Saturday, May 19, 2007

خواطر على هامش الذكرى الأولى لانتفاضة الإرادة

الخاطرة الأولى: على مشارف ساحة الإرادة
هناك وقفت لأتذكر.. في مثل هذه الأيام من العام الماضي زحف (شباب) بلادي إلى هذه الساحة... لم يأتوا سويا... بل (تسابقوا)... ولكنهم جاؤو جميعا... فمنهم من سبق... ومنهم من لحق... فحق للسابقين أن نحفظ لهم فضلهم... ووجب للاحقين ألا نبخسهم حقهم...ا
هناك احتظن الوطن أبناءه الذين تعاهدوا على نصرته ... وهناك انصهرت في احضانه كل الأطياف لتشكل السناء البرتقالي الواحد الموحد الذي أشرق بنوره فأضاء سماء هذا الوطن... هناك كان (شباب) بلادي (ينشدون) و (يغنون) سويا... هناك وقفوا وقفة (واحدة)... وقالوا كلمتهم (الموحدة)... فردد الجميع من بعدهم (آمين)...ا
فهل من (وقفة) وهل من (كلمة) نجدد فيها العهد على النصرة؟... وهل من سناء يبعث من جديد ليضيئ سماء هذا الوطن؟
*****
الخاطرة الثانية: شباب الإرادة.. أنتم مكامن الحرية
فما هي مكامن الحرية؟
يصفها الأستاذ الدكتور/ عثمان عبد الملك الصالح (رحمه الله رحمة واسعة) بقوله أنها: ضمائر حية، وقلوب زكية، وعقول ذكية.. فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع، ولا قوانين تردع، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر... أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر والأفئدة والأذهان.. فليست بحاجة إلى دساتير ولا قوانين ولا محاكم.. لتنبت شجرة.. تورق الخير، وتزهر المحبة، وتثمر الأمان.. وارفة الظلال ناشرة للعدل.. يحصص الحق فوقها ويصدع.. ويزهق تحتها الباطل ويدمغ.. فتولي من حولها أبالسة الأخلاق وشياطين المنتفعين فزعة مذعورة هاربة.. فتسارع إلى ساحاتها أخلاق الحرية ومبادئ المساواة في موكب مهيب.. أمامه الشجاعة والصدق.. ومن خلفه الأمانة والوفاء.. ومن بين يديه الرحمة والمحبة والعدل.. شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية، يغمرها نوران.. نور الحرية والعقل.. ونور المساواة والعدل
فهنيئا لكم ياشباب الإرادة ما نلتوه وحزتوه من الشرف.. وهنيئا لنا بكم
*****
الخاطرة الثالثة: ماذا بعد؟
إن الأصل في إحياء أي ذكرى هو في استحضار مضامينها وإحياء معانيها، وليس أرقام التواريخ أو أماكن الأحداث... ولقد كانت انتفاضة الإرادة ـ بكل معنى الكلمة ـ نقطة مضيئة وتجربة مثيرة تستحق الاعجاب والتقدير.. والواجب علينا اليوم أن نكون أوفياء لهذه التجربة (كيف؟) وذلك بحسن الاستفادة منها (كيف؟) من خلال االعمل على مراجعتها وتقيمها لاستخلاص الدروس، وجني العبر، وتلافي الأخطاء، كمقدمة ضرورية لإعادة رص الصفوف استعدادا للجولة القادمة على طريق الإصلاح... وتحقيق ذلك ـ بلا شك ـ يتطلب عملا جماعيا يستوجب (التعاون) ويستحث جهود (كل الشباب) الذين شاركوا في صنع وصياغة هذه الأحداث... فهل أنتم فاعلون؟

7 comments:

Unknown said...

ما يحز بالقلب يا بو غازى ان هناك من ركب الموجة البرتقالية ورفع اسهمه على قفى هالناس اللى اشتغلت

يعطيهم العافية جميعا

بوغازي said...

مشاري
في تقديري أن من أهم أسباب نجاح حركة ساحة الإرادة (البرتقالية) أن هذه الساحة اتسعت لتحتظن الجميع على اختلافاتهم وتنوع مشاربهم... وهذا الأمر هو الذي أكسبها هذا الاحترام الشعبي والرسمي والزخم الإعلامي الكبير... وفي تقديري أيضا أن أي محاولة لقصر هذه الساحة على طرف دون الآخر ستؤدي حتما إلى خدش ما حققته هذه التجربة الرائدة من نجاح وستؤدي إلى تشويه صورة كل الأطراف المشاركة بها.. وهذا لن يعود إلا بالخسارة على الجميع... وهو ما لا نريده ولا نتمناه لأحد
نعم أنا اتفق معك (وقد كتبت ذلك)أن هناك من سبق الآخرين لهذه الساحة (وبالتأكيد فإن أهل السبق والريادة لا ينسى دورهم وفضلهم)... ولكن هناك أيضا من لحق بهم من أبناء وطنهم (ولا يجوز أن نبخس هؤلاء حقهم أو ننكره).. فالجميع عمل.. والكل قدم وأضاف.. ربما ليس بنفس القدر.. ولا بنفس المستوى... ولكن تكريس نجاح هذه التجربة مقدم عندي (في هذه المرحلة على الأقل) على ما سواه... وتكريس هذا النجاح لا يكون إلا بالتركيز على أهمية قيمة التعاون والعمل المشترك.. وتجديد الدعوة لرص الصفوف من جديد... خاصة وأننا في أمس الحاجة لتوحيد الكلمة مرة أخرى (بل مرات متعددة) لمواجهة غول الفساد الذي يعصف بالبلد.. في ظل هذا الجو السياسي المليئ بالتشنجات والاحتقانات

