Wednesday, May 16, 2007

وهم ديمقراطية الشتائم

عطفا على ما كتبته بالأمس وتزامنا معه أقام أعضاء مجلس الأمة (الأفاضل) حفلا للشتائم والسباب والتنابز بالألقاب (النيابية).. حيث تسابق المشاركون فيها وتنافسوا في إلقائهم للألفاظ البذيئة والاتهامات المهينة.. كل بحسب طاقته وما يتمتع به من قدرات... وقد أظهر البعض منهم تفوقا ملحوظا ونبوغا ملموسا على من سواه... وهذا بالتأكيد يعكس عمق الثقافة التي يتمتع بها بعض نوابنا (الأفاضل) من ممثلي (الأمة)... والذين أضافو لنا في نفس يوم ذكرى نكبة الأرض والشعب والقضية والهوية.. ذكرى جديدة لنكبة جديدة هي (نكبة الأخلاق البرلمانية)... ومن مآسي الصدف القدرية أن يتوافق هذا (الحفل) مع ذكرى مرور العام الأول على أحداث ساحة الإرادة البرتقالية...ا
************
كتبت الأستاذة الفاضلة/ سعاد المعجل مقالا خفيفا ظريفا لطيفا بجريدة القبس عدد يوم أمس الثلاثاء 15/5/2007 بعنوان (الزمن.. مجرد وهم) جاء فيه أن:" الذي يحدث في السلوك البشري أن الإنسان يقضي حياته إما مسترجعا ذكريات ماضيه.. وإما أن يرسم بعقله صورة للمستقبل الذي يريده.. وفي كلتا الحالتين فهو يحبس نفسه داخل دائرة زمن لا وجود له أساسا.. أو أنه انقضى وانتهى."... ا
وتضيف الكاتبة:" نحن جميعا وبكل أسف لا نعرف كيف نعيش اللحظة الحاضرة.. لذلك فالانسان لا يستمتع بشيء على الاطلاق، لأنه يعيش وعقله يهرول بين الماضي والمستقبل، فيبقى دائما أسيرا لوهم الزمن!"انتهى
نحن من جانبنا وخروجا من هذا الوهم (وهم الزمن).. ومحاولة لتخفيفا الإحتقان السائد بين أعضاء مجلس الأمة (الأفاضل) المشاركين بمنافسات إحياء حفل الشتائم (النيابية) الرائعة يوم أمس... نتوجه لهم بالدعوة بأن يحاولو خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن يتخففو ولو قليلا مما يثقل كواهلهم من أمانة حمل هموم ومسئوليات (الأمة)... وأن يتناسو شتائم الأمس (البعيد والقريب) ويطوو صفحتها... ويتوقفوا عن إشغال عقولهم بالتفكير فيما سيكيلونه لبعضهم من اتهامات في المستقبل.. وأن يستمتعوا بأوقاتهم الحاضرة.. فهذا بالتأكيد أفضل لنا.. وربما لهم أيضا... علنا نخرج بعد هذه الاستراحة القصيرة من أسر وهم ديمقراطيتهم (القبيحة)... ديمقراطية الشتائم الهابطة والاتهامات الباطلة... لأنها ليست ديمقراطيتنا التي نريد... ولا عزاء لشباب الوطن والإرادة في الذكرى الأولى لانتفاضته

10 comments:

Anonymous said...

لن اتكلم عن وليد العصيمي او ناصر الصانع او عادل الصرعاوي وغيرهم ان كانت لهم كلمة في جلسة مجلس الأمة أمس .. ولكنني سأسرد لـ محمد الصقر .. او ابن الصقر المدلل .. او الطفل الكبير .. فـ على الرغم من المآخذ الكثيرة التي على شخصيته الا اننا استبشرنا بموقفه خيرا في تصديه لسراق المال العام .. أياً كان اتفاقنا او اختلافنا مع شخصية النائب محمد الصقر وتصرفاته الصبيانية احيانا .. الا اننا نتمسك به في هذه اللحظة من الزمان كونه عن مبدأ وقناعه او بدافع شخصي .. فهو الأفضل في رفع لواء هذه المعركة

وأوصي وبشدة في هذا المقام بأن نكون "ميكافيليين" الى اقصى الحدود .. فـ الميكافيلية هي من اشهر المبادئ التي أطلقها المفكر والفيلسوف الايطالي ميكافيللي : "الغاية تبرر الوسيلة" .. والوسيلة هنا ترمز الى الطريقة .. وليست وسيلة ابن الخنة
:)

نعود الى ابن الصقر المدلل .. كما أسلفت فقد نختلف مع شخصه وشخصيته احيانا .. ولكن ذلك لا يمنع من دعمه والأخذ به كوسيلة للوصل الى الغاية وهي استرجاع المال العام


فهل انت ميكافيللي يا بوغازي في قضية الناقلات ؟

بوغازي said...

