Friday, May 11, 2007

حوار وأطراف

الحوار عملية تفاعل انساني فكري راقي... يهيئ لكل طرف فرصة التجول في عقل وتفكير الآخر والإستفادة بأفضل ما فيه فيتحقق بذلك الإثراء وتنضج معه الآراء... قد لا يؤدي إلى اتفاق مشترك... ولكنه يتيح لكل طرف أن ينظر للموضوع من زاوية الآخر وأن يستوعب مبرراته ودوافعه... وهذه مقدمة ضرورية لخلق أرضية مشتركة للتفاهم والتعاون.ا
وأطراف الحوار عقول متفتحة وقلوب منفتحة تملؤها الثقة بالنفس... وآية هذه الثقة استعدادها التام لتغيير آرائها وقناعاتها بقدر ما يظهر لها من الحقائق التي غابت عنها ووجدها الآخرون... فإذا انسدت آفاق العقل وأقفلت أبواب القلب تحولنا إلى صمت القطيعة البغيضة أو إلى صخب الجدال العقيم المسمى بحوار الطرشان (على طريقة برنامج الاتجاه المعاكس) الذي لا نجني منه إلا (عوار الراس)ا
الحوار بناء حضاري... وهو زينة المجاميع والمجتمعات المتحضرة لأنه لقاء بين أطراف تسعى للتعاون من أجل التنمية (على ما قد يكون بينها من اختلاف)... أما القطيعة فلا تحسن إلا بناء السدود وجدران الفصل العازلة للأفكار... الحوار ثراء وإثراء وما عداه إفلاس وخواء... فهلا خرجنا من الضيق بالآخر إلى سعة اللقاء به والحوار معه ؟
عندما أسأل: ما أجمل ما في الكويت؟ تكون إجابتي على الفور هي: وجود هذه المساحات الواسعة للحوار وتبادل الرأي والأفكار... ولكني أتسائل دائما هل أحسنا فعلا استغلالها ؟
بداية أسبوع سعيدة

15 comments:

Anonymous said...

سبتٌ جميل .. طويل :)

كلامك صحيح يا بوغازي .. بس تغيير قناعة معينة او مبدأ معين يحتاج بعض الوقت .. فكلما طال عمر القناعة ومدى ترسخها في خلفية الانسان كلما طالت معها عملية استيعاب الرأي الآخر

لذلك .. لا تتعجب بمن وصفته "بحوار الطرشان" على قناة الجزيرة .. فالبرنامج مدته ساعة والضيوف مشحونين ب1000 واط من الفكر المضاد لفكر من يقابلهم مجلسا .. علاوة على ماهو مطلوب من ايا منهم من الظهور بصورة المنتصر في نهاية الحلقة حتى لو كلفه ذلك ايمانه بالله !!

موضوعك شبيه بما كتبته امس .

بوغازي said...

العبد
شكرا على المرور الكريم والزيارة الثرية
أتفق معك أن تغيير بعض القناعات يحتاج أحيانا بعض الوقت... وهنا لا توجد مشكلة إن كنا استثمرنا هذا الوقت بالتفكير والتحليل ووزن الرأي الآخر ... بس المشكلة الحقيقية في سبق الإصرار (عن جهل أو مكابرة) على تضييع هذا الوقت الثمين دون تفكير أو تبصر بهذا الرأي... أما مثال (برنامج الاتجاه المعاكس) فلم يكن نقد للبرنامج بقدر ما هو نقد لمن تتقمصه (النفسية المشحونة)ويغلب عليه تحريضها له بالانتصار لنفسه ولو على حساب الحق، فيغلق نوافذ عقله وأبواب قلبه أمام أي حوار (سواء كان مدته ساعة أو امتد لنهاية العمر)... وهذا عكس ما أدعو وتدعو إليه
شكرا مرة أخرى على الزيارة... وإن طابلك عاود:)

Anonymous said...

