خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن يتخففو ولو قليلا مما يثقل كواهلهم من أمانة حمل هموم ومسئوليات (الأمة)... وأن يتناسو شتائم الأمس (البعيد والقريب) ويطوو صفحتها... ويتوقفوا عن إشغال عقولهم بالتفكير فيما سيكيلونه لبعضهم من اتهامات في المستقبل.. وأن يستمتعوا بأوقاتهم الحاضرة.. فهذا بالتأكيد أفضل لنا.. وربما لهم أيضا... علنا نخرج بعد هذه الاستراحة القصيرة من أسر وهم ديمقراطيتهم (القبيحة)... ديمقراطية الشتائم الهابطة والاتهامات الباطلة... لأنها ليست ديمقراطيتنا التي نريد... ولا عزاء لشباب الوطن والإرادة في الذكرى الأولى لانتفاضته

Tuesday, May 15, 2007

نكبة الأرض والشعب.. والهوية.. خفقت قلب في الحنايا

كعادتها في مثل هذا الموعد من كل عام تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين.. أرض مغتصبة.. وشعب بين مشرد لاجئ وسجين محاصر...ا
موعد بتنا لا نكاد نذكره.. وربما نسيناه بالفعل.. ولم يتبقى له أي أثر عند الكثير منا.. فلم تعد هناك (قضية).. وهذه مع الأسف الشديد نكبة الهوية.. وهي شر البلية...ا
موعد لا زال يستحثنا لنبعث الحياة في عروقه من جديد ولنعيد معها الروح المفقودة لمعانيه ومضامينه...ا
موعد لمراجعة التاريخ واستخلاص العبرة منه "فمن ليس له تاريخ يعيش في التيه"ا
موعد للوقوف مع النفس متأملين ومتسائلين.. إلى متى؟ ماذا بعد؟ ماذا قدمنا؟ وماذا سنقدم؟.. فإن أقنعنا أنفسنا بأنه ليس بالإمكان أن نقدم شيئ في هذا (الزمن الأغبر).. فلا أقل من أن نتذكر هذا الموعد لنتأمل ونتفكر...ا
موعد لإعادة إحياء (القضية) الموؤدة في الضمائر.. لتعود معها الهوية المفقودة...ا
موعد نجدد فيه العهد بأننا:" لا نرضى بالسلم إلا حين نكون أحرارا في الداخل: قلبا ووجدانا، وأحرارا من الخارج في أرضنا وسمائنا وبحارنا.. أحرار لا يحتل شبرا من ديارنا عدو غاصب أو محتل دخيل.".. وعندها.. وعندها فقط نرضى بالسلام ونرحب به.. أما قبل ذلك أو دونه من مشاريع الهذيان العربي فأطلقو عليها ما شئتم من الأسماء غير إسم السلام.. فإذا فرض عليكم حتى هذا الإسم قسرا كما تضرب عليكم دائما الذلة والمسكنة.. فسموه (سلام الزمن الأغبر
وفي آخر المطاف.. أمنية.. ورجاء.. ودعاء.. ألا يطول هذا الزمن وأن ينجلي غباره عنا.. وأن ينتهي هذا المشهد الكئيب.. لتنتهي معه أحزان هذه الذكرى.. فلا نكرر القول بعد مرور عام (أو أعوام) بأنه:(في مثل هذا الموعد من كل عام تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين.. الأرض والشعب.. والهوية...).. وليس ذلك على الله بعزيز
هذه خفقتُ قلبٍ في الحَنايا ... ودِماءٌ قد تنزت من جِراحي
خطها نسرٌ جَريحٌ شامِخٌ ... نَهشتهُ الطير من كل جَناحِ
باتَ في الأقصى يناجي جُرحهُ ... يا لحطينَ تُباهي بصلاح
فمتى يَبسمُ للكونِ غَدي ... ومتى يُشرقُ للدُنيا صَباحي

ولنا موعد... وسنرجع

في الإسبوع القادم إنشاء الله لنا وقفة أخرى مع ذكرى جديدة... ذكرى شباب الوطن ولإرادة...فإلى لقاء قريب