شكرا جزيلا على هذه الزيارة الكريمة التي أرجو أن تتكرر.. وبالمناسبة فإني من المتابعين لمدونتك القيمة

Anonymous said...

البرتقالي :

لا احبه كلون ولكنني احبه كمبدأ .. احببت الأجواء الايجابية التي سادت ساحة الارادة .. لا بل سادت كويتنا كلها .. لم تعش الكويت اجواء مماثلة في السابق يعلوا فيها صوت الشعب بتجمعات اشبهه بالمظاهرت .. هدفهم سامي .. صلاح الكويت من اصلاح مجلسها ..

الأزرق :

احبه كلون لا احبه كمبدأ

الأزرق والبرتقالي :

عندما يجتمعان ويـنمزجان فانني لا احب مـمارسات بعض الشباب الكويتي التي سادت بين الطرفين والتي كانت اشبه ماتكون الى مشجعين في مدرجات الدوري الانجليزي

ولكنها كتجربة أولى للشعب الكويتي فانني استطيع ان اقيمها بـ أكثر من ممتازة يجب علينا استخلاص العبر منها مثل قوة الشعب وانتصار الشعب اذا كانت مصلحة الأمة نصب عينيه وان الممارسة السياسية متاحة للكافة حتى ولو كانت في الديوانية

....................


جميل ورائع وصف الدكتور المرحوم عثمان عبدالملك للحرية وكيف انها اذا ما اتقدت وعاشت في الضمائر فاننا لسنا بحاجة لدساتير وقوانين و و و .. الله يرحمك يا دكتور .. فقدناك وعطشت لآراءٍ مثل آرائك كويتك

..................


ملاحظة : سأقوم حاليا بالاختيار والضغط على الزر البرتقالي اللي مكتوب عليه PUBLISH YOUR COMMENT
وذلك لأنشر رأيي .. فالبرتقالي مدخل للتعبير عن الرأي

الطارق said...

لإعادة تلك الأجواء الإيجابية ، وحتى نكون إيجابيين أدعوكم للمشاركة .

كما يرجى من العزيز بوغازي زيارة المدونة فيها ما يخص مبادرتك مع الزملاء ، ونترقب منك المزيد .

تحياتي

بوغازي said...

العبد
كعادتك في كل زيارة.. إضافة جميلة، وصياغة بديعة، ورأي معتبر
والله لا يحرمنا من هالطلة

.......

الطارق
أشكرك وأشد على يدك
وأدعوا الجميع للتفاعل بإيجابية مع مبادرتك

Tear said...

عزيزي بوغازي صرت
لما اقري مدونتدك خاصة وانا الوضع كئيب من حال سيء الي اسوء والمواطن مابيده شي يسويه وانت شاد حيلك علينا وصاير فيصل هيكل الواحد يبي يسمع اخبار زينه ولا مواضيع تفتح النفس وتعطي تفاؤل بالزمن الاغبر اللي احنا فيه بس الله يهديك سويتلنا مسلسل مدبلج 3 اجزاء عن استجواب الجراح ... وجنه ماكو عندنا سالفه غير الجراح ... بس حبيت اضيف اضافة هي كانت بترقص وكانت راقصة يعني ههههههه... اصوت بالامتناع

Tear said...

عزيزي بوغازي صرت
لما اقري مدونتدك خاصة وانا الوضع كئيب من حال سيء الي اسوء والمواطن مابيده شي يسويه وانت شاد حيلك علينا وصاير فيصل هيكل الواحد يبي يسمع اخبار زينه ولا مواضيع تفتح النفس وتعطي تفاؤل بالزمن الاغبر اللي احنا فيه بس الله يهديك سويتلنا مسلسل مدبلج 3 اجزاء عن استجواب الجراح ... وجنه ماكو عندنا سالفه غير الجراح ... بس حبيت اضيف اضافة هي كانت بترقص وكانت راقصة يعني ههههههه... اصوت بالامتناع