Wednesday, June 06, 2007

شذوذ الحرية... وحرية الشذوذ

الحرية (في معانيها السامية والعميقة) ليست مجرد حق، لأنها قبل ذلك مسئولية والتزام تقع على عاتق من كفلت له... وإذا كان فقدان الحرية يؤدي إلى شلل الحياة في أي مجتمع، فإن إطلاقها دون حدود وعلى حساب كل الثوابت يؤدي إلى الفوضى والتضحية بالمجتمع برمته
.
لذلك فإن حق الفرد بالحرية الشخصية يقابله دائما حق للمجتمع الذي يعيش فيه، يوجب المحافظة على هويته من الضياع والإندثار... فلا يجوز للحرية الخروج عن حدود هذه الهوية بل يجب أن تكون متوافقة ومتناغمة معها
.
ولا يوجد تعارض على الحقيقة بين الحرية والهوية... لأن الحرية لا تبيح التعدي على ألآخر... والهوية الوطنية من العناصر اللصيقة بالمجتمع والتي لا يمكن فصلها عنه باعتبارها جزء لا يتجزء من تكوينه... وبالتالي فإن التعد عليها يعتبر تعديا على المجتمع بأسره... وإذا كان التعد على الفرد من المحظورات، فإن المجتمع أولى بالرعاية من الأفراد
.
نعم نحن مع الحرية... نريد أن نحيا بها، ومستعدين للموت من أجلها... إلا أن الحيرة التي نعنيها وتعنينا هي حرية الفضائل والترقي في مدارج سلم الإنسانية... أما حرية الرذائل التي تهوي بالإنسان إلى الدرك الأسفل من سوء الأخلاق وتقتل فيه كل القيم النبيلة، فليست سوى تعد على المجتمع وإنحطاط للفرد لا يجوز أن يقترن بسمو معاني الحرية التي فدتها الأرواح وسالت من أجلها الدماء على مر التاريخ والعصور
.
على الهامش
من المؤسف أن نرى ونسمع ونقرأ من بني جلدتنا من يستمرأ التعدي على الهوية الوطنية بحجة الدفاع عن الحرية... وأي حرية؟؟... حرية (الشذوذ)؟؟!!ا
وهو في واقع الحال لا يعلم أنه بذلك يسئ للحرية كقيمة ويقوض معانيها من حيث أراد الدفاع عنها
.
وبالمناسبة
ففي فرنسا عندما قرروا منع المرأة المسلمة في ممارسة (حريتها الشخصية) بارتداء الحجاب، بحجة تعارضه مع الهوية الفرنسية ومخالفته للمبادئ التي قامت عليها الجمهورية... صفق بعض قومي طربا لهذا القرار وانبرو للدفاع عنه وعن الهوية الفرنسية ومبادئ الجمهورية
فلما أرادت الكويت أن تمنع بعض المظاهر (الشاذة) والمخلة بهويتها الوطنية من الظهور العلني، لم يرق ذلك لذات القوم... لماذا؟؟.. لأن ذلك (في فهمهم) يتعارض مع (الحرية الشخصية)؟؟!!... وسيؤدي إلى منع (الشواذ) من ممارسة (شذوذهم) جهارا نهارا رغما عن أنف المجتمع وثوابته وهويته... عجبي !!... فأي منطق هذا؟؟!!.. وإلى أين نمضي؟؟!!ا
.
مرة أخرى... الحرية لا تعني الفوضى... ولا تقبل الخروج على الأصول... ولا تسمح بالتعد على المجتمع وخدشه والإخلال بهويته... لأنها ببساطة مسئولية وإلتزام... أما حرية الشذوذ فهي ليست سوى شذوذ عن معاني الحرية
والله يهدي الجميع

39 comments:

الزين said...

دائما تناقش ما يؤرق ضمائرنا من مشاكل هذا الوطن يا فيصل
المشكلة يا فيصل صرنا نعطي الأشياء أسماء ثانية تجمل الغلط بعيون الناس
الشذوذ اللي تتكلم عنه اسمه بالدين لواط
والله خسف بقوم لوط لنفس السبب
والله يستر علينا
واللي انا اعرفه ان اللواط فعل يهز عرش الرحمن
اللهم اذنا من هذا الفعل واحفظ ديرتنا مما فعله السفهاء منا يارب

malak said...

بني جلدتنا كما اسميتهم

مفهوم التمدن والحضاره عندهم

هو الابتعاد عن ديننا واخلاق الدين الاسلامي الساميه وعن مبادئنا
...........

دائما مبدع بمواضيعك القيمه والهادفه

Anonymous said...

أأيد ما قلت وبشدة

ReLaaaX said...

كلام واقعي جداً

اثرت شجوني بآخر نقطة .. اللي عن فرنسا




شكراً أخي الفاضل

nEo said...

اتوقع ان التحفظ كان على شمولية القانون و دون تحديده او تحديد الجهات التي تطبقه

أي انه متروك للحكم الشخصي دون أي ضابط معين


بمعنى آخر، القانون ممكن يجرم شخص مطول شعره او بنت قاصد شعرها قصير


القانون بصيغته الحالية يجرمهم و هو ماليس من عاداتنا و تقاليدنا ابدا اعتقد

يعني عادي عندنا بنت تقص قصير (بوي) او واحد مطول شعره

النقطة الأساسية هنا ان مثل هذه القوانين تفتح مستقبلا المجال لقوانين اكبر و اعظم قد تصل الى فرض الحجاب او فرض اشياء اخرى
(و رجاءا لا تقولي فرض الحجاب واجب دولة)

و اعتقد انه من ليس المنطقي ان يربط معارضي هذا القانون بانهم مدافعين عن الشواذ

و اتوقع بانك تعي ذلك تماما

فانا شخصيا لا افهم سبب ذكرك للمعارضين على انهم مناصري شذوذ !

اما انك لم تقرأ مقالاتهم و لم تعلم وجهة نظرهم

او انك تعلم و جهة نظرهم تماما و لكنك تعارضها و هذا ما لا اعلم سببه !