اول شي نبارك لك البلوغ او المدونة الشخصية انشاء الله فاتحة خير
ثاني شي خوش موضوع ولكنه موجه لمن يعي اهمية الحوار في حيانا للوصول الى نقاط التقاء اما جمهور المتعاملين مع الحوار فحوارهم بيزنطي لا يعون كلفة حوراتهم غير المجدية
يبقى في النهاية الحوار مهم في حياتنا

. said...
This comment has been removed by the author.
. said...
This comment has been removed by the author.
بوغازي said...

Positive:
الحل في تقديري إن نكون إيجابيين بقدر المستطاع ولا نمنح مشاعر الإحباط السلبية فرصة التسلل إلينا والتأثير علينا... وأن نتذكر دائما أن من يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم... وبعدين ترا الحوار مو لازم يكون فيه غالب ومغلوب، أو نهاية يعلن فيها أحد الطرفين استسلامه... الحوار عملية نقل أو تبادل للأفكار بين طرفين... قد ينتج عنها ذوبان وتلاشي بعضها وبقاء البعض الأخرى، وقد يؤدي إلى تلاقح بينها ينتج لنا فكرة أو أفكار جديدة، وقد يبقي كل واحد على أفكاره دون تغيير (إلا بعد حين)... فلا يتسلل اليأس إلى نفسك ياعزيزتي... وكوني دائما إيجابية
شكرا جزيلا على مرورك الرشيق وزيارتك الجميلة التي أضفت جو من (النعومة) على خشونة هذه المدونة... وتصبحين على خير:)

. said...
This comment has been removed by the author.
Sal said...

أهنئك على مدونتك..وأتمنى أن يجعلك الله مفتاحاً من مفاتيح الخير..
أما فيما يتعلق بالحوار فما أحوجنا إلى تكريس ثقافة الحوار والإيمان بأهميته. فالإختلاف سنة إلهية وحقيقة فطرية جبلية لدى بنو البشر ولا يمكن لأي فرد أي يحمل الآخر على تقبل رأيه رغماً عنه. ولو نظرنا في قرآننا الكريم وفي سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لوجدنا أمثلة عدة تدلل على أهمية الحوار. (وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، (لست عليهم بمسيطر). وحسبك من السنة النبوية مثال واحد: قصة الشاب الذي استأذن الرسول عليه السلام في الزنا "فقال له عليه السلام: أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لعمتك؟ أترضاه لخالتك؟" قال: لا والله يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم، لأخواتهم..." فخرج الشاب وهو يقول: والله يا رسول الله ما كان أحب إلى قلبي من الزنا، والآن ما أبغض إلى قلبي من الزنا".
لكن القلوب المريضة تخشى الحوار وقوة وأثر كلمة الحق فما تلبث أن تضيق بها وتظهر المكبوت في النفوس (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).

أسأل الله أن يبارك فيك

بوغازي said...

السمي
شرفت ونورت... وحلت علينا البركة بزيارتك
ليس عندي ما أضيفه على تعليقك الرائع والثري إلا أن أقول صدق فيك المثل الكويتي:(لي حكى الشرع...)... أرجو ألا تنقطع عن زيارتنا... فإن لم تجد ما يسرك عندنا... وجدنا ما يسرنا عندك... فأنت كريم وحنا نستاهل:)

الحارث بن همّام said...

أبارك لك يا أخي بوغازي على افتتاح مدونتك الجميلة ..

و أنا واثق من أن هذه المدونة ستكون محلا لنشر فكرك الجميل عبر قلمك الرائع
و سنقرأ فيها ابداعاتك الجميلة

تحياتي

بن همّام

بوغازي said...

