Saturday, June 16, 2007

عقلية الحكومة ونفسية المجلس

على هامش استجواب وزير النفط علي الجراح

وكأنه بات قدرا علينا أن نعيش بين سندان عقلية الحكومة (المتخلفة) ومطرقة نفسية المجلس (المتشنجة)... وأن نراقب يوميا هذا (السباق) و(التنافس) المحموم بين الطرفين في وضع العراقيل والحواجز أمام مسيرة التنمية التي نسمع بها ولا نراها
.
فالحكومة لا تزال (ومنذ أن وعينا على هذه الدنيا) غير قادرة على الإمساك بزمام (جميع) الأمور وعاجزة عن إدارة نفسها ذاتيا... لماذا؟.. لأن تشكيلها قائم على تمثيل (المصالح) وتقاسم (مناطق النفوذ) بين (المتنفذين) من (داخلها) أو من (خارجها)... ولعل بروز وتطور ظاهرة ضرب الحكومة من الداخل يأتي كنتيجة طبيعية لاختلاف المصالح بين هؤلاء... فهي لم تكن في أي يوم من الأيام كتلة واحدة أو فريق منسجم يسعى لتحقيق أهداف موحدة على أرضية برنامج مشترك... لأنه لا يوجد بالأساس قواسم مشتركة بين أعضائها... ولذلك فإنه يصح القول أن البلد لا تديرها حكومة (عارفة وين رايحة)... لأنها ببساطة ضعيفة وغير منسجمة وليست لديها خطة قابلة للتنفيذ ولا تقوى على إدارة نفسها فضلا عن خاضوعها لمصالح المتنفذين
.
وكل ما تقدم من أمر الحكومة يعتبر من المؤثرات الرئيسية والمباشرة التي ساهمت في خلق حالة التشنج التي يعيشها المجلس والتي تحكم نفسيته وعمله في الكثير من الأحيان... والتي من نتائجها سيطرة نظرة الريبة والشك على تفكيره تجاه الحكومة وتجاه كل عمل تقوم به أو تقدم عليه أو حتى تفكر (مجرد تفكير) في اتيانه
.
وخطورة هذه النفسية تتمثل في أمرين.. الأول: أنها لم تعد تحكم علاقة المجلس بالحكومة فقط.. بل تعدتها لتحكم علاقة أعضاء المجلس ببعضهم.. وهذا ما أدى ويؤدي دائما إلى فشل أي جهود لإيجاد نوع من التنسيق (الإستراتيجي) بين الكتل البرلمانية... أما الأمر الثاني: فهو عدم القدرة (أحيانا) على لزوم الرأي الأصوب واتخاذ القرار الأوجب... لأن النفسية المتشنجة لا تهدي صاحبها إلى الصواب غالبا... ومن هنا جاء الحكم الشرعي بعدم وقوع طلاق الغضبان
.
وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا جدوى من التعويل على حكومة لا تملك من أمرها شيء... كما أنه من غير المناسب لوم المجلس على نفسيته التي تسببت السلطة في خلقها، لأن هذه لنفسية في النهاية ليست سوى ردة فعل طبيعي ضد عقلية (المتنفذين) اللذين يديرون البلد وفق مصالحهم دون مراعاة للمصلحة العامة.. وتنفيس هذا التشنج لا يكون إلا بالقضاء (الدائم) على أسبابه وليس بالمعالجة (المؤقتة) لعوارضه
.
وإذا كان الإصلاح لا يتحقق إلا بصلاح النخب الحاكمة... فإنه لا حل ـ وفقا للمعطيات السابقة ـ إلا بقيام (نظام) الحكم على الجدية والانضباط ومراعاة المصلحة العامة.. وأن يقدم قدوة حسنة للمواطنين.. فيبدأ بنفسه.. ويكف يد (المتنفذين) الذين من نسيجه عن العبث في البلد ومقدرات الشعب.. ويجتهد في اختيار (القوي الأمين)... فبذلك فقط يستقيم أمر الحكومة ويستقيم معها أمر المجلس... أما بغيره فإنه لا أمل بالعلاج ولا حل للمشكلة... فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن

12 comments:

Unknown said...

والله كلام سليم ومناسب يا بو غازى لكن
انا ابى اتطرق حق نقطة
ان ديمقراطيتنا اثبتت فشلها
لان الناس اللى قاعدة توصل تفتقد روح الديمقراطية والتعاطي والحوار
لذلك فان الحل الاسلم لهذا البلد وجود نظام لمجلس الاعيان يكون من خيرة رجال البلد المعروفين بالصلاح ومن يشهد لهم بالخبرة
من قانونين واكاديمين وتجار نظاف اليد ورجال دين
وتكون سلطتهم اعلى من سلطة المجلس الذى مع الاسف خرج عن جادة العمل الجاد

لا اريد ان اطيل ولكن نكتب انا وانت فى نفس الخط

يعطيك العافية

فراوله said...