ملاحظة: انا شخصيا لست شخص قانوني و لاافهم بالمصطلحات القانونية فكلمة معيار او قياس هنا اقصد فيها مثل باقي القوانين الجزائية التي تقول السارق مجرم لانه سرق و الزاني مجرم و غيرها
التشبه بالجنس الآخر له عدة طرق و احيانا قد نرى شخص مشيته فيها تشبه او شكله من يستطيع الحكم عليه بانه متشبه ؟ )

بعدين انت لما تقول حق واحد تعال انت تعاقب لانك سارق يقولك نعم سرقت او ينكر

لكن في التشبه تقول حق واحد انت شعرك طويل متشبه يقولك نعم شعري طويل بس مو متشبه

شترد عليه !!

اعلم ان القانون طبقه الاسلاميين ليكسبوا نقطة امام قواعدهم

لكن محاولة تسويقه على انه صحيح هي كفر بالدستور لانه ببساطة يتعارض معه!

و عذرا للاطالة

Anonymous said...

من طلال

الاخ ابوغازي ..دائما تطرح ما يثير الشجون ، موضوع الحرية من المواضيع التي تسبب كثير من اللبس خاصة واننا لدينا الكثير من الاطر التي تحيط بكلمة الحرية ومعانيها منها الدين والقانون والمفهموم العالمي للحرية بعضها يصتطدم وبعضها يتوافق ، وبين تلك وذلك يبقى مقدار تحصين الفرد واداركه في تبني مفهوم الحرية حسب ايمانه ، انا اعتقد من المشاكل الكبرى الذي ورد في مقالتك اليوم موضوع هوية المجتمع التي ارى ان فيها خلل كبير خاصة وانها ترتبط بمماراسات الفرد في المجتمع ، فلا خطة ولااساس لهافي الكويت من خلال مؤسسات الدولة الرسمية او الاهلية (كل يعمل بقناعاته دون اطار عام )، فتجد الفرد والاسرة يجتهد في ما يضعه كمرجعية لها في هويتها ، فجميل ان يكون هناك اختلاف في المجتمع ولكن يجب ان يجمعهم اطار عام وفهم عام ، نحن ما يجمعنا سواء اغاني وطنية وشماعة الغزو وخلاف ذلك لانرى جهد متكامل لموضوع الهوية الذي تنبع اهميته من فهمنا للحرية .. مشكور على جهدك وعساك على القوة

om-bukhnag-zare :) said...
This comment has been removed by the author.
om-bukhnag-zare :) said...

مساك الله بالخير أُخيي بو غازي .. دائما موفقا في اختياراتك :)ا

سيدي ..لا يختلف اثنان فيما ذهبت اليه وهو ان الحرية مسؤولية والتزام وانه يجب المحافظة على هوية المجتمع وقيمه
لا أعتقد ان هناك عاقل أيا كان توجهه ولديه قدر ولو قليل من الحكمة يرضى بالشواذ من الجنسين وممارستهم لشذوذهم علنا دون حياء ووجل !!ا

لكن سيدي المشكلة تكمن في الإقتراح بقانون حيث انه احتوى على كلمة فضفاضة وهي (التشبه )وماهو معلوم للجميع فإن اللجنة التشريعية لم تضع تعريفا واضحا لفعل التشبه بل تركته للقضاء !! كذلك سوف تظهر مشكلة أخرى بعد اقرار هذا القانون الا وهي آلية تنفيذه!! سوف ندخل في متاهة اخرى وهي التجسس والتلصص على الاخرين والدخول في نواياهم !!ا
لست من انصار الشواذ ولكن عندما يقدم اقتراح بقانون يجب على اعضاء المجلس استشارة ذوي الإختصاص حتى لا نتوه في فذلكات لا داعي لها

حل مشكلة مثلي الجنس ليس بمطاردتهم وسجنهم فقط .. الحل يكمن في الإهتمام بتربية النشء على الأخلاق والقيم وأيضا توعيتهم بمخاطر الشذوذ سواء بالمدارس أو عن طريق اجهزة الأعلام ولا ننسى أهمية الإستعانة بالأطباء النفسين لمعالجة لمن ابتلوا بهذا الإنحراف الأخلاقي والسلوكي

أخوي بوغازي عندما يكون رب البيت غائب أو مغيب وعندما تكون ربة البيت لاهم لها الا الترزز في الحفلات والكافيهات وعندما لا يسأل الأهل عما يفعله أبنائهم فأبشر بجيل من مثلي الجنس وبجيل من عبدة الشيطان وبجيل من مدمني المخدرات ولو بعدد ماراح أخلص !!ا

وعذرا للإطالة ودمت لنا فيصلا ذي عزة :)

Tear said...

مساك الله بالخير اولا الموضوع وايد شيق لانه الظواهر السلبية التي طرات علي المجتمع الكويتي هذه الايام وكان لابد من وقفة رجل لهذه الامور والتي من بينها الشذوذ من كلا النوعين واللي صار شي موضه ويلوع الجبد . بس ما ادري شنو راح يسوي فيلا مودا زباينة كل من هل الجماعة بفلس الحبيب ، عيل ذالك المرة امناجرني واحد في غرفةالتبديل fitting room

امبراطـــورة اشعاري said...

عزيزي بوغازي...

اختيار جميل للمواضيع..

دليل على اصالت بنات افكارك..

الحريه...

الكل يقول انا حر..

ونعم الكل حر..

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورضاه لعمر بن العاص لما اشتكى عليه واحد من اهل مصر كان متسابق مع عمر بن العاص وسبقه وما رضى عمر بن العاص وقام يجلده بالسوط..

وراح الرجل هذا لعمر بن الخطاب يشكوه اللي سواه عمر بن العاص..

فأرسل عمر بن الخطاب الي عمر بن العاص "كله عمر وعمر شسوي بوضح منو اللي قاعد يتكلم" :)

ولما وصل بن العاص اخذ الخطاب السوط وعطاه للمصري وقال اخذ حقك منه واجلده!!!

وقال لعمر بن العاص:
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراآ"؟؟؟

صح احنا احرار و ولدنا احرار بس هالحريه اللي احنا نتكلم عنها مصاحبتها مسؤليه لازم نلتزم فيها..

اولآ عدم الاساءه للآخرين..
عدم الاعتداء على حرياتهم..
عدم الأخلال بالمفاهيم الوطنيه..
عدم التهجم على الرموز والشعائر الدينيه للدوله..

الحين الشذوذ يقولون هذه حريه شخصيه..

زين انت يالشاذ وين قاعد؟؟ في دوله دينها شنو؟؟
والدين هذا يسمح باللي تسويه..

هنيه الواحد لازم يفكر شويه قبل لايقول انا حر..