العبد
أنا قدساوي.. ويعجبني صاحب المهارة العالية من اللاعبين.. ولكن يعجبني أكثر صاحب اللعب النظيف والأخلاق الرياضية.. لأن صاحب المهارة العالية الفاقد للأخلاق قد يكسبني البطولة ويُحمِلني الكأس.. ولكنه يحمل للمجتمع صورة مشوهة عن الرياضيين وسيئة للرياضة.. فينفر الناس منها ومن ضرورة الاهتمام بها ودفع النشئ لممارستها.. فضلا عما يضيف للمجتمع من قدة سيئة (وهو مو ناقص).. أما صاحب اللعب النظيف والأخلاق الرياضية فهو يحافظ على كل هذه الأمور التي هي في النهاية أهم بكثير من رفع كأس البطولة...ا
نحن نحارب سراق المال العام ليس من أجل المال بحد ذاته.. ولكن لأنهم شواذ وخارجون على القانون.. أي أننا نحارب قيم وأخلاق شاذة.. ومحاربة الشذوذ بشذوذ قد يقوض أحدهم وينهيه ولكنه يبقي على الآخر (فماذا كسبنا وماذا خسرنا؟).. شخصيا لست معني بالأسماء.. ومن قال؟ وما قال؟ وما قيل؟ لأني أتمسك بجميع النواب الوطنيين وأدعمهم.. ولكن تمسكي بالديمقراطية أقوى من تمسكي بالأشخاص.. ودفاعي عنها مقدم على دفاعي عنهم.. أما أخوانا النواب فنقول لهم أن العتاب على قدر المحبة.. ولكننا ننبه إلى أن خطورة ما حصل تكمن في أنه يسيئ للديمقراطية والنظام البرلماني ويشوههما في عيون الناس.. مثلما يسئ اللاعب المغرور الفاقد للأخلاق الرياضية واللعب النظيف (للرياضة) بشكل عام (ولفريقة) بشكل خاص.. فضلا عما يعززه من القيم السيئة لأنها صدرت ممن يفترض أنهم قدوات.. ولذلك فنحن ندعو من نحبهم ونؤيدهم وندعمهم من النواب لممارسة الديمقراطية بالأخلاق والروح الرياضية...ا
فالغاية النبيلة لا تحققها إلا الوسيلة النبيلة
وإلى لقاء آخر

الحارث بن همّام said...

تفضل .. هذيل نوابنا في مجلس الأمة ..

بوغازي said...

بن همام
أنا ما أقول إلا الشكوة لله... والله يخلف علينا

om-bukhnag-zare :) said...

أولا : مبروك إخوي الفيصل على المدونة الجديدة

ثانيا : انا معك فيما تقول فلست معنية بالأسماء أنا معنية بمن يقول الحق والصواب ويتمتع بالأريحية كائنا من كان
وصدقت نحن نحارب قيم واخلاق شاذة ومن الشذوذ أن تبدر مثل هذه التصرفات الحمقاء من رجال يفترض أنهم على درجة عالية من الأخلاق والرقي ( إشخلوا حق المتردية والنطيحة )ا

للأسف ماذا أبقوا لهم من خصال الرجال ؟؟
هل هؤلاء قدوة شبابنا ؟

إن الرجال وإن راعتك كثرتهم

إذا خبرتهم لم تلف من رجل

( الشريف الرضي)

بوغازي said...

أم بخنق زري.. وبنت الكويت العذبه
شكرا على الزيارة الكريمة والتهنئة الرقيقة.. والله يبارك فيك.. ولا يحرمنا من هالطلة:)

الطارق said...

عزيزي بو غازي ، نعم الشكوى لله لكن الله يريد منا غير الشكوى يريد منى العمل لنغير واقعنا .

اعلم مدى الأسى الذي يعتصر قلبك وقلب المخلصين من حالنا هذه ولكن الأمل بغد أفضل يجب أن يغلب الأسى الذي فينا .

لنعمل ولا نكتفي بالمآسي التي لن ينهييها البكاء .

وانت قدها وكفو لها ان شاء الله :)

بوغازي said...

الطارق
اتفق معك تماما في أن هذا الوطن يحتاج منا إلى ما هو أكثر من الشكوى.. يحتاج إلى العمل الدؤوب والعطاء المتواصل.. يحتاج إلى التضحية والبذل.. ويحتاج إلى مواجهة الواقع السيئ والتصدي له بكل جرأة وشجاعة.. ونحن مثلما أنت نمد أيدينا للتعاون والعمل من أجل كويتنا جميعا
وتقبل مني الشكر الجزيل على هذا المرور الكريمة.. وأرجو ألا تحرمنا من طرق باب هذه المدونة وزيارتنا مرات عديدة.. فهي مدونتك وإحنا عند ضيوف:)

Q8LoVeR said...

حقيقه اخ بوغازي اكتشفنا شي حلو من جلسة الشتائم الداميه وهي ان نص الاعضاء والوزره الي بالمجلس السابقين والحاليين وربما المستقبليين بواقين وحرامية
وكل اناء بما فيه بنضح

بوغازي said...

q8lover
بعد عطلت نهاية الأسبوع وعلى إثر تباعد الحدث مع موعد التعليق أرجع اليوم بنفسية أقل انفعال وأكثر اتزانا لأقول: ربعنا من النواب الوطنيين (سواء الإسلاميين أو الليبراليين) دائما نقدم فيهم حسن الظن ونثق بنظافة يدهم وما نحط شي بذمتنا عليهم.. وما أزعجنا وأثار حفيظتنا هو أن ما حصل في المجلس في ذلك اليوم الأسود كان (جزءا) منه بمشاركة ومساهمة فاعلة من بعضهم، وهذا فيه إساءة لهم ولتياراتهم وللديمقراطية... ولأننا (وكما علقت سابقا على عبد الله) نحبهم ونتمسك فيهم وندعمهم فقد ساءنا ما حصل.. وفي نفس الوقت فإننا نجدد الدعوة لهم بأن يتحلو بروح التعاون والعمل المشترك.. كما ندعو الله لهم أن يفتح عليهم وأن يعينهم على أن يحسنون عملهم.. عموما إنشاله يكون ما حصل (هبة غبار ديمقراطية) سريعة وتنتهي.. ليعود الجميع بعد (نفض) و(تنظيف) آثار ما خلفه هذا (الغبار) للتركيز على ما يفيد وترك ما لا يفيد