مساالخير والكرامة
لاخوي العزيز
بوغازي
والله ياخوي متنا واحنا نهتف بشعارات وهميه
وتعور القلب
ولا حياة لمن تنادي
نبي ناس ظميرهم لين اللحين حي وينبض بحب وعشق تراب هالديره
دمت يالفيصل انت وامثالك ممن تهمكم
مصلحة الديرة
:)))))))))

محـــــارة said...

أخوي بو غازي كلامك سليم وما عليه غبار .. لكن الحكومة غير مسئوله عن كل خطأ يحدث بالبلد أي نعم لها نصيب الأسد لأن بها ومنها تنفذ وتسن القوانين حتى لو تغيرت الأشكال وتبدلت الأدوار

يبقى لنا ضمائر المخلصين من الشعب ومن يوصل لقبة البرلمان وعلى الطرف الأخر ممثل الشعب بتحليه الأمانة ووقفه ضد تيار الحكومي المتعجرف حول أي تطور ونهضة للبلد

للأسف نعيش بحالة من التخبط والسبب جشع المسئولين و نسبة كبيرة من أبنائها .. بالأخر الخاسر الوحيد الكويت وشعبها المخلصين

والله يعطيك العافية وربي يحفظ الكويت وعيالها الي يخافون عليها ويحبونها من قلبهم

Shather said...

كلام واقعي و صحيح 100%

دور المجلس و الحكومه محنط ..
و بهالديره صايرين "كـُل ٌ وا نفساه"

دام انهم يحصلون مصالحهم بهالبرود و هالسهوله اشعليه من بقيه الشعب المسكين اللي معلق آماله عليهم ..

لكنهم تناسوا بانه ليست جميع افواه المواطنين خرساء .. حتى و ان كانت قليله ستظل كالغصة في بلعومهم

والله المستعان :)

دمت و دام قلمك

om-bukhnag-zare :) said...

صباح الخير اخيي بوغازي والله انت واخيي مشاري ناوين علينا بالمرارة :(ا

أتفق معك فيما ذهبت اليه لكن برأيي المتواضع ان كل الإطراف من حكومة ومجلس وناخبين يتحملون مسؤولية الصلاح والإصلاح فالقضية متاشبكة ولا تحل بقرار ولا بقانون .. الإصلاح دربه طويل وعلينا ان نتحمل مشاق هذا الدرب ان كنا فعلا جادين وعازمين عليه .. الدرب يبدأ بخطواتنا نحو اصلاح انفسنا وطريقة تفكيرنا و معالجتنا للأمور..اصلاح نظام التعليم ونشر الثقافة والوعي بين الناخبين حتى يكون اختيارهم لمن يمثلهم بالمجلس قائما أولا واخيرا على مراعاة مصلحة الكويت وليس مراعاة لتجمع او قبيلة او فئة وبغير ذلك سوف تختل الموازين
***********
اشرت الى جزئية نفسيةالمجلس بأنها(ردة فعل طبيعي ضد عقلية (المتنفذين) اللذين يديرون البلد وفق مصالحهم دون مراعاة للمصلحة العامة ) ليتني استطيع ان افصح لك عن مادار بيني وبين مستشار في مجلس الأمة !! لعرفت حجم الطامة الكبرى التي ابتليت بها الكويت ممن ادعوا انهم من حماة المال العام وليتها اقتصرت عليهم بل امتدت الى صٍغار النواب من الذين ( مايدرون وين الله قاطهم ) ولعرفت ان صراخهم وتشنجهم ليس إلا نفاقا

يا اخيي من صادها عشى اعياله

ودمت لنا فيصلا ذي عزة :(ا

أبو إسحق said...

تحليل ممتاز اشكرك عليه ... لكن افضل وضع المجلس في خانة التخلف على خانة التشنج

تحياتي

Anonymous said...

صبحك الله بالخير يا بوغازي

الحكومة والمجلس .. على هامش استجواب الجراح

مع او ضد ؟ باجابة مختصرة بداية بنعم او بلا .. ولك بعدها التعليق والتعليل المفصل

عثماني said...

صبحك الله بالخير اخوي الغالي بوغازي

قد اذهب الى ما ذهب اليه بعض الاخوة و الاخوات من المعلقين بان الجميع مشارك و مسؤول عما وصلنا الية من حالة سياسية متردية القت بظلالها على كافة مناحي الحياة في الكويت

المواطن و الحكومة و المجلس و الامير ..الجميع مقصر بشكل او بآخر

Maximilian said...

كلام واقعي مية مية

الزين said...

والله انا يابوغازي ما افهم بالسياسه كلش
ولا انا صوبها
بس حبيت احسسك بوجودي بمودنتك
واصبح عليك

:)

Anonymous said...

الله يهداك يوبوغازي...
جدام الفلوس و المركز تضعف النفوس...
لو منو يكون ...يبتدي قوي امين...وينتهي طرطنقي!

بوغازي said...