لازم يعرف المسؤليه اللي عليه اذا عطاها حقها يقول انا حر ومحد يقدر يمنعه..

مشكرو بوغازي عالموضوع الي فعلا لازم الكل يفكر فيه ويفهمه مو بس يقوله :)

شمبيلة said...

كلام موزون يابوغازي

قماشة said...

ياخوفنا باجر يطلعون طلعه ويقولون انهم مساكين ومالهم شغل باحد وموعدوانيين ولايسوون مشاكل لازم ماتعاقبونهم وخلوهم يمارسون حقوقهم المشروعه وافعالهم الدنيئه وعطووهم حريتهم ولاتعاقبونهم ولاتلاحقونهم

محـــــارة said...
This comment has been removed by the author.
محـــــارة said...

أستاذي الفاضل وأخي الكريم بو غازي كتاباتك كما ذكرت لك بالسابق تجعلني بصراع مع كلماتي لأنها تخجلني من التعبير وتغدر فيني للأسف :(

الحرية ليست بهذا المعنى لديهم هم يريدونها حرية باللفظ لكن كما يرسمونها .. والحرية بنظر هؤلاء الانسلاخ عن كل مايمت الدين والعادات والتقاليد فهم على الدوم لديهم صراع معهم يرونها قيود قاتله

تناسوا بأن بعضها .. هويتنا وسلاحنا لإصلاح حياتنا وبلادنا ومنه وبه نستمد حريتنا

كلام واعي وراقي من شخص عاقل ومتزن بتفكيره .. تسلم أيدك ومابعد كلامك أي كلام غير عافنا ربي وأياهم مما ابتلاهم

وواصل بسرد دررك .. تسلم أخوي

بوغازي said...

zozota
أولا: الحمد لله على السلامة وتقبل الله طاعتكم
ثانيا: أتفق معك في أن بعض قومي أصبح يطلق أسماء وأوصاف على غير مسمياتها الصححة وغير الموصوف بها (فالشذوذ عند البعض = حرية شخصية)... وكل ذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق حالة من الارتباك الفكري والخلط في المفاهيم التي تؤثر سلبا على الهوية الوطنية للمجتمع وأجياله القادمة... وذلك بلا شك خطر يستوجب التوقف عنده والتمعن فيه ومحاولة استدراكه بالتفاهم والحوار قبل أن يستفحل
.
افتقدناك... فشكرا على المرور والتعليق:)

................

malak
شكرا يا سيدتي على الإطراء الذي أخجلنا
أما المشكلة عند بعض بني جلدتنا أنهم (أضاعوا مشيتهم) فاختلطت عليهم المفاهيم، والتبست عندهم القيم... والطريق لمعالجة هذا الأمر هو الحوار الهادف
والله لا يحرمنا هذا المرور الملائكي الجميل:)

..................

relaaax
شكرا على المرور والتعليق
ويبدو يا عزيزتي أن شجوننا جميعا مثارة مما نسمع ونرى... مما حدث سابقا ويحدث حاليا.. وما قد يحدث في المستقبل... شنقول بس الشكوة لله... وإظاهر إن الحل الوحيد أن نكون دائما ريلاكس:))
.

بوغازي said...