ما كتب باللون الأزرق كان للشاعر يوسف العظم

Friday, May 11, 2007

حوار وأطراف

الحوار عملية تفاعل انساني فكري راقي... يهيئ لكل طرف فرصة التجول في عقل وتفكير الآخر والإستفادة بأفضل ما فيه فيتحقق بذلك الإثراء وتنضج معه الآراء... قد لا يؤدي إلى اتفاق مشترك... ولكنه يتيح لكل طرف أن ينظر للموضوع من زاوية الآخر وأن يستوعب مبرراته ودوافعه... وهذه مقدمة ضرورية لخلق أرضية مشتركة للتفاهم والتعاون.ا
وأطراف الحوار عقول متفتحة وقلوب منفتحة تملؤها الثقة بالنفس... وآية هذه الثقة استعدادها التام لتغيير آرائها وقناعاتها بقدر ما يظهر لها من الحقائق التي غابت عنها ووجدها الآخرون... فإذا انسدت آفاق العقل وأقفلت أبواب القلب تحولنا إلى صمت القطيعة البغيضة أو إلى صخب الجدال العقيم المسمى بحوار الطرشان (على طريقة برنامج الاتجاه المعاكس) الذي لا نجني منه إلا (عوار الراس)ا
الحوار بناء حضاري... وهو زينة المجاميع والمجتمعات المتحضرة لأنه لقاء بين أطراف تسعى للتعاون من أجل التنمية (على ما قد يكون بينها من اختلاف)... أما القطيعة فلا تحسن إلا بناء السدود وجدران الفصل العازلة للأفكار... الحوار ثراء وإثراء وما عداه إفلاس وخواء... فهلا خرجنا من الضيق بالآخر إلى سعة اللقاء به والحوار معه ؟
عندما أسأل: ما أجمل ما في الكويت؟ تكون إجابتي على الفور هي: وجود هذه المساحات الواسعة للحوار وتبادل الرأي والأفكار... ولكني أتسائل دائما هل أحسنا فعلا استغلالها ؟
بداية أسبوع سعيدة

Monday, May 07, 2007

ابحث عن المرأة

الأستاذ المحترم/ عبد اللطيف الدعيج اعتبر أن النساء الغير عاملات هم من :" العاطلات عن العمل والمتفرغات للبيت من (الحريم) أو الحاضنات البشرية التي ستكون مهمتها الانجاب والمزيد من الإنجاب..." و يرى الأستاذ/ عبد اللطيف أن صون كرامة المرأة والثروة الوطنية يكون:" بتحسين شروط عمل المرأة وبذل أكثر لمن تعمل أكثر بدلا من تبديد الثروة الوطنية على من تختار التعطل عن العمل واستهلاك خيرات الوطن وجهد الآخرين..."ا
كلام بوراكان المتقدم جاء بمقاله (ليش من جيب الحكومة..؟) المنشور بالقبس يوم الأحد 6/5/2007 وذلك بمناسبة تعليقه على اقتراح بقانون خاص بالمرأة مقدم لمجلس الأمة، والذي ينص في أحد مواده ـ كما يبدو لي ـ على منح (ربة البيت) بعض المميزات المالية
وكان الدكتور المحترم/ عبد الله النفيسي قد سبق له تناول هذا الموضوع منذ زمن بعيد حيث كتب في كراسة (العمل النسائي في الخليج الواقع والمرتجى) الصادرة عام 1986 عن دار الربيعان يقول:"من الأخطاء المنهجية التي يرتكبها بعض المهتمين بقضية المرأة تجاهلهم لأهمية العمل المنزلي ودور المرأة كربة بيت فعلا لا قولا. فلا ينظرون للعمل المنزلي والجهد الكبير الذي يبذل فيه على أنه مساهمة اجتماعية هامة ولا يقيمون اقتصاديا ما تقوم به ربة البيت."ا
ويضيف بومهند أنه:" آن الأوان لتقييم وتثمين دور ربة البيت تقيما اقتصاديا واجتماعيا يليق به. ولا بد من استصدار كافة التشريعات والقوانين لحماية ربة البيت وتسهيل مهمتها العظيمة الجليلة وتشجيع الفتاة على العمل المنزلي والابداع فيه..."ا
والسئوال الذي أطرحه في هذا الصدد ألا يمكن إيجاد صيغة مناسبة تكفل التوافق أو التكامل بين الرايين؟
هذا الأمر أتركه للقارئ العزيز
من جانبي أقول أنني بالتأكيد ضد إعطاء الهبات والمنح دون مقابل والإغداق على العاطلين (من الرجال أو النساء)... ولكني في نفس الوقت لست ميالا إلى تصنيف (ربة البيت) على أنها من العاطلات... مع التأكيد على أن ليس كل من جلست في بيتها بالضرورة ينطبق عليهاهذا الوصف، لأن عمل (ربة بيت) له مقتضياته واشتراطاته الذي يعطي لدورها أهميته الكبيرة والفعالة في عملية البناء والتنمية
الخلاصة أن هناك من خرجت للعمل فأحسنت وأضافت، وهناك من جلست في بيتها فأبدعت وأفادت، وكلا النموذجين مثل عطاء ودفقا جديدا ساهم في البناء... وهناك من تساوى جلوسها وخروجها لأنها في الحالين كانت عبئ على البيت وعلى المجتمع... وفي النهاية فإن الحقيقة الثابتة التي لا ينكرها أحد هي أن التنمية الحقيقية في أي مجتمع من المجتماعات لا يمكن أن تتحقق بدون مشاركة النساء (سواء في البيوت أو في سوق العمل) وهذا الأمر أخال أنه محل اتفاق بين كل من بوراكان وبومهند
سئوال أخير خارج السياق: لماذا دائما تكون النساء سبب في الخلاف بين الرجال؟
أيا كانت الإجابة فالله لا يحرمنا ولا يخلينا منهم... فنحن منهن وإليهن:) ودمتم

