Tuesday, May 15, 2007

نكبة الأرض والشعب.. والهوية.. خفقت قلب في الحنايا

كعادتها في مثل هذا الموعد من كل عام تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين.. أرض مغتصبة.. وشعب بين مشرد لاجئ وسجين محاصر...ا
موعد بتنا لا نكاد نذكره.. وربما نسيناه بالفعل.. ولم يتبقى له أي أثر عند الكثير منا.. فلم تعد هناك (قضية).. وهذه مع الأسف الشديد نكبة الهوية.. وهي شر البلية...ا
موعد لا زال يستحثنا لنبعث الحياة في عروقه من جديد ولنعيد معها الروح المفقودة لمعانيه ومضامينه...ا
موعد لمراجعة التاريخ واستخلاص العبرة منه "فمن ليس له تاريخ يعيش في التيه"ا
موعد للوقوف مع النفس متأملين ومتسائلين.. إلى متى؟ ماذا بعد؟ ماذا قدمنا؟ وماذا سنقدم؟.. فإن أقنعنا أنفسنا بأنه ليس بالإمكان أن نقدم شيئ في هذا (الزمن الأغبر).. فلا أقل من أن نتذكر هذا الموعد لنتأمل ونتفكر...ا
موعد لإعادة إحياء (القضية) الموؤدة في الضمائر.. لتعود معها الهوية المفقودة...ا
موعد نجدد فيه العهد بأننا:" لا نرضى بالسلم إلا حين نكون أحرارا في الداخل: قلبا ووجدانا، وأحرارا من الخارج في أرضنا وسمائنا وبحارنا.. أحرار لا يحتل شبرا من ديارنا عدو غاصب أو محتل دخيل.".. وعندها.. وعندها فقط نرضى بالسلام ونرحب به.. أما قبل ذلك أو دونه من مشاريع الهذيان العربي فأطلقو عليها ما شئتم من الأسماء غير إسم السلام.. فإذا فرض عليكم حتى هذا الإسم قسرا كما تضرب عليكم دائما الذلة والمسكنة.. فسموه (سلام الزمن الأغبر
وفي آخر المطاف.. أمنية.. ورجاء.. ودعاء.. ألا يطول هذا الزمن وأن ينجلي غباره عنا.. وأن ينتهي هذا المشهد الكئيب.. لتنتهي معه أحزان هذه الذكرى.. فلا نكرر القول بعد مرور عام (أو أعوام) بأنه:(في مثل هذا الموعد من كل عام تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين.. الأرض والشعب.. والهوية...).. وليس ذلك على الله بعزيز
هذه خفقتُ قلبٍ في الحَنايا ... ودِماءٌ قد تنزت من جِراحي
خطها نسرٌ جَريحٌ شامِخٌ ... نَهشتهُ الطير من كل جَناحِ
باتَ في الأقصى يناجي جُرحهُ ... يا لحطينَ تُباهي بصلاح
فمتى يَبسمُ للكونِ غَدي ... ومتى يُشرقُ للدُنيا صَباحي

ولنا موعد... وسنرجع

في الإسبوع القادم إنشاء الله لنا وقفة أخرى مع ذكرى جديدة... ذكرى شباب الوطن ولإرادة...فإلى لقاء قريب

ما كتب باللون الأزرق كان للشاعر يوسف العظم

6 comments:

عثماني said...

بو غازي ..طاب يومك

لكل زمان دولة و رجال ... و لا رجال لهذا الزمان...فعرب هذا الزمان غير عرب ذاك الزمان ... زمن الفتوحات و البطولات... انة يا عزيزي زمن " الهشك بشك" انه زمن البطل المناضل " بشار الشطي" زمن " روبي و هيفا " ... زمن " اسود و منيل بستين نيلة" ... تذكرت قصيدة لقباني... تقول :

لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زالَ رضيعاً..
سرقوا ذاكرةَ الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقناديلَ الجوامعْ

تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمةً يابسةً تُدعى "أريحا"
فندقاً يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..
تركونا جسداً دونَ عظامٍ
ويداً دونَ أصابعْ...

لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامعْ؟

بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطناً نبلعهُ من غيرِ ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!

بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآنَ على أرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!


بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..
إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..

ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلة!!
=======

استودعك الله... بو غازي

الحارث بن همّام said...

نسأل المولى القدير أن يعيد المسجد الأقصى إلى رحاب المسلمين ..

بالقدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر .. لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر

بوغازي said...

عثماني
لا أدري هل أواسيك أم أواسي نفسي.. ولا أدري بماذا وكيف أواسيها؟

فلم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامعْ؟

شكرا للمشاركة.. وشكرا لإصطحاب شاعرنا الكبير نزار قباني لزيارة هذه المدونة معك.. ويبقى الأمل بتحقق:" حلمنا بسلامٍ أخضر
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسله.." قائم وقابل للتحقيق ولكن بالعمل والمزيد من العمل.. أما الأماني المجردة فلا تقودنا إلا إلى (المزبلة).. تحياتي لك ولنزار

بوغازي said...

الحارث بن همام
آمين يارب العالمين
أما نحن فمثلما نكون يولى علينا.. فلا تأمل بقدوم (عمر) جديد قبل أن نصبح مثل (صحب) عمر القديم (رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين)ا
وشكرا لهذه المشاركة الكريمة في هذه الذكرى الأليمة.. التي عزف كثير من الناس عن ذكرها... لا عدمت مرورك

Anonymous said...

أألوم نفسي أم ألوم واقع الحال .. لم انتبه يوما ليوم يمكن ان اتذكره واربطه ب يوم او بنكبية فلسطين .. ولا اعلم ايتذكره او يفقهه الفلسطيني المغترب أم لا

عفية عليك بوغازي

وللمرة الثانية تواليا موضوعك قريب جدا بما كتبته !! تقرأ أو أقرأ افكارك !!؟

بوغازي said...

العبد
هون على نفسك.. فالمهم ليس إحياء الذكرى بقدر إحياء ما تحمله هذه الذكرى من المعاني والمضامين لتبقى حية في العقول والضمائر...ا
ومن يطلع على ما كتبت في مدونتك اليوم يعي ويعرف ما يثقل عقلك من تفكير عميق، وما يحمله ضميرك من هم كبير
فهنيئا لي بك.. وبمدونتك.. وبقراءة أفكارك