neo
لأنها الزيارة الأولى (أو التعليق الأول) فاسمح لي بأن احتفي بك كما يجب... فأهلا وسهلا ومرحبا بضيفي الكريم الذي تشرفت المدونة بمروره... وأرجو أن تعذرني على تقصير في حسن استقبالك
.
وأعود الآن للموضوع لأقول:
.
أولا: لست معنيا هنا بالحروب والصراعات الدائرة بين التيارات السياسية... بالنسبة لي الجميع هم بنو وطني.. أحبهم وأحترم رأيهم... وأمد يدي للتعاون مع الجميع في حدود اتفاقي معهم.. وأعذرهم فيما اختلفنا فيه... ولست هنا للتسويق لتيار أو مهاجمة آخر... ولكني أطرح رأيا وفكرا وأقبل من الآخر رأيه وفكره... وأناقشه بما يطرحه وما أطرحه وأتحاوره معه على أساس المصلحة الوطنية المشتركة... فأرجو أن يكون حوارنا (في هذه القضية أو غيرها من القضايا إنطلاقا من هذه القاعدة)ا
.
ثانيا: أنا لم أقل أن معرضي هذا القانون هم من المدافعين عن الشواذ (وإن كانت قد فهمت على هذا النحو فأنا أعتذر)... وما عنيته بكلامي (بشكل واضح ولا يحتمل اللبس أو الإلتباس) أن هناك من يرى بأن الشذوذ والمجاهرة به هو مما يدخل في مفهوم (الحرية الشخصية) التي لا يجوز للقانون التدخل فيها (حتى لو كان من يتبنى هذا الرأي هو من المعارضين للشذوذ كسلوك.. فهناك فرق بين أن أدافع عن الشذوذ كسلوك، وأن أدافع عن الحق في الشذوذ)... وأنا بوضوح ضد هذا المفهو للحرية الذي يتبناه بعض قومي لأن مفهومي للحرية هو أنها يجب ألا تتعارض ولا تتصادم مع مبادئ المجتمع وقيمه وهويته وثوابته... وأن ممارسة الحرية الشخصية (بشكل علني) يجب ألا يتعدى على هذه الثوابت بأي حال من الأحوال... وأن التعدي عليها هو خروج عن حدود الحرية وفيه تعديا على الأخر... والآخر هنا هو المجتمع بأسره
.
ثالثا: في الجانب القانوني... دائما هناك في علم القانون الجنائي وفي مجال تحديد ما إذا كان فعل معين يشكل جريمة مما يعاقب عليها القانون من عدمه، شرط يسمى (القصد الجنائي) أي النية في اتيان الفعل وقصد أو إرادة ارتكابه... وهذه مسألة تتعلق بالإثبات، وهي دائما خاضعة للأدلة والقرائن وتقدير القاضي المختص لها... وهي بالمناسبة لا تقتصر على هذه الجريمة ولا على هذا القانون فحسب، بل تشمل كل الجرائم تقريبا.... ولن أدخل في سجال قانوني في هذا المجال، فما ذكره الزميل (عبدالله) في حواره مع الزميل (بوجيج) في مدونة ساحة الصفاة بهذا الخصوص يغنيني عن الإسترسال في هذا الصدد... واسمح لي أن أحيلك وأحيل الأخوة والأخوات القراء إلى هذه المحاورة الثرية للاستزادة لمن أراد
.
ولكن دعني أقول هنا أمرا مهما وهو أن المشكلة على الحقيقة (في تقديري) ليست قانونية... ولو كانت كذلك فما أسهل أن نستبدل قانونا بقانون يحقق نفس الأهداف المرادة والمرجوة من القانون الأول وينتهي عند هذا الحد الخلاف القائم... ولكن المشكلة (في تقديري مرة أخرى) هي في فهمنا للحرية وتحديد معناه وحدودها ومداها... وهذا الأمر هو الذي استدعى الخلاف القائم وأثاره... ولكن جل (وليس كل) من تناول هذا الموضوع من المعارضين لم يكشف عن حقيقة ما يؤمن به... ولذلك هم يحاولون أن يعيبوا القانون دون أن يتعرضوا لأصل الموضوع.. وهو:(هل الشذوذ من الحرية التي يجب حمايتها.. أم أنه سلوك شاذ خارج عن هوية المجتمع يجب محاربته وتجريمه؟؟)ا
.
رابعا: القول بأن هذا القانون هو كفر بالدستور ويتعارض معه؟؟!!... قول (أظن) أنه ينقصه الدليل الموضوعي والعلمي... فإن كان من دليل على هذا الرأي فأرجو شاكرا أن تزودني به لمناقشته والتحاور بشأنه
.
خامسا: أنا شاب كويتي يؤمن بأهمية الهوية الوطنية... وضورورة المحافظة عليها... ويشعر بالخطر الكبير الذي تتعرض له هذه الهوية بسبب مغالاة بعض قومي (ممن نحبهم ونكن لهم كل تقدير واحترام) في موضوع الحرية الشخصية، التي باتت شعار وراية يرفعا كل شخص أراد أن يرتكب سلوكا مشينا يصدم فيه المجتمع... كل القيم والمبادئ والثوابت والسلوكيات والأخلاق أصبحت مباحة ومستباحة (بشكل علني جهارا نهارا وعلى عينك يا بوتاجر) بإسم الحرية الشخصية... وهذا ما لا نقبل به ولا نوافق عليه... وليس ذلك تدخلا منا في شأن الغير.. ولكن لأنه يهدم مقومات هذا المجتمع ويعبث به من الداخل
.
سادسا: نعم قلتا وأعيدها: أنا مع الحرية بكل معانيها، وأنا مع الحرية الشخصية بكل تفاصيلها... ولكن الحرية لا تشمل التعدي على الغير... وإذا كان التعدي على الفرد من المحرمات، فإن المجتمع الذي يتم التعدي على ثوابته وقيمه وهويته أولى بالرعاية
.
سابعا: وهو في تقديري مقع النزاع وعقدة الخلاف والسئوال الأهم: هل أنت تعتبر الشذوذ من (الحريات الشخصية) التي لا يجوز التعدي عليها أو محاربتها أو حظرها بالقانون؟؟ أم أنها خروج عن حدود الحرية وسلوك مشين يسيء للمجتمع يجب محاربته؟؟
فإن كانت إجابتك على السئوال الأول (نعم) وإجابتك على السئوال الثاني (لا) فإننا نكون مختلفين بالعمق... أما إن كانت إجابتك على السئوال الأول (لا) وإجابتك على السئوال الثاني (نعم).. فإننا نكون متفقين في الأصل والأساس وهو مدخل جيد للاتفاق على التفاصيل والفرعيات وطريقة معالجة الموضوع
.
في كل الأحوال فإني شرفت وسعدت بزيارتك وتعليقك والتحاور معك... وشغوف لجولة أخرى من الحوار... سواء في هذا الموضوع أو عداه من المواضيع... ولتبقى دائما الحقيقة هدفنا جميعا والحوار سبيلنا.. ومصلحة الوطن نصب أعيننا.. أما الصراعات فليست من شأننا
.
شكرا جزيلا مرة أخرة:)

بوغازي said...

طلال
مداخلتك ثرية... وتثير الشجون
عزيز.. لكل مجتمع هوية تحدد ملامحه وثوابته... وما أراه أن هوية مجتمعنا تجد أصلها في الدين الإسلامي باعتباره الدين الرسمي للبلاد، وفي إنتمائه العربي باعتبار الشعب الكويتي جزء من الأمة العربية، وفي تراثنا الخليجي باعتبار أننا نقع في محيط هذا الإقليم الذي ننتمي في أصولنا وثقافتنا له... ولكن تظل المسئولية على الدولة ومؤسساتها الرسمية، والتيارات السياسية، والنخب الثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني.... وغيرها، في المحافظة على هذه الهوية والتصدي لأي محاولة لطمسها أو تشويهها... لأن ذلك سيؤدي حتما إلى ضياع المجتمع والإنتهاء بأجياله إلى التيه والغربة عن ثوابتهم
.
شكرا على الزيارة والإثراء:)

بوغازي said...

أم بخنق العزيزة
يا أهلا وسهلا... أشرقت الأنوار وتلألأت.. والساعة المباركة إلي شفناج فيها.. وينج يا معودة؟.. والله ولهنا عليج؟.. وكنا انحاتيج.. ونسأل عنج دايما.. يا جماعة محد شافها؟.. ما تعرفون أحد ننشدة عنها؟؟(خصوصا إن الغيبة يت بعد موضوع الحلم إياه:))... ما بقى إلا نمشي بالشوارع وانصيح:( يا أولاد الحلال أم بخنق تايها..)... يبا مرة ثانية إذا ناوية إتغيبين من غير شر لأي ظرف حطيلنا خبر علشان ما انحاتيج.. بارك الله فيج... عموما الحمدلله على السلامة.. وقدوم مبارك:)
.
وبعد الترحيب أعود للموضوع لأقول:
.
أولا: فيما يخص الجانب القانوني أحيلك يا سيدتي في ذلك لما ورد بردي على زميلانا (نيو) خاصة بالفقرة (ثالثا) من الرد
.
ثانيا: اتفق معك تماما بأن هذه المشكلة تحتاج إلى حلول متكاملة... ولكن:(ما لا يدرك جله لا يترك كله).. وله شرايج؟
.
ثالثا: يا سيدتي المشكلة الحقيقية أن هناك من بات يستبيح كل القيم والأخلاق والثوابت تحت شعار الحرية... ويدافع عن أي سلوك مهما كان مشين وشاذ تحت ذات الشعار... وهذا والله هو الشذوذ في الفهم.. وهو الخطر الحقيقي الذي يحيق بالمجتمع... فالمشكلة الحقيقية ليست في حرية الشذوذ بقدر ما هي في شذوذ الحرية المتمثل في الفهم المغلوط لمعانيها ومقاصدها... فهذا هو أصل المشكلة أما الأول فهو نتيجة له
.
نحن في مجتمع واحد أي أننا في قارب واحد وعندما يغرق هذا القارب لن يأخذ أطرافا معه ويبقي على الأطراف الأخرى، وإنما غرقه يعني الغرق للجميع... وبقاءه يعني نجاة الجميع... ولذلك فإن حماية أنفسنا وأبنائنا ونجاتهم تستدعي وتستوجب حماية الآخرين وأبنائهم... والله المستعان وهو الهادي