Saturday, May 05, 2007

سنين وأيام

مرور السنين والأيام يشكل ضغطا كبيرا علينا، وهذا الضغط هو الذي يجعلنا نشارك الأديب الإنجليزي د.هـ. لورنس أمنيته بأن:" ليت للإنسان حياتين... الأولى يرتكب فيها الأخطاء والحماقات، والثانية يتعلم فيها من أخطائه وتجاربه." وهذه الأمنية ـ مع الأسف الشديد غير قابلة للتحقق
إلا أن سيد قطب يؤكد على وجود وصفة سحرية تكفل لنا مضاعفة حياتنا إذا التزمناها، وهو يحدد مقاديرها بالقول:"عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة... أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة... فليست الحياة بعدد السنين، ولكنها بعداد المشاعر... إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها بالنهاية"
ولا شك أن ما جاء به (سيد) يتفتق عن حكمة، ويحتاج الأخذ به إلى همة عالية، وبلوغ الإنسان لهذه الحكمة وتلك الهمة قد يكلفه عدد غير قليل من سنوات عمره، وهو ما يعيدنا مرة أخرى للمربع الأول والأمنية الأولى، لأنه وكما قال برناردشو:"من المؤسف أننا ببلوغ مرحلة الحكمة، والسيطرة على أنفسنا وأهوائنا، تكون رحلة العمر قد أذنت بالمغيب، ولم يتبقى لنا الكثير لكي نستفيد منه بالحكمة التي اكتسبناها بعد التخبط الطويل في التجربة والخطأ."
أما السيدة/ أم كلثوم فتبدي إعتراضا على كل طرق حساب العمر... وترفع صوتها بالاحتجاج عاليا:" إلي شفتو أبل ما اتشوفك عنيا عمر ضايع يحسبوه إزاي عليا..." فإذا اخترنا اتباع مذهب الست (سومة) واختزلنا العمر في من نحب، تحت شعار (إنت عمري)... فنرجوا ألا يكون نصيبنا من هذه الحياة في نهاية المطاف أن نردد معها:( يارتني عمري ما حبيت)... أطال الله أعماركم... وأحسن أعمالكم... وأسعد أوقاتكم... وأدام المحبة بينك

Thursday, May 03, 2007

البداية

منذ زمن وعالم التدوين والمدونات يشغلني... وترددت كثير في ولوجه... وأخيرا قررت خوض التجربة والدخول فيه
فكانت هذه البداية

وحتى تكون البداية مميزة بالنسبة لي رأيت أن أقرنها بمناسبة خاصة جدا وهي مناسبة إطفائي لشمعة جديدة من شموع عمري وسقوط ورقة أخرى من شجرة أعوام حياتي... عل ذلك يكرس في النفس أن إطفاء الشمع لا يعني فقط النهاية... لأنه دائما يحمل معه بداية جديدة... فكانت هذه البداية :)