الحارث بن همام
لا يزال الإعجاب بهذا الإسم يتسلل إلى نفسي بمجرد سماعه دون أن أجد لذلك سبب أو تفسيرا محدد... ربما لأني أستشعر فيه معاني ذات دلالات سامية؟؟ لا أعلم... وعلى أي حال فإن أمامنا وقت لتدارس هذا الموضوع
عفوا ياظيفي الكريم فقد أنساني ذكر اسمك الواجب وشغلني عن أن أرد التحية إليك بمثلها بل وبأحسن منها (لأنك دائما تستحك الأفضل)فأرجو المعذرة على هذه الهفوة
هذه واحدة... وأما الثاينة: فشكرا على التهنئة والله يبارك فيك ويخليك ويرفع قدرك ويعليك... وأما الثالثة: فقد غمرتني بثناء لا أستحقه وإن كنت أتمنى أن أكون أهلا له،وإن أردت الإنصاف فأنت أحق به مني بل وبأكثر منه... وأخيرا لا يسعني إلا أن أقول لك: ترا الدار دارك وحنا عندك ظيوف... وحياك الله:)

Anonymous said...

اولا... مبروك المدونة يا بوغازي...وان شاء الله يكون وشها وش السعد عليك و يفتحها عليك من وسع :) ثانيا.... الحوار... و آآآآآآآآآآآآآه من الحوااااااااااااااااار.... الحوار اسلوب راقي لتبادل الخبرات و الاراء... لكن في الكويت الحوار عندنا عبارة عن نجرة و فرد عضلات...الجماعة عندهم قناعة ان الصوت العالي و الصراخ نتايجة مضمونة...للاسف يا بوغازي... الغاء الاخر و تهميشة اوصلنا الى مستوى مرعب ...والله يستر !!

بوغازي said...

عثماني
شكرا على المباركة... ووش السعد هلت علينا تباشيرة بتشريفك لنا بهذه الزيارة الكويتية الأصيلة التي تحمل معها عبق (جبلة) وأهلها الكرام
وأنا والله اتفق معاك بإلي قلته...بل وأزيد عليه إن جماعتنا مع الأسف في معظمهم صارو مثل صاحبنا (بوش الصغير) يتبنون مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي... وياويلك يا سواد ليلك إذا تبنيت راي مو على هواهم حتى لو بأحلامك (حلم يبا.. بعد حتى الحلم بتحاسبونا عليه)... الواحد فينا من كثر الشحن والإرهاب الفكري صار يتحرج إن يقول رأي أو ينتقد آخر... والمشكلة إن كل جماعتنا يدعون الديمقراطية (سواء بحلتها الإسلامية أو بنسختها الليبرالية)... بس الظاهر إن الديمقراطية إلي يعرفونها ديمقراطية (غير شكل) من نوع جديد مواصفاتها إنها (ديمقراطية شمولية ذات التيار والحزب الواحد)... وهذا طبعا لخدمة أهداف وطنية عليا وهي: توحيد الصف وجمع الكلمة... اختراع عربي قديم ومعروف... أنا أقول تركو عنكم (هالخنبقة) وخلونا نرجع حق طبيعتنا الكويتية السمحة إلي تسع الجميع بكل أطيافهم وآراءهم
عثماني
أنا معاك في إلي قلته:"الله يستر من الجاي"... ولكن في نفس الوقت الواحد لازم يؤدي واجبه ويحاول يبذل إلي يقدر عليه من الجهد لمحاربة هذه القيم الغير ديمقراطية الدخيلة على بلدنا ومجتمعنا (ودام الأمل موجود لا بد يوم تعود أيام التفاريج)... والله يوفقنا معاك
زيارتك عزيزة... فلا تبخل علينا بؤخرى... وإلى لقاء قريب:)

SAJA.S said...

مبروك على المدونه الجديده
وعجبتني طريقتك في الكتابه .. والمعنى منها
استمتعت وانا اقرا
يعطيك العافيه
وموفق ان شاء الله

SAJA.S said...

مبروك على المدونه الجديده
وعجبتني طريقتك في الكتابه .. والمعنى منها
استمتعت وانا اقرا
يعطيك العافيه
وموفق ان شاء الله