om-bukhnag-zare :) said...
This comment has been removed by the author.
حسام بن ضرار said...

ما خليت لنا شي يا بوغازي

غير انا نصفق لكلامك هذا و نحييك عليه


فيه ناس فعلاً ما تدرك معاني المفاهيم اللي تنادي فيها و حدودها و اعتباراتها

بالضبط مثل حاطبي الليل

wafa'a said...

أخي الفاضل الفيصل =)
باختصار شديد .. الحرية المطلقة مفسدة مطلقة .
و شكراً لك.

Anonymous said...

شذوذ الحرية .. وحرية الشذوذ .. بالفعل من يؤمن بحرية الشذوذ فمنظور الحرية لديه شاذ .. شاذ عن المفهوم الصحيح والعام للحرية التي لا تتعدى :

1‏ الغير وحقوقه

2‏ المجتمع وثوابته والرأي العام

3‏ انسانية صاحب الرأي القائل بالحرية نفسه

بوغازي said...

tear
مساء الخير يا سيدتي
سابقا قيل: عش رجبا ترا عجبا... الله يستر من يوم يناجرونكم فيه حتى على الرياييل... ولا حولة ولا قوة إلا بالله
سررت جدا بمرورك:)

...................

امبراطورة أشعار
أتفق معك تماما فيما تفضلت به... فشكرا جزيلا على الإثراء
وتقبلي خالص تحياتي لك ولآرائك وأفكارك:)

....................

شمبيلة
دائما التعليق الأول من أي ضيف جديد له وقع خاص في نفسي... إطراءك أخجلنا ومرورك أسعدنا... فشكرا جزيلا على الزيارة الكريمة... وشكرا مرة أخرى على الإطراء الرقيق:)

بوغازي said...

قماشة
مساج الله بالخير
والله يا اختي في هالزمن كل شيء ممكن يصير وماكو شيء مستبعد... إذا البنات والشباب صارو بك وقاحة وقباحة يهدون الأغاني حق (حبيبي أو حبيبتي) على الهوا بالبرامج الإذاعية... وإذا المواعد والمغازل صار عينك عينك... وغيرها وغيرها من الأمور إلي قاعدة تصير وتحصل وانشوفها بدون حياء أو رادع من شيء كانو (لاحظي كانو) يسمونة (عيب)... شنو ممكن انتوقع في المستقبل... الله يستر بسترة
شكرا على المرور:)

...................

محارة
لا تزالين تصرين على اتهام كلماتك بالغدر وأحيانا أخرى بالخيانة... ولا أزال أصر على أنها دائمة الوفاء لك... فهنيئا لها بك وهنيئا لك بها:)
.
اتفق معك تماما فيما قلتيه... وأعجبني وصفك للهوية بأنها السلاح الذي من خلاله نصلح حياتنا وبلادنا ونستمد حريتنا
فشكرا على الإضافة الجميلة... وشكرا على المرور الكريم:)

بوغازي said...

أم بخنق (2)ا
حياج الله يا الحبيبة
أنا أخوج وسمعي مني بارك الله فيج... أنا عقب ما عرفت أسباب الإنقطاع على طول رحت حق مدونة زميلنا (عبدالله) وقعت أراجع كل الكلام إلي دار بينكم أكثر من مرة... وتبين الصراحة أنا أظن إنج وايد تسرعت بردة فعلج... الولد أثنى عليج ومدح ما تكتبينه... ولم أرى في كلامه ولم أفهم منه ما تبادر إلى ذهنك... قد أكون مخطئ ولكن هذا رأيي... بس إظاهر والله أعلم إنج حساسة حبتين.. وزعول شويتين:))))))
.
وبعدين إحنا ربعج ولنا حق عليج وإحنا من أشد المعجبين بمدونتك وتعليقاتك وكل ما تكتبين... فلا تحرمينا متعة اللقاء بك والتحاور معك.. لأنك بكل صراحة (غير شكل) في عالم التدوين والمدونات
.
أما موضوع (شذوذ الحرية وحرية الشذوذ) فنحن متفقين تماما... كما كنا متفقين دائما... والله يديم المعروف:)

بوغازي said...

حسام بن ضرار
شكرا جزيلا على الإطراء اللطيف... واسمح لي بالمقابل أن أرفع قبعتي وأنحني تحية لك ولمرورك الكريم وتعليقك الجميل:)

...............

loyalty
كلامك عين الصواب... لأن كفالة الحرية لا تعني إطلاقها من كل قيد بل تعني تنظيمها تنظيما يوفق بينها وإقرار النظام العام والتي تعتبر الآداب العامة من أهم ركائزه
شكرا على المرور:)

................

بوخالد
ياسلللللللللاااااااام عليك يا بوخالد
كلمات قليلة اجتمعت فيها كل المعاني الأصيلة... وكأنك أوتيت جوامع الكلم... فبارك الله لك وبارك فيك... وشكرا على المرور وشكرا على الإثراء... ولا تحرمنا هذه الزيارات المثرية والمفيدة:)

om-bukhnag-zare :) said...