مشاري
لا شك بأننا على نفس الخط... نتفق في الأصول، ولم ألحظ خلافات كبيرة بيننا في الفروع.. وهذا الأمر يشرفني ويسعدني
.
ولكن ما أردت أن أقوله أن المشكلة الحقيقية هي ليست بالنظام (بمعنى السستم) بقدر ما هي بالقائم على تطبيق هذا النظام... لأن النظام مهما كان منضبطا ومتطورا لا يمكن أن يحقق أهدافه إذا لم يكن القائم عليه حريصا على تطبيق روحه
.
والقائم على النظام في هذا البلد ليس مجلس الأمة ولا مجلس الوزراء... لأن السلطة الحقيقية القابضة على زمام الأمور والنافذة والمتنفذة بكل أجهزة الدولة ليست (فعليا) بيد هذين المجلسين... ومن ثم فإن العلة في هذه السلطة وليست (بالسستم)ولا يمكن تحقيق الإصلاح المنشود إلا بإصلاح هذه السلطة أو بإقصائها
.
والله لا يخلينا منك:)
.....................

فراولة
شكرا.. وكثر خيرج.. وما عليج زود... وإنشاء الله أن الخير لا يزال باق في هذا الوطن وفي أبنائه
.
زيارتك دائما تسعدني وتشرفني... وأيضا (تشوقني) أن أنهض على الفور لأقرب مكان تباع فيه (الفراولة) لكي أبتاع لي منها القليل وألتهمه كله على الفور
.
شكرات مرة أخرى ولا تقطعين:)

......................

محارة
أتفق معك في الكثير مما قلتيه... إلا أني أأكد أنني لم أحمل الحكومة المسئولية لأنها كما وصفتها بمقالي:(لا تملك من أمرها شيئا)... وهي أريد لها أن تكون على هذه الحالة حتى يسهل التلاعب بها ومن خلالها... وإنما المسئولية بالنسبة لي ـ وكما ذكرت بالمقال ـ يتحملها (نظام) الحكم والمتنفذين فيه
.
شكرا على الزيارة الكريمة... ولنواصل التواصل:)

....................

shather
شكرا على التعليق.. وأتفق معك.. والله المستعان على ما نحن فيه
.
دائما طلتك لها وقع مختلف... فلا تطيلي الغياب:)

....................

أم بخنق
أتفق معك بأننا جميعا نتحمل المسئولية... ولكننا لا نتحملها بنفس النسبة بل بنسب مختلفة... لأن الله سبحانه وتعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.. ومن ثم فإن السلطان هو من تقع عليه المسئولية الأكبر.. ولا شخانتة سلطان؟؟
.
والإصلاح يحتاج إلى أصحاب رأي وعزيمة... فهل (المتنفذين) من أصحاب (السلطان) لديهم الرأي وعندهم العزيمة؟؟؟... أشك في ذلك.. وإن كنت أتمنا أن أكون غلطان في شكي هذا
.
بعضهم أثبت قدرات فائقة فيما يمتلكه من رأي وعزيمة على خط الفساد.. ونحن بانتظار أن يثبتوا قدراتهم على خط الإصلاح... أما إذا كانت قدراتهم هذه one way
وباتجاه واحد.. فالله لا يردهم
.
والله لا يخلينا من لمعان هذا الزري... ودمتي عذبة يا بنت الزري... آآآآ أقصد يا بنت الكويت:))

....................

أبو إسحاق
شكرا جزيلا يالحبيب... أما عن موضع الخانة التي يصنف فيها المجلس.. فإذا كانت النتيجة واحدة فلا فرق عندي (ولا أظن عندك) في أي تصنيف يكون هو
.
لا تحرمنا طلتك:)
.....................

عبدالله
سوف أجيب على سؤالك بمقال بعنوان (جاوب بنعم أم بلا... هل أنت مع الإستجواب؟؟)... فانتظر إجابتي في الأسبوع القادم إنشاء الله
.
وشكرا على التواجد والمرور والمشاركة... وإذا كنت أنت عبدالله إلي في بالي فأود أن أهمس لك بالقول أنك طولت الغياب واننا إشتقنا لكتاباتك... وإن لم تكن أنت من أعنيه فحياك الله على كل حال وزارتنا البركة ولا تقطعنا:)

........................

عثماني
أتفق معك تماما... وأحيلك في التعليق على ما كتبته تعليقا على كلام أم بخنق
.
سعيد بوجودك وتعليقك:)

........................

maximelian
هذه زيارتك الأولى... فحياك الله... وشكرا على التعليق
.
وأرجو أن لا تنقطع عنا بزيارتك وتعليقاتك:)

........................

zozota
زيارة عزيزة... وحياج الله يالحبيبة... وكلج ذوق
.
فشكرا جزيلا على المرورو.. والله يديم المعروف... ولا تحرمينا من نور هالطلة:)

........................

الرأي الآخر
دائما بالصميم... والله كريم
.
لا تنقطع عن زيارتنا فنحن بأسم الحاجة لتعليقاتك:)