أخوي العزيز بو غازي ..الله لا يجيب الزعل :) انا ما زعلت ولا تضايقت من اخوي عبدالله ولا حتى طرا على بالي بالعكس كلامه عين العقل خلاني افكر واحاسب نفسي على مدونتي ويزاه الله خير نورني ..عاد كلش ولا مبدعنا عبدالله ما اعتقد إنه يزعل احد او أحد يزعل منه
وبعدين ياخوي آنا هينه لينه اسحب كلمة زعولة وحساسة :) لا اتشوه سمعتي :)ا

لشفت عبدالله قبلي وضح له اللي صار

لا تنسى تمسح ردودي عشان لا تاخذ مساحة من غيرها

ودمت لنا فيصلا ذي عزة :)ا

بوغازي said...

أم بخنق
سمعتج على الراس والعين... وما عاش من يشوهها... وإذا تبين مو بس أسحب كلمة، إلا أسحب الكلام كلة بعد بس المهم تكونين راضية وأنا أخوج:)

nEo said...

عزيزي بوغازي

اشكرك على نقاشك الجميل الذي استشفيت من اسلوبك بانك انسان فعلا تنشد المصلحة لا اكثر

ساحاول ان اختصر قدر المستطاع كي لا اشتتك و اشتت نفسي بحوارات جانبية

أولا لنبني قواعد اساسية بالحوار(اعتقد باننا متفقين فيها) و هي ان الحرية المطلقة حق مشروع بما انها لا تعارض حريات الآخرين

فالحرية تحدها حرية الآخرين و القانون المتعلق بالحرية يبنى على هذا الأساس

ثانيا الشواذ و ما يسمى
(بحقوق الشواذ)
هي كلمة حق يراد بها باطل و تستخدم من الجانبين المعارض و المؤيد لها
فالمؤيد يزايد على الحرية الشخصية للحصول على هذا الموضوع و المعارض يكسب رضا و ود
(المحافظين)
بهذا الموضوع

و بالنهاية هو موضوع سخيف لا يستحق المناقشة

الشذوذ الجنسي لا يعارض عاداتنا و تقاليدنا بل يعارض كل قوانين و فطرة البشر

لذلك اتمنى ان لا نتطرق لمثل هذا الموضوع لاننا متفقين عليه تماما بالرأي



و الغريب ان الشذوذ الجنسي من الممكن ان يحاسب عليه الشخص من خلال قانون خدش الحياء

و لكن يجب ان نطبق مثل هذا القانون حتى يثبت لنا مدى شخافة مشرعينا

لكن ما أدهشني انني رأيت البعض يحاول الصاق معارض القانون بانه من مؤيدي الشواذ و هنا يجب ان يتم الاسهاب بالموضوع كي تفهم وجهة النظر و اتوقع بانك تفهمني تماما بهذه النقطة

و اعتقد ايضا بأن النواب المتأسلمين حاولوا أن
(يحدقون)
نواب التيار الليبرالي بطرح مثل هذا القانون
حتى يعارضوه و من ثم تفتح عليهم ابواب الجحيم الاعلامية منهم



عزيزي

القانون برأيي البسيط
(و أنا شخص غير قانوني)
يتعارض مع المادتين
29
و 30
من الدستور
و التي نصتا على كفالة الحرية

http://www.majlesalommah.net/run.asp?id=6

الا اذا كنت ترى غير ذلك


و لكن اذا كنا نريد محاربة الشذوذ او اي سلوك مشين مثل ما تقول يجب ان نسن له قوانين مركزة و مرتبة و مفصلة لا ان تكون فضفاضة و الغرض منها قوانين مستقبلية تحكم سلطة القانون على حريات اخرى

و لأرجع و اؤكد لك بأنني اعلم تمام العلم ان هذا القانون ما هو الا نصر سياسي لتيار امام مؤيديه

لكن يجب ان نحذر مثل هذه القوانين التي مستقبلا قد تكبل حرياتنا

و لا أدري لماذا أملك هذا الشعور القوي بأننا بعد خمس سنوات
( اذا الله احيانا )
سوف نناقش موضوع فرض الحجاب اذا استمرينا على هذا المنوال من القوانين الغبية التي لا تواجه أي معارضة


في النهاية لدي سؤال يدور في مخيلتي منذ ان قرأت موضوعك

أنت قلت
حرية الفضائل التي ترقى بنا بالمدارج الانسانية

هذا كلام عام اتمنى ان ارى تفصيلك فيه اكثر و خاصة ما هي الفضائل التي ترقى بنا ؟

و كيف يتم قياسها ؟

و منها سانطلق معك لنقاش آخر


و آسف على الاطالة

مترقب ردك

:)

الحارث بن همّام said...

مجرد تسجيل حضور .. وإعجاب .. وتأييد:)

بوغازي said...

neo
شكرا جزيلا يا عزيز على ما تفضلت به... وشكرا مرة أخرى لأنك أتحت الفرصة لهذا الحوار المفيد الذي يمثل في نهاية المطاف حالة وممارسة حضارية نحن بأمس الحاجة إلى تعزيزها في هذا الوقت بالذات.. سواء انتهينا منه إلى اتفاق أو إلى اختلاف
.
وأعود لموضوع الحوار لأبدأ من حيث انتهيت أنت فأقول
.
أولا: حرية الفضائل بالنسبة لي هي الحرية التي تنسجم مع الإنسان بكونه إنسان... أي التي تحترم وتقدس إنسانيته باعتباره مخلوق مكرم عن باقي المخلوقات، وباعتباره خليفة الله في الأرض، وباعتباره المسئول عن عمارتها... الحرية التي تنسجم مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها ولا تحاول أن تتصادم معها أو تعبث بها أو تحاربها أو تطمسها أو تمسخها لتحيل الإنسان من بعدها مسخا مشوها يحمل شكل الإنسان إلا أنه لا يحمل لا فكره ولا أخلاقه ولا قيمه، لأنه ببساطة فقد فطرته التي هي على الحقيقة هويته الإنسانية... هي الحرية التي وصفها أحد المعلقين بأنها التي تحترم حقوق الغير ولا تتعدى على المجتمع وثوابته، ولا تسلب صاحبها إنسانيته وفطرته... وكل حرية تنسجم مع ما تقدم وتدخل تحت ظله هي من حرية الفضائل التي لا نستطيع العيش بدونها ولا نتوانا عن الموت في سبيلها
.
ثانيا: وحتى أكون أكثر دقة وتحديد في موضوع الحرية الشخصية أقول أنني لا أفترض هنا أن كل الناس بالضرورة ملتزمة بهذا النوع من الحرية (حرية الفضائل) الذي وصفته... وأنا شخصيا لا أزعم بأني أأمن على نفسي إن هي أمرتني بالسوء وأعانها الشيطان على ذلك في لحظة فتور كلنا معرضين لها... ولكن ما أريد توضيحه والتأكيد عليه في هذا المقام أنه: لا يعنيني شخصيا ما يقوله أو يفعله أي شخص داخل حدود بيته (الخاص) فليس لي عليه من حق (في هذه الحدود)سوى النصيحة... ولكن ما يعنيني هو ما يجاهر به من قول وما يجهر به من فعل أو عمل خارج نطاق الخصوصية وداخل نطاق المجتمع... لأنه عند هذه النقطة تنتهي حدود حريته (الشخصية) وتبدأ مسئوليته باحترام هوية المجتمع وثوابته... فإن تعدى عليها وجب على الدولة أن توقفه عند حده باعتارها المسئولة عن حماية المجتمع من الخارجين عليه... ولذلك فالحرية بالنسبة لي حق مقدس لكل إنسان لا ينازعه فيه أحد ولكن يقابلها إلتزام مقدس يقع عليه باحترام حرية الآخرين و(ثوابت المجتمع) الذي يعيش فيه... فإن أراد أن يخترق هذه الثوابت ويجنب نفسه العقاب، فعليه أن يعتزل في (خصوصيته) بعيدا عن أعين وآذان ومشاعر الناس الذي يشكلون المجتمع
.
ثالثا: لست ممن يحاول أن يلصق بمعارضي هذا القانون تهمة تأييد الشذوذ... وقد بينت ذلك بشكل واضح لا لبس فيه... ولكن قلت في نفس الوقت أن هناك من يدافع عن الحرية الشخصية على حساب الثوابت التي تحدثت عنها... وهو من هذا المنطلق (وإن كان ضد الشذوذ كسلوك) إلا أنه يعتبره من حزمة الحريات الشخصية التي يحق لأي فرد ممارستها بشكل (علني) وهذا كان محل الإعتراض ومقطع النزاع المتمثل بمفهوم الحرية الشخصية وحدوده ومداه
.
رابعا: اختلف معك في أن القانون يتعارض مع النصوص الدستورية التي أشرت إليها... وقد شرحت وجهة نظري أكثر من مرة في مسألة الحرية الشخصية وحدودها، وبالمناسبة فوجهة نظري هذه تستند إلى أساس قانوني ولها سندها المتين من الدستور... ولكني أعود وأكرر ما قلته (وأظن أنك تتفق معي في هذا الشأن) أن المشكلة ليست قانونية ولم تكن كذلك، فالمشكلة هي في مفهوم الحرية الذي يتبناه كل طرف من الأطراف
.
خامسا: إلا أني أتفق معك بأن حل قضية الشذوذ (وهي بالمناسبة ليست القضية الأساسية ولكنها مشكلة ناتجة عن القضية الأساسية وهي مفهوم الحرية) تحتاج إلى العديد من التدابير على كل المستويات الإعلامية والثقافية والتربوية والتشريعية... سواء هي أو غيرها من الظواهر السلبية التي تمثل خطرا على الهوية الوطنية للمجتمع
.
سادسا: كما قلت سابقا لست معنيا بالتيارات السياسية ومواقفها والنوايا الكامنة خلف كل منها... لأننا ببساطة لن نصل إلى نتيجة قاطعة في هذا الشأن... شخصيا لي مذهب في التعامل مع الشأن السياسي لا أحيد عنه وهو أني لا أستمع لمن يقول ولكني أستمع لما يقال... ومن ثم فإني دائما أحاول أن أبعد الأشخاص والتوجهات عن الصورة، حتى أضمن لنفسي موقفا اقرب للموضوعية تجاه القضية المطروحة... وإن كنت يا عزيزي تخشى من يوم يجبر فيه الناس على لبس الحجاب.. فأنا أخشى (وبالتاكيد أنت تشاركني هذه الخشية) من اليوم الذي يطوف فيه الشواذ وغيرهم ممن استباح كل القيم والأخلاق بكل مكان في تحدي سافر لمشاعر الناس وهوية مجتمعهم وثوابته بحجة أنهم يمارسون حقوقهم الشخصية(وهذه المظاهر نعيشها واقعا ملموسا هذه الأيام)... فإن كنت تخشى من خطر متوقع قد يقع وقد لا يقع ولم تتبدى لي شخصيا ملامحه أو مقدماته حتى الآن، فأنا أخشى من خطر واقع فعلا وحقيقة ونراه جهارا نهارا كل يوم.. وشتان بين ما قد يقع وما هو واقع فعلا
.
(نيو) العزيز... أعتقد أننا إن جنبنا البعد السياسي.. وأبعدنا التيارات المتصارعة عن حساباتنا وعن الموضوع، فإننا سوف نصل إلى أرضية مشتركة واتفاق كامل على كل التفاصيل
.
لكن تبي الصراحة وبيني وبينك... أنا أفضل الإختلاف معك:)!!.. تدري ليش؟؟
لأنه يقدح الفكر ويثري العقل خصوصا عندما يهذبه الحوار الهادف إلى فهم واستيعاب وجهات نظر كل منا... ومههما اختلفنا... فإننا سنظل متفقين على أننا جميعا نسعى لمصلحة البلد كل وفقا لرؤيته... والأفضل للبلد في كل الأحوال هو استمرار الحوار لهادف.... شكرا جزيلا مرة أخرى:)))))))

بوغازي said...

الحارث بن همام
تسلم يالحبيب وما قصرت... دائما واصل ومتواصل:)

nEo said...

بوغازي

تحياتي لك موصولة باعجاب

تجيد الصياغة و الديبلوماسية و لعلنا ندور في نفس الفلك الفكري بل و نتفق كثيرا و آراءك صدقني باني اكن لها كل الاحترام

فهمت وجهة نظرك و لو انك لم تشفي غليلي باجاباتك الديبلوماسية

ولكني سعيد بك و بالحوار معك

شكرا لك

و يالله اتحفنا بجديدك

:)

om-bukhnag-zare :) said...

صبحك الله بالخير اخوي بو غازي .. انا فاقده مبدعنا اخوي عبدالله .. من غير شر عليه لاحظت أنه صار له 8 أيام غايب دخل بس يوم الخميس شكر الأخوة .. آخر جملة كاتبها استودعكم الله !! مابي اشط بتفكيري
بس ان شاء الله المانع خير
ياليت اتطمنا عليه

ودمت فيصلا ذي عزة

Unknown said...

كلام بالصميم عزيزى ولو ان الناس قدرت معنى الحرية وتعاملت معاها على اساس حرية المجتمع وعرفت فعلا شنو الفرق وشنو يعنى خطوط المجتمع اللى الواحد لا يجب عليها تعديها لكنا فى حال غير

وابناء جلدتنا عندما يصفقون لحريات الغير نتيجة معتقد اسلامي ما اقول الا واسفى على ابناء جلدتنا اللى تبروا من كل شئ

تحياتى لك واسف لعدم تعليقى السريع عندك لان مواضيعك ما تتطوف ولكنى كنت مسافر

بوغازي said...

neo
كان الحوار معك ممتعا لأبعد الحدود، وشيقا لآخر مدى... وكانت الطريقة التي انهيته فيها تدل على رقي في الفهم والتعامل وقدرة فائقة على استيعاب الآخر... فشكرا جزيل الشكر على أنك مننت علي بمنحي هذه الفرصة الثمينة للتحاور والنقاش البناء
.
صديقي العزيز
أحب أن أطرح رأيي بكل وضوح وصراحة وقوة (فصديقك من صدرق لا من صدقك)... إلا أن هذا النوع من الطرح يتطلب من صاحبها شيء من اللباقة والتأني في انتقاء الكلمات والتفكير قبل إلقائها على مسامع الآخرين، حتى يتجنب الفضاضة بالقول والغلظة في اللفظ والعبارة... ولتجد كلماته بعد ذلك آذانا تستسيغ الاستماع إليها وقبولها... فإن كانت هذه الطريقة في التعبير هي التي وصفتها بكلامك (بالدبلوماسية).. فتأكد يا عزيزي أن هذه الدبلوماسية (إن صح التعبير) لا تخفي خلفها غير الأفكار التي عبرت عنها.. ولا تستر عن القارئ أو المستمع غير الرأي الذي طرحته بشكل محدد
.
أخي الكريم
إعجابي بك كبير، واحترامي لرأيك راسخ بالضمير... وهما لا يقلان عن اعجابك واحترامك، بل ربما يزيدان.. فشكرا لك على الإطراء الرقيق:)
.
أما أني لم أشفي غليلك ببعض الردود... فإسمح لي أن أهمس في أذنك بهمسة، وأن أبوح لك بسر في هذا الشأن، وهو: أن ذلك قد تم عن سبق إصرار وترصد وتعمد مني لأبقي جذوة التشويق والإثارة مشتعلة... فعل ذلك يحثك على معاودة الزيارة وتكرار المرور وفتح المزيد من أبواب الحوار والنقاش البناء الذي يعم بفائدته على الجميع... فأرجو منك العذر وأنت خير العاذرين:)
.
نعم نحن (جميعا) ندور بنفس الفلك من الأفكار والآراء.. قد نختلف في (القليل) منها.. ولكننا نتفق (بالكثير) منها.. وكل ما نحتاجه وينقصنا في هذا المجال هو المزيد من الحوار والنقاش (بقلوب) و (عقول) و (أذهان) مفتوحة، والرغبة في الإلتقاء بالآخر والتفاعل معه بإيجابية، على قاعدة من لإيمان المشترك بأننا (جميعا) نسعى للمصلحة العامة... وأن الإتفاق فيما بيننا تعاون وقوة، والاختلاف تنوع وتكامل وإثراء لا يفسد للود قضية
.
أخي العزيز
أرجو أن تتكرم بقبولي صداقتي في هذا الفضاء الإلكتروني... واعلم بأني ممن يعرف حق الصديق ويحفظه، وحقه عندي (أن أصْدُقَهُ الرأي والقول)ا
.
سعدت جدا بالحوار معك.. وسعت أكثر بمعرفتك.. فشكرا مرة أخرى.. وليست الأخيرة:)

Shather said...

اخي بو غازي ..
ماذا تقول لأناس يخجلون من هويتهم الاسلامية ؟

العلمانية غزت العقول الخاويه ..

اصبحت عيونهم لا ترى التحضر و التمدن الا في المكانالذي يغيب فيه الدين و تنفتح فيه الحريات ..

هم مساكين يحسبون ان بمنطقهم سيلمسون السحاب ..يجهلون ان لمس السحاب قد يعقبه السقوط على الوجه ..

كما عودتنا دائما ..

رأي سديد و منطق محترم ..

:)

بوغازي said...

أم بخنق
مساج الله بالخير... وآسف على تأخري بالرد
والله يا وخيتي ما أدري شالسالفة... وأنا بعد أحاتيه مثلج وفاقدة واي
.
إحنا ما صدقنا على الله أنتي ترجعين، يقوم يغيب هو... وأنا هذي حالتي معاكم... بس ما قول إلا:ا
الله أقوة يا نصيبي وأنا وش بيدي... كل ما (لقيت) واحد (يغيب) الثاني
.
الغايب حجتة معاه... وما نقول إلا عسى المانع خير إنشاله
:)

................

مشاري
الحمد لله على السلامة... وحياك الله بكل وقت... هذي مدونتك وإحنا عندك ضيوف...والله لا يحرمنا طلتك الحلوة وتعليقاتك المثرية... وتظل أنت دائما بالصميم:)

..................

shather
حال من يخجل من هويته كحال من أضاع مشيته... والحقيقة الثابتة أنك لن تنال احترام الآخرين إلا من خلال احترامك لنفسك وذاتك، وهذا لن يتحقق إلا باحترامك لهويتك
.
فالله يهدينا وهديهم.. ويكافينا ويكافيهم شر السقوط... وشكرا جزيلا على الزيارة الكريمة والتعليق المثري:)

Anonymous said...

بوجهة نظري لا حرية بمجتمع تنعدم فيه الحرية ولن نسمع به عن حرية , كل شخص يلبس وياكل وييفكر وفقا لضوابط اعدت سلفا له , من منا يستطيع التخير بنمط حياته ! وحقيقة الشذوذ هم فئة ارتادوا على منهجية معينة تسربت بالتدريج لتلك الضوابط وتعارف الناس على وجودها !
فما نرجوه ليس الالتزام بحرية الفضائل وانما الارتقاء بالتمسك باخلاق